شبكة سورية الحدث


الاعتذار لسوريا

الاعتذار لسوريا بقلم: محمد الفوال نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية ¼ كثير ممن يسمون أنفسهم مثقفين. وهم في الحقيقة أشباه مثقفين. تسرعوا في الحكم علي الأحداث في سوريا منذ اللحظة الأولي. واندفعوا في الانحياز إلي الطرف الآخر. الذي أطلقت عليه زوراً فضائيات عربية عميلة مثل الجزيرة وغيرها لقب "الثوار" وصدقوها. وبنوا مواقفهم علي الأكاذيب التي كانت تروج لها. ثم تبين لهم فيما بعد أنهم ليسوا ثواراً وإنما مجموعات من المرتزقة والقتلة والإرهابيين. ومجرد أدوات في يد أنظمة مهترئة وقوي إقليمية ودولية تمولهم وتسلحهم وتؤوي قياداتهم. لم يكن المثقفون وحدهم. وإنما كانت هناك أنظمة عربية متحالفة مع الولايات المتحدة وكثير من المسئولين العرب في دول أخري ونشطاء سياسيين ومنظمات مجتمع مدني مغرمة بالسياسات الأمريكية والصهيونية. تؤيد ما يقوم به الإرهابيون من أعمال قتل وتدمير وتشريد للمدنيين تحت لافتات وشعارات دينية. انكشف المخطط الإرهابي التآمري علي سوريا وأصبحت أبعاده وتفاصيله متداولة ومتاحة في وسائل الإعلام. لم تعد من الأسرار . يعلمها المثقف والمواطن العادي. أقرت دول العالم بأن ما يحدث في سوريا إرهاب ممنهج. وتغيرت مواقفها باستثناء دولتين أو ثلاث. مازالت تكابر وتعاند وتصر علي موقفها في إشعال الأزمة لا يهمها سقوط آلاف الضحايا ولا تدمير المنشآت العامة والممتلكات الخاصة وتهجير الملايين. وتضخ الأموال الطائلة في جيوب القتلة والمجرمين والإرهابيين ليقترفوا المزيد من الجرائم. بدل أن تستثمر ملياراتها في تقدم شعوبها أو تنمية الدول الفقيرة. ورفع مستوي معيشة المعدمين فيها. بعد افتضاح المؤامرة وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. أصبح من الضروري والمهم أن يعلن كل من ساند أو أيد أو تعاطف أو تضامن مع الإرهابيين بالفعل أو القول أن يقدم اعتذاره العلني لسوريا. والأمر لا يتوقف عند كل هؤلاء. بل يشمل كل من صمت أو فهم خطأ أو جهلاً عليهم أن يصححوا مواقفهم ويعتذروا لسوريا عن صمتهم وعن فهمهم القاصر أو عن جهلهم. كان علي الجميع أن يبحثوا عن الحقيقة قبل أن يحددوا انحيازهم ويختاروا الجانب الخاطئ. الذي اتضح لهم وللآخرين فيما بعد أنه الطرف الإرهابي وهو نفس الطرف الذي هدد حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم في أوطانهم ووقفوا ضده وثاروا عليه وأسقطوا أنظمته في مصر وتونس وتحاربه الجيوش والأجهزة الأمنية في أقطار أخري. وحتي تتسق المواقف تجاه خطر الإرهاب. عليهم أن يتخلوا عن الانتقائية وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في الحكم علي الإرهاب بأن يقولوا عليه ثورة في دولة أو إرهاباً في دولة أخري. وأن يتحلوا بالشجاعة في الاعتراف بأن تأييدهم كان بمثابة دعم للإرهاب والإرهابيين وعليهم إصلاح خطأهم في حق الشعب السوري. اعتذارهم واجب وضرورة للشعب السوري القابض علي جمر النار. الصامد في وجه المؤامرة. المثابر علي ما أصابه من قتل وتشريد. وتدمير.. والمقاوم للهجمة التتارية البربرية. الهمجية.. الصابر علي خيانة بعض الأشقاء واعتذارهم واجب للقيادة السورية. وعلي رأسها الرئيس بشار الأسد. المدافع عن سيادة بلده واستقلال قراره الوطني. وحق شعبه في العيش في أمان. وبكرامة. والاعتذار للجيش العربي السوري الذي تحمل ويتحمل بصدر أبطاله من قيادات وضباط وجنود رصاص الغدر والإرهاب ويقاتل بجسارة للحفاظ علي الدولة. ويقف حائلاً دون تحقيق الإرهابيين لأهداف مخططهم الشيطاني.
التاريخ - 2015-01-11 7:23 PM المشاهدات 648

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا