سورية الحدث _ وليد بشارة غوطة دمشق الشرقية سبقتها حلب وحمص القديمة كيف تضع القيادة العسكرية السورية أولويات تطهير المناطق من نفوذ الجماعات الإرهابية المسلحة؟ غوطة دمشق حركت العالم بأكمله فهل ستصبح تصريحات الدول المعادية لسورية مجرد أقاويل لنيل من عزيمة الشعب السوري أم سنشهد اصطداماً عسكرياً على الجغرافيا السورية؟ محاور ناقشتها شبكة سورية الحدث الإخبارية مع الكاتب الصحفي علي مخلوف. عملية غوطة دمشق الشرقية اختيار هذا التوقيت ما السبب؟ ما الذي منع الجيش من التقدم في السنوات الماضية (سياسيا - عسكريا – استراتيجياً)؟في الفترة الماضية كانت هناك عدة تحديات في مختلف الجبهات، فضلاً عن توفر معلومات استخباراتية حول وجود نوايا لإعادة الهجوم على بعض المناطق وقد رأينا في فترة من الفترات عمليات الجيش في ريف حماة على سبيل المثال بالتزامن مع إعادة انتشار الجيش في البادية السورية بعمق 80 كم لقطع الطريق على أي إمدادات عسكرية ولوجستية من قاعدة التنف باتجاه الغوطة، هناك مجموعة من الشروط اللوجستية والاستخباراتية والعسكرية التي كان الجيش السوري يقوم بها تحضيراً لمعركة الغوطة وعندما اكتملت رأينا بدء عملية تحرير الغوطة، كما أنه لا يمكننا إغفال العامل السياسي الدولي، وأظن أن توفر معلومات استخباراتية دقيقة لدى موسكو حول نية الغرب ومن معه القيام بخطوة عدائية كان سبباً رئيسياً في الحماسة الكبيرة التي رأينا روسيا تتحلى بها من أجل تحرير الغوطة، وقد كنا محقين فتداعيات تحرير الغوطة أصابت الغرب ومن معه بالجنون. اجلاء المسلحين الى ادلب كيف ترى عملية تحرير ادلب هل سنشهد عملية سياسية ام عسكرية تحرير ادلب يختلف عن تحرير باقي المناطق؟بسبب التواجد التركي، الذي يقوم بالتنسيق مع الروسي، قد تكون هناك سيناريوهات عدة في ادلب منها قيام الأكراد السوريين بفتح باب الاستنزاف للقوات التركية حتى ترى أنقرة نفسها مجبرة على طلب العون من دمشق عبر وساطة موسكو، وقد نرى عمليات عسكرية جراحية من خلال استهداف بعض الأهداف الهامة بقلب ادلب بصواريخ كاليبر، بحيث ستكون أنقرة مضطرة لمواجهة موسكو عندها وهذا مستبعد حالياً لكنه خيار مرتبط بتطور وتصاعد المجريات، أما السيناريو الثالث فأعتقد أنه سيكون تسليم ادلب دون إطلاق رصاصة للدولة السورية، فتركيا خائفة من حرب استنزاف لجنودها هناك، ما قد يجعلها تفكر بترك الميليشيات التي تدعمها والانسحاب هي إلى أراضيها وهذا سيعطي المجال لمعاودة العمل العسكري التقليدي للجيش هناك وهذا ما خافه تلك الميليشيات خصوصاً وأن هناك مخاوف أخرى لديها بعدم سماح تركيا بدخولهم إلى الأراضي التركية هرباً من العمل العسكري وهي وجهة نظر يطرحها البعض. ما بعد الغوطة اولويات القيادة السورية الشمال ام الجنوب او كليهما معا؟ لا يمكن التوجه إلى كلا الجبهتين معاً، فقد أثبتت التجربة العسكرية أن التركيز على جبهة واحدة كفيل بتحقيق انتصار فيها بوقت أسرع، وهذا لا ينفي بطبيعة الحال تأهب الجيش على جبهات أخرى منعاً لاختراقها، باعتقادي فإن معركة الجنوب ستكون الأهم حالياً قد نرى حفل شواء سوري في ريف درعا، لتأمين كامل جنوب سوريا، وتعزيز تأهب جيشنا وحليفه الإيراني والمقاومة اللبنانية على الحدود مع الأراضي المحتلة، أما الشمال فسيُترك حالياً كونه بات أشبه بمنطقة تجميع نفايات يتم ترحيل الإرهابيين المستسلمين إليها، وقد نرى تلك المناطق تتحرر دون طلقة واحد بعد حسم معركة الجنوب، على غرار قيام بعض مناطق الغوطة بتسليمها بعدما رأوا ما حل بإرهابيي المناطق التي لم تستجب فوراً للاستسلام. تهديدات امريكا والفيتو الروسي هل تضعنا امام صراع عالمي على اراضي البلاد او مجرد اقاويل لنيل من عزيمة الدولة السورية؟ لا يمكن القول النيل من عزيمة الدولة السورية، لأن سبع سنوات مرت كانت مليئة بمحاولات النيل من عزيمة بلادنا ولم تنجح، ووقتها كنا في مواقف أصعب أيضاً، برأيي فإن التهديدات الأمريكية هي بالدرجة الأولى موجهة لحليفنا الروسي في محاولة من الأمريكي إعادة ترويج نفسه كقطب أقوى بعد صعود النجم الروسي بالتزامن مع انتصار الغوطة الأخير ، ثم يمكن القول بأنها موجهة لنا ولحلفائنا الإيرانيين، الأمريكي باعتقادي يريد استباق غرقه في الوحول شرق سورية بضربة استباقية جواً وبحراً هذا في حال حدثت أساساً، ولاحظ أن من يريد الأمريكي الضغط عليه هو ليس فقط السوري بل معه الروسي والإيراني أيضاً. القمة الروسية الايرانية التركية هل ستاتي بنتيجة لصالح سورية او بمنظور اخر هل هي نتاج انتصارات الجيش في الغوطة؟ بالنسبة للقمة الثلاثية الأخيرة في أنقرة فلا يمكننا القول أنها في مصلحة سوريا تماماً، وبطبيعة الحال أيضاً لا يمكن فصل الانتصار في الغوطة كملف دسم على طاولة تلك القمة، صحيح أن هناك تنسيق ثلاثي بين موسكو طهران وأنقرة، لكن الصحيح أيضاً بأن النظام التركي لديه أهداف ومصالح ولن يسلم بهذه السهولة، لديه الهاجس الكردي، كما أنه ينوي البقاء في عفرين بانتظار ما ستؤول إليه نهايات الحرب والحل السياسي، وهذا ما يؤكده تصريح أردوغان الأخير الذي رد فيه على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد ضرورة إعادة عفرين إلى الحكومة السورية، حيث قال أردوغان بأن بلاده هي التي تقرر لمن تعيداه وفي أي وقت تراه، الأمر الذي قد يولد حساسية بين البلدين مجدداً وإن لم يكن بمستوى التوتر السابق، لا شك بأن انتصار الغوطة ألقى بظلاله على قمة أنقرة الثلاثية ولا شك أيضاً بأن حلفاء دمشق قد استعملا ذلك النصر في مباحثاتهما مع التركي والذي على مايبدو وجد نفسه ضعيفاً فتمسك بورقة عفرين كونها الوحيدة الباقية له كإثبات وجود على الساحة السورية.
التاريخ - 2018-04-12 6:34 AM المشاهدات 3772
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا