سورية الحدث يقال إنه من رحم الأزمات تولد الفرص وتنتعش رؤوس الأموال عندما توظّف في مكانها المناسب، حيث يشيع مناخ الأمن والاستقرار وسط كثافة سكانية كبيرة تحقق الرواج المنشود. هذه العوامل جعلت من اللاذقية محط جذب للكثير من رجال الأعمال لاستثمار أموالهم في العديد من المشروعات، التي كان قبلتها قطاعا السياحة والصناعة، فقد ساهمت استثماراتهم في إنعاش الحركة التجارية والنهوض بقطاعات الإنتاج كافة في زمن الحرب الذي قلت به الموارد وازدادت فيه التحديات. مناخ استثماري آمن وعن الأسباب التي أدت إلى زيادة الاستثمارات في اللاذقية، قال الدكتور وائل مهنا منصور المتخصص في الاقتصاد والتسوق السياحي في حديث لـ"الأيام": تعرضت أغلبية المحافظات السورية إلى أعمال إرهابية وتحوّل بعضها إلى مناطق ساخنة جراء دخول الإرهابيين إليها، وتعرض العديد من المعامل إلى أعمال السرقة والتخريب دفع بأصحابها لنقلها وتوظيف أموالهم في اللاذقية باعتبارها مقصداً تقليدياً سياحياً دائماً ومكاناً آمناً بالنسبة للمحافظات الأخرى، ناهيك عن أن زيادة عدد الوافدين والزائرين والسياح إلى المحافظة، وما نجم عنه من زيادة في الفترة الزمنية للموسم السياحي وبنسب إشغالات في الفنادق بلغت 100 %، شجعت المستثمرين على توظيف أموالهم في المشروعات السياحية وخاصة الفنادق، لافتاً إلى أنه في الأزمات تولد الفرص.ويضيف: تمتع عدد كبير من الوافدين وخاصة الحلبيين بالخبرات في مجالي الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى احتكاك الخبرات مع الصناعيين الحلبيين دفع أبناء المنطقة للاستثمار في التصنيع المحلي، كما أوجد حراكاً تجارياً لم يكن موجوداً في السابق، حيث تمت إعادة فتح الورشات الصناعية والمحال التجارية وتحويل المطاعم وصالات الأفراح التي كانت مغلقة إلى معامل للألبسة والأحذية ما ساهم في إنعاش السوق المحلية وإيجاد فرص عمل. السياحة قبلة الاستثماراتوعلى اعتبار أن اللاذقية هي الوجهة التقليدية للسياحة في سورية، فكان من البدهي أن تكون السياحة أول قبلة الاستثمارات التي شهدت رواجاً خلال الأزمة. واللافت أن زيادة الاستثمارات السياحية تركزت داخل مدينة اللاذقية فيما نأت عن الأرياف بسبب قلة الكثافة السكانية وتدني مستوى الخدمات. وعن السبب وراء ازدياد عدد الاستثمارات السياحية في المحافظة، أكد حسين إسماعيل رئيس دائرة المنشآت السياحية لـ"الأيام" أن الأمان الذي تنعم به اللاذقية جعلها قبلة لرجال الأعمال الباحثين عن استثمار أموالهم في بيئة آمنة، كما أن ازدياد عدد الوافدين يعد مطمعاً كبيراً لجهة إنعاش الحركة داخل الاستثمارات السياحية. كما بيّن إسماعيل أن عدد المنشآت السياحية في المحافظة بلغ 407 منشآت، بينها 107 منشآت تم تأهيلها خلال الأزمة، لافتاً إلى أن منشآت الإطعام هي الأكثر رواجاً خلال الأزمة، إذ بلغ عددها 74 منشأة بينها 42 منشأة تم تأهيلها خلال العام الجاري.الصناعات التحويلية الأكثر رواجاًوعدا عن الأمان وزيادة عدد السكان، يقول عاطف مهنا مدير صناعة اللاذقية لـ"الأيام": التسهيلات التي تقدمها وزارة الصناعة حفزّت الصناعيين على استثمار أموالهم ليس في اللاذقية فحسب، وإنما في جميع المحافظات السورية. وأشار مهنا إلى ازدياد عدد المنشآت الصناعية بشكل كبير خلال سنوات الأزمة ليصل إلى 985 منشأة حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مشيراً إلى أن الاستثمارات في الصناعات التحويلية هي الأكثر رواجاً في المحافظة. استثمارات بطور النموكما شهدت المحافظة زيادة في الاستثمارات التجارية والمالية، إذ أشار جمال عثمان معاون مدير فرع بريد اللاذقية لـ"الأيام"، إلى وجود عشر شركات بين حوالات وصرافة تم ترخيص ثمانٍ منها خلال الأزمة، عازياً السبب وراء ذلك إلى زيادة الكثافة السكانية بالمحافظة.ناهيك عن الاستثمارات التي ما زالت بطور النمو في مجالي الزراعة والإنتاج الحيواني حيث تم تأهيل عدد من المعامل لإنتاج الألبان والأجبان في المحافظة، بالإضافة إلى الاستثمار في سوق العقارات الذي شهد ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في الأسعار سواء في الشراء أو الإيجار.الايام
التاريخ - 2017-11-18 8:00 PM المشاهدات 2179
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا