شبكة سورية الحدث


زراعة اللاذقية تحصي الأضرار.. والمزارعون: قبضونا أولاً تعويضاتنا السابقة

زراعة اللاذقية تحصي الأضرار.. والمزارعون: قبضونا أولاً تعويضاتنا السابقة
سورية الحدث كأن مزارعو اللاذقية لم يكن ينقصهم إلا عاصفة مطرية تضرب محاصيلهم وبيوتهم البلاستيكية وتكبدهم أضراراً جديدة تضاف إلى لائحة أضرارهم الماضية التي وعدوا كثيرا بالتعويض عنها إلا أنهم وحتى تاريخه لم يقبضوا ولا ليرة واحدة, ما أحيا مجددا السؤال عن تعويض المزارعين بما يخفّف عنهم الأضرار التي لحقت بهم، وليس تعويضهم رمزيا بنسبة لا توازي ما لحق بمحاصيلهم من أضرار وخسائر . واقع الحال الذي يؤكد أن  حماية المنتج الزراعي لا تزال غير مجدية في ظل النسبة المحدودة المعتمدة في صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، والتي تعوَض عن الأضرار الزراعية بنسبة متواضعة لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تحمي الإنتاج الزراعي ولا أن ترفع الضرر عن المزارعين، ولاسيما أن مستلزمات الإنتاج تحلّق أسعارها ارتفاعا مضاعفا، وبالأخص تكاليف الزراعات المحمية الشديدة التأثر بالأجواء الصقيعية الباردة التي تنال من المزروعات بشكل كبير.مديرية الزراعة وعلى لسان مديرها منذر خير بك أكد أن الأضرار بسيطة جداً ومحدودة لا تتجاوز الـ4 آلاف طن من الحمضيات و200 بيت بلاستيكي, مشيرا إلى انه تم إنذار المزارعين قبل وقوع العاصفة من خلال الوحدات الإرشادية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة, الإنذار الذي أدى برأي خير بك إلى اقتصار الأضرار على تمزق شرائح البلاستيك لـ200 بيت محمي بلاستيكي من أصل حوالي 14 ألف بيت بلاستيكي بالمحافظة وحوالي 4500 الف طن من ثمار الحمضيات المتساقطة على الأرض.“لا يعوضوا من الجمل سوى إذنه”المزارع محمد الفروة من قرية بستان الباشا يملك ثلاثة بيوت بلاستيكية يزرع فيها البندورة: خسائري  تجاوزت المليون ليرة، حيث مزقت العاصفة شرائح البلاستيك وتسببت بأضرار كبيرة بالهياكل الحديدية، بالإضافة لتلف غراس البندورة ما يعني أني خسرت موسمي, ويضيف: هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لخسائر كبيرة منذ بداية فصل الشتاء, ففي تشرين الأول الماضي تعرضنا لعاصفة مزقت نسبة كبيرة من شرائح البلاستيك اضطرتني لدفع مبلغ 300 ألف ليرة ثمنا لشرائح جديدة, والانكى أنه عندما قدمت اللجان المختصة للاطلاع على الأضرار قالت إنها لا تعوض عن الأضرار المتعلقة بشرائح البلاستيك وهياكل الحديد وإنما فقط تعوض عن الغراس, مؤكدا أنهم وحتى تاريخه لم يقبضوا ولا حتى ليرة واحدة من التعويض.ويؤكد الفروة انه بعد العاصفة الأخيرة  لا يستطيع أن يترك بيوته البلاستيكية مدمرة والمزروعات الناجية عرضة للصقيع بانتظار زيارة اللجان المكلفة بالاضطلاع على الأضرار.ويضيف ساخرا: المضحك المبكي أن اللجان تعوض المزارع التي تصل نسبة أضراره إلى 100% بنسبة لا تتجاوز 30% , و هذا التعويض لا يشتري كيس سماد البوتاس الذواب الذي يباع بـ 20 ألف ليرة أو ظرفاً من بذار البندورة.بدوره يقول أبو علي مزارع حمضيات: كأنه لم يكن ينقصنا سوى عاصفة تضرب أشجار الحمضيات وتسقط الثمار على الأرض.. وكأنه لا يكفينا أننا نضطر إلى بيع المحصول “بتراب المصاري” حتى نجني على الأقل تكلفة إنتاجه, فيما يشتكي أبو ياسين من أن اللجان التي زارت قريتهم أخبرتهم أن السورية للتجارة سوف تستجر الثمار الجيدة المتساقطة على الأرض والتي لم تتعرض لكدمات, في حين ستبقى الثمار المتضررة بوجه المزارعين, كما اشتكى من أنهم يوعدون كثيرا بالتعويض إلا أنهم حتى اليوم لم يقبضوا تعويضاتهم عن أضرار الموسم الماضي, ويضيف بتهكم: وعودهم بالتعويض خلبية وحتى إذا عوضوا فإنهم لا يعوضوا من الجمل سوى أذنه, ووعودهم خلبية.بانتظار التقدير النهائي للخسائرأكد رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية هيثم أحمد أنه سيتم تشكيل لجان خاصة في جميع المناطق التي تعرضت للعاصفة المطرية وأثرت على محاصيلها الزراعية وذلك لحصر الأضرار الناجمة عن ذلك حيث ستتشكل اللجان من الوحدات الإرشادية والجمعيات الفلاحية والفرق الحزبية ومخاتير القرى المتضررة لوضع جداول بأسماء المزارعين المتضررين والمساحة والقيمة التقديرية للأضرار إن كان بمحصول الحمضيات أو البيوت البلاستيكية بالإضافة إلى جميع المنتجات الزراعية الأخرى من أشجار وخضار, ورفع هذه الجداول للجهات المعنية بالتعويض لتقديم السبل المناسبة لذلك إن كان بالتعويض المادي أو العيني للمتضرر من ملحقات البيوت البلاستيكية.وشدد احمد على أنه وبحسب التقديرات الأولية لا تتجاوز الأضرار التي تعرضت لها المحافظة 5 % على أن تنتهي عملية إحصاء الأضرار الحقيقية على ارض الواقع من قبل اللجان المشكلة بمدة أقصاها عشرة أيام, وقد أعطيت التوجيهات للمزارعين بجمع محاصيلهم المتساقطة من الحمضيات السليمة حصراً وبالتالي تسليمها للمؤسسة السورية للتجارة لتدخل ضمن حملة دعم وتسويق الحمضيات.التعويض لأضرار تتجاوز 50%زاهر تويتي مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية يؤكد أن نسبة الأضرار محصول الحمضيات جراء العاصفة لم تتجاوز 5%, مشيرا إلى انه بتوجيهات رئيس مجلس الوزراء تم تشكيل لجنة من الزراعة واتحاد الفلاحين والسورية للتجارة لتقدير الأضرار وتسويق الثمار المتساقطة من الحمضيات مبكرة النضج والمتأخرة القطاف التي أنجزت حتى تاريخه حوالي 95% من عملها.وحول حجم الأضرار وكيفية تقديرها, أوضح تويتي أن الأضرار تم تخمينها بناء على كشوف أجرتها دوائر الزراعة ورؤساء الوحدات الإرشادية في المحافظة, لافتا إلى أن  صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية لا يقوم بتعويض الأضرار إلا إذا تجاوزت نسبتها 50%, ولذلك فالصندوق غير معني بتعويض المزارعين المتضررين جراء العاصفة الاخيرة لان الأضرار بحسب مديرية الزراعة لا تتجاوز 4%.وبيّن تويتي انه لا يتم تعويض مزارعي البيوت البلاستيكية إذا كان الضرر متعلقا بشرائح البلاستيك والحديد, وإنما يشمل التعويض فقط الغراس والثمار الموجودة داخل البيوت البلاستيكية.استجرار للثمرة السليمة فقطسامي هليل مدير فرع السورية للتجارة أكد انه تجري حاليا عمليات  الكشف وتحديد الأضرار في معظم المناطق الزراعية المتضررة في المحافظة وذلك بناء على ما تقرر في الاجتماع الأخير الذي عقد برئاسة محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وتم التوجيه باستلام السورية للتجارة لثمار الحمضيات المتساقطة على الأرض.وأكد هليل أن السورية للتجارة سوف تستلم من المزارعين الثمار السليمة فقط وبنفس السعر المحدد لاستجرار محصول الحمضيات المعمول به منذ بداية الموسم.كما أشار إلى أنه تم صرف مبلغ 100 مليون ليرة سورية للمزارعين لقاء ثمن محصولهم من الحمضيات, موضحا أنهم وزعوا 2000 طنا من الحمضيات مجانا على الأهالي في المحافظة, فيما تم توزيع 7800 طنا في باقي المحافظات السورية حتى تاريخه.الايام
التاريخ - 2018-02-03 9:56 PM المشاهدات 2330

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا