شبكة سورية الحدث


قراءة في زيارة الرئيس الأسد إلى جوبر

قراءة في زيارة الرئيس الأسد إلى جوبر  بقلم سمير الفزاع   في الوقت الذي تتداعى فيه "المعارضة المعتدلة" لتقاسم الوطن، لا حمل أعبائه ومشاركته أحزانه، وفي زمن الزحف على الوجه والظهر والأجناب نحو إلتهام "مغانم" الأربع العجاف...       محنتها ليعيشوا حياتهم الطبيعية، بادرهم الأسد:" نحن بنحييكم لأنه كان ممكن أي واحد فيكم يكون قاعد في بيته، بيوم عادي أو بيوم مثل هذا اليوم، رأس السنه، الناس تجتمع مع بعضها، عائلات، إلا أنتم، قررتم أن تكونوا هون، عم تحموا شعبكم، وعم تحموا وطنكم"... ثم يتقدم الرئيس الأسد، ليصافح سيدة لو وضعتها بكفة، وجمّعت كومة من الذكور في كفة ثانية، لرجحت كفتها، المسعفة الحربية "سميره عثمان". السيّدة الممرضة، التي تركت المشفى الشامي لتلتحق بالإسعاف الميداني منذ بداية الحرب على سورية!!!. بصدق، لا أعرف، ولا أريد أن أعرف كم هو عدد "الرجال" الذين ساروا على خطا هذه القديسة!. البطاطا المسلوقة، شرائح البندوره، بعض المعلبات، لبنه... والخبز المسخن على بوري صوبة الحطب، هذا هو عشاء رأس السنة الرئاسي السوري للعام 2015. بصحبة حصننا، وسورنا، وقلعتنا، رجال القوات المسلحة، تناول الأسد، مثلهم، عشائه في مستهل العام الجديد، بعيداً عن زوجته وأطفاله ومنزله. لم يكتف بهذا، فقال:" هي تباركنا، ببداية العام الجديد نحنا جايين لناخذ المعنويات منكن". نعم هم البركة، والخير والنعمة. هم القديسون، وهم أولياء الله. معهم ختمنا العام المنصرم، وبهم نبدأ العام الجديد، لولاهم لما كان لنا أمس نودعه، ولا غد نستقبله.  كما كتبت يوماً سأنهي: بأن قيمة القائد "تطغى" ولا تُعطى، والقائد ينتزع مكانه وموقعه ولا يُرسم له، والقائد "يُشرق" من عتمة الأزمات الحوالك… يُبهر الصديق قبل العدو، برباطة الجأش عندما يتزلزل الرجال، وببعد النظر عندما نغرق في الأحداث اليوميّة، وبالصبر الطويل عند إستعجال الآخرين، وبالقدرة على منح الشعور بالأمن بكلمة أو إطلالة أو إبتسامة، عندما يعزّ الأمل ويندر. ويفاجئنا – إن لزم الأمر – بقدرته على إتخاذ قرارات وفتح أبواب لم نفكر فيها سابقاً، أو كنا نظنها قرارات لن تتخذ وأبواب لن تفتح. قد لا تحب القائد كلّ الوقت، ولكنك تشعر بأنك "ملزم" بالثقة به، وأنه حريّ بأن تؤمن به، وأنه لن يخذلك إن ضاقت وأستحكمت. تفكر مطولاً بمعاتبته ولومه ونقده… ولكن عندما تلتقي به، لن تفكر إلا بالإقتراب منه، ومحاولة التحدث إليه، وشمّ عطره البشري، وتجميع أكبر قدر ممكن من ذكريات اللحظة لتسترجعها لاحقاً… . وأي شيء في هذا كلّه لا نجده في بشار حافظ الأسد؟ لقد تعرض هذا الرجل لضغوط لو أرخت أحمالها على الجبال لضجت من حَملها، وتعرض لطعنات من أشخاص كانوا حوله رفاق وفريق حكم، وخسر أصدقاء ورفاق سلاح وأقرباء عزيزين جداً، ورأى جزءاً مهماً من وطنه يتهدم أمام عينيه بأيدي بعض من شعبه وأشقائه وجيرانه، ورأى طوابير من شياطين الأرض قاطبة تتهافت لتدمير مقدرات وموارد بلده بلا أدنى شفقة أو رحمة، وعانى من الجحود والخذلان والحقد والغيرة، ووقف كنخل العراق أمام أقوى دول العالم وأكثرها همجيّة وعدوانية… . صبر، صابر، سَهِر، تعِب، حَزِن، تألم، وربما بكى كأي إنسان آخر، ولكن ذلك لم يمنعه من يبقى شامخاً كقاسيون، صامداً كقلعة حلب أو الحصن، هادراً كبحر اللاذقيّة وطرطوس، صلباً كبازلت حوران والسويداء، سمحاً كسهول إدلب، كريماً كحقول الجزيرة… قادراً على إدارة الدفة في بحر غضوب متلاطم الموج بمهارة نادرة، متماسك حدّ الخرافة، أبيّ مهما قسى الظرف، وينتقل بحكمة عالية من نصر إلى نصر . هذا الرجل، وبصدق، كان نقطة فاصلة بين تداعي المشرق العربي، وعودة أسواق النخاسة، وطوابير العبيد، ومعارض الجواري، وإهانات سيطرة المندوب السامي، وألف عام أخرى من "داحس والغبراء"، ومئة عام أخرى تضاف لعمر أمريكا الإفتراضي وعملائها وأدواتها… وبين مشرق ما زال يمتلك قراره، ومستقبل مفتوح على إحتمالات أخرى غير أسواق النخاسة والجواري وسلطة المندوبين الساميين الجدد … . يكفي الرئيس بشار حافظ الأسد مجداً أنه بصموده وصبره الشخصيين، وتحمله لمسؤولياته التاريخيّة، أبقى لنا حرّية إختيار الغد، وأبقى على نافذة المستقبل مفتوحة. لذلك أرجوكم، إكراماً لله والوطن وفقراء الناس، لا تضيعوا هذا الرجل من إيديكم. لا تخذلوا قادتكم كما فعل غيركم، فيسقط من بين أيدينا حلم كبير، ويتسرب منّا أمل عريض بغدِ كريم عزيز، فتندموا ونندم حيث لا ينفع بكاء ولا ندم.
التاريخ - 2015-01-03 1:50 AM المشاهدات 811

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا