عقلنة الدعم
بقلم :أسعد المحاميد
إن قرار عقلنة الدعم وإيصاله لمستحقيه قرار استراتيجي هام وصائب يسجل لحكومة الدكتور وائل الحلقي بأنه قرار اقتصادي تاريخي بامتياز سوف يشعر به اصحاب الدخل المحدود ويعود عليهم بالمنفعة وتحسين قدراتهم المعيشية والاقتصادية كما أنه يمنع حالات الفساد والاحتكار والتلاعب ويساهم في الحد من تبديد الثروة الوطنية ويساعد الحكومة أيضا تحسين أداء كافة القطاعات الوطنية والخدمية والاقتصادية والتنموية وتعزيز قدرات الشعب السوري العظيم على الصمود، إن هذا القرار الحكيم والمدروس كان من المفترض منذ عقود أن تأخذ به الحكومات السابقة تدريجيا وخاصة في زمن الرخاء على كل حال أن تصل متأخرا خير من أن لاتصل أبدا، لقد شعرت الحكومة بأنها تقوم بتخصيص مبالغ طائلة من المليارات السورية لدعم العديد من المشتقات النفطية والمواد الغذائية، ويكلف خزينة الدولة عشرات المليارات سنويا، وبالتالي استنزاف الثروات الوطنية وعدم حسن استخدامها والمحافظة عليها حتى أن المواطن كان يشعر ببحبوحة لم يكن يدرك أهمية المحافظة عليها ابتداء من رغيف الخبز والمازوت والغاز وغيرها الكثير إننا اليوم نحتاج إلى إعادة ترتيب بيتنا الداخلي الاقتصادي وحصر ثرواتنا الوطنية ووضع خطط لكيفية استخدامها والمحافظة عليها بالإضافة إلى مساعدة المواطن على العيش الكريم من خلال توفير كافة المواد له في السوق ومساعدته على المقدرة الشرائية لهذه المواد لذلك دعم عشوائي غير انتقائي لم يعد مقبولا لأنه هدر لثروات الوطن وإسراف وهذا لم يعد مقبولا، إنه هدر لثروات الوطن فشكرا للحكومة التي تنبهت لذلك فكانت حكومة جريئة وتتخذ القرارات الصعبة بظاهرها ولكنها محقة بباطنها وستنعكس إيجابيا على المواطن، واثبتت أنها حكومة حرب واقتصاد بفضل توجيهات قائد الوطن ومساعدة الشعب لها الذي يقدر حجم التحديات التي تواجهها فعلى الرغم من التحديات الكبرى التي واجهت الحكومة لتأمين مستلزمات صمود الشعب والجيش في ظل حرب اقتصادية شاملة ومدمرة وكذلك حصار اقتصادي جائر كانت تعمل بصمت تعقد الاجتماعات المتتالية للجنة عقلنة الدعم من أجل إيجاد رؤى واستراتيجيات جديدة تساعد المواطن في ظل الأزمة وتمنع تبديد مقدرات الدولة السورية، صحيح هناك من يحاول انتقاد هذه السياسة الجديدة (عقلنة الدعم) لكنه ينتقد لمجرد الانتقاد وكسب شعبية هنا وهناك، يجب أن نفكر بمنطق العقل ومساعدة الحكومة على تعزيز قدرات صمود الدولة السورية واستمرارية هذا الصمود في ظل حصار اقتصادي جائر وتدمير ممنهج للبنى التحتية الخدمية والاقتصادية، إن سياسات الدعم التي كانت تتخذ سابقا هي سياسات غير موضوعية تحمل مبدأ عاطفيا لو اتبعنا سياسة تدريجية بعقلنة الدعم لحافظنا على مقدراتنا وكذلك ساعدنا على تعزيز ثقافة المحافظة على الثروات الوطنية .
التاريخ - 2015-01-08 2:19 PM المشاهدات 795
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا