شبكة سورية الحدث


ادارة الازمات والمشكلات وضرورة ملاقاة المشكلة ودروس الحرب الفاجرة والعاهرة على الشعب السوري

ادارة الازمات والمشكلات وضرورة ملاقاة المشكلة ودروس الحرب الفاجرة والعاهرة على الشعب السوري عبد الرحمن تيشوري • مفهوم الازمة : يؤدي الخلط بين المقصود بالازمة والمشكلة والكارثة الى سوء التخطيط لمواجهة الازمات نتيجة للتهوين من الامر او عدم اعطائه الاهتمام اللازم والكافي وقبل تعريف الازمة سنعرف المشكلة ثم نحدد مفهوم الازمة واسبابها • مفهوم المشكلة هي حالة من التوتر وعدم الرضى نتيجة لوجود بعض الصعوبات التي تعوق تحقيق الاهداف والوصول الىها والمشكلة هي السبب لحالة غير مرغوب فيها وبالتالى يمكن ان تكون وتعمل بمثابة تمهيد للازمة اذا اتخذت مسارا حادا ومعقدا لذلك يجب عدم ترك المشاكل تتراكم وتكبر وتتدحرج ويجب حلها بشكل دوري ودائم وعلى المدير ان يتقن مهارة ادارة الازمات وتحديد المشكلات ووضع الحلول المناسبة والسريعة والاقتصادية اي القليلة الكلفة وهذا بحاجة الى تأهيل خاص في معاهد ومدارس الادارة • مفهوم الكارثة: هناك خلط كبير بين الكارثة والازمة نظرا للارتباط الشديد بين المفهومين فالمشكلة التي تبقى دون حسم لفترة طويلة تتحول الى كارثة والكوارث هي غالبا الاسباب الرئيسية المسببة للازمات فالكارثة هي الحالة التي حدثت فعلا وادت الى تدمير وخسائر في الموارد البشرية والمادية او كلاهما وبناءا على ذلك نقول ان هناك كوارث كثيرة حصلت وتحصل في قطاعنا العام ومنها ترك السوق لبعض تجار السيارات ليحصدوا مليارات الليرات السورية من المواطنين وكان يمكن لمؤسسة سيارات ان تورد هذه المليارات الى خزينة الدولة وان توفر على المواطنين اموال كثيرة ذهبت الى جيوب وبطون وكروش المتنفذين وماحصل لسورية نتيجة غباء الاشقاء العرب وخاصة آل سعود و زعرانهم من الارهابيين واسباب الكوارث بشكل عام هي - اسباب طبيعية - سياسية تآمرية - اسباب بشرية ( مدراء فاشلين ليس لديهم رؤية تطويرية ) - اسباب صناعية تكنولوجية ويتضح من ذلك ان الكارثة ليست هي الازمة ولكن الازمة هي احد نتائج الكوارث اي ان الكوارث ام الازمات والازمة بنت مدللة للكارثة • تعريف الازمة هي نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات او حدوث خلل مفاجىء يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام وتشكل الازمة تهديد كبير وصريح وواضح لبقاء المنظمة او المؤسسة او الشركة او حتى النظام نفسه والدولة بالكامل وقد تؤدي الازمات المتتابعة الى اختلاط الاسباب بالنتائج مما يفقد المدير او صانع القرار القدرة على السيطرة على الامور وهذا حصل في بعض المؤسسات السورية خلال فترة الحرب وتختلف الازمة عن الاشكال القريبة منها مثل المشكلات والكوارث في انها اي الازمة تؤدي الى اصابة الاعمدة الرئيسية لحياة الفرد ولحياة الشركة وللمجتمع اسباب الازمات من وجهة نظر ادارية • المعلومات الخاطئة او الناقصة عندما تكون المعلومات غير متاحة او قاصرة او غير دقيقة فان الاستنتاجات تكون خاطئة فتصبح القرارات ايضا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي الى ظهور تعارض وصراعات وازمات • التفسير الخاطىء للامور ان الخلل في عملية التقدير والتقويم للامور والاعتماد على الجوانب الوجدانية والعاطفية اكثر من الجوانب العقلانية والعلمية المهنية الموضوعية يجعل القرارات غير واقعية ويرتب ذلك نتائج تؤدي في النهاية الى الازمة كما حصل لدينا في موضوع العمالة والتشغيل حيث كان كل مدير يوظف اقاربه واصحابه ووووووفظهرت لدينا الان مشكلة العمالة الفائضة • الضغوط : هناك ضغوط داخلية وخارجية مثل الضرائب والمنافسة ومطالب العاملين والتكنولوجية الجديدة فتتصارع هذه الضغوط مع بعضها ويجد المدير نفسه والوزير والدولة كذلك وسط هذه الضغوط فيكون قد تقدم مراحل كثيرة في طريقه الى الازمة • ضعف المهارات القيادية القيادة فن وعلم وموهبة وذكاء وهي تتضمن التعامل مع الناس لذلك علينا توقع التناقضات والامور التي لا يمكن التنبؤ بها لان النفس البشرية معقدة لذلك من الصعب ان نتعامل معها دائما بمنهجية علمية لذلك علينا ان نفتح اذهاننا فاجادة الرقص في المناطق الضيقة عمل رائع وفي بعض الاحيان ينقذ الرقص حياتنا ومع ذلك الرقص موهبة غير علمية لذا يقال القادة العظام فنانون وليسوا علماء وعلى المدير السوري الجديد ان يلعب دوره بمهارة فائقة وان يرسم صور جميلة كالتي يرسمها الرسام بالالوان والفرشاة وعلى المدير ان يكون كالموسيقي بل كقائد الاوركيسترا وعلى المدير ان يقلع عن اسلوب الادارة بالتهديد والوعيد والتعنيف حيث لم يعد هذا الاسلوب ذو اثر كبير على انسان العولمة والتلفزيون المدشش والاتصالات والمعلوماتية والفيس بوك وانسان الربيع العربي اي على المدير ان يتعامل مع انسان العصر الذي يتعرض لضغوط • الجمود والتكرار : بعض مدرائنا والعاملين عندنا يختارون طريق الجمود والتكرار في اداء العمل لانه الطريق الذي يعود بنا سالمين وهناك كثير من الناس يضيعون حياتهم منتظرين انفراج المشكلات وفي هذه الحالة تتراكم المشكلات وتكون مقدمة لحدوث الازمة فلا يقبلون التغيير والتطوير بسهولة وللاسف ان اغلب مدرائنا يتصفون بالجمود الفكري والروحي والضميري والابداعي والتطويري والتشريعي والوطني وهذا اطال عمر الازمة حيث يتاجر البعض فيها وخاصة من يخون ويبيع الوطن والناس والجيش • غياب او تعارض الاهداف ان المديرون الذين يسمحون للحريق ان ينشب ثم بعد ذلك يوظفون كل طاقاتهم لاخماد هذا الحريق لانهم يشعرون ان الازمات تواجههم باستمرار فهم ببساطة سيقولون انه ليس لديهم وقت لوضع الاهداف علما ان وقتهم يضيع في التسلية وزيارات على الهاتف لانه حسب احصائيات الىونيسكو ان انتاجية العامل العربي لا تتجاوز في الىوم اكثر من 26 دقيقة فكيف سنقتنع ان هؤلاء يعملون ليل نهار لدرجة ان الادارة لدينا اصبحت تعمل بلا غاية وبلا هدف • البحث عن الحلول السهلة ان حل المشكلات والازمات يتطلب بذل الجهد والعرق واعمال العقل اما البحث عن الحلول السهلة يزيد المشكلات ويعقدها ويحولها الى ازمات وللاسف ان اغلب اداراتنا تعمل وفق منطق ماشي الحال ولا يبحثون عن حلول جذرية وجدية • الشائعات تؤثر الشائعات بشكل كبير على الروح المعنوية وتشيع نوعا من عدم الثقة ووجود النار تحت الرماد امر جاهز لاشعال الازمات اذا لم يتم اكتشافها واطفائها في الوقت المناسب ان هذه الاسباب ليست هي الوحيدة بل يوجد غيرها حسب طبيعة الازمة لكن يجب تلافي هذه الاسباب لتجنب المزيد من الازمات استراتيجيات مواجهة الازمات • استراتيجية العنف في التعامل مع الازمة وتستخدم هذه الاستراتيجية مع الازمة المجهولة التي لا يتوفر عنها معلومات كافية وكذلك تستخدم مع الازمات المتعلقة بالمبادىء والقيم ومع الازمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع الازمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك من خلال تحطيم مقومات الازمة وضرب الوقود المشعل للازمة او وقف تغذية الازمة بالوقود اللازم لاستمرارها كما يمكن حصار العناصر المسببة للازمة وقطع مصادر الامداد عنها • استراتيجية وقف النمو تهدف هذه الاستراتيجية الى التركيزعلى قبول الامر الواقع وبذل الجهد لمنع تدهوره وفي نفس الوقت السعي الى تقليل درجة تاثير الازمة وعد الوصول الى درجة الانفجار وتستخدم هذه الاستراتيجية في حالة التعامل مع قضايا الراي العام والاضرابات ويجب هنا الاستماع لقوى الازمة وتقديم بعض التناولات وتلبية بعض المتطلبات من اجل تهيئة الظروف للتفاوض المباشر وحل الازمة • استراتيجية التجزئه تعتمد هذه الاستراتيجية على دراسة وتحليل العوامل المكونة والقوى المؤثرة وخاصة في الازمات الكبير والقوية حيث يمكن تحويلها الى ازمات صغيرة ذات ضغوط اقل مما يسهل التعامل معها ويمكن هنا خلق تعارض في المصالح بين الاجزاء الكبير للازمة والصراع على قيادة الاجزاء واستمالتها وتقديم اغراءات لضرب التحالفات • استراتيجية اجهاض الفكر الصانع للازمة ويمثل الفكر الذي يقف وراء الازمة في صورة اتجاهات معينة تاثير شديد على قوة الازمة وتركز هذه الاستراتيجية على التاثير في هذا الفكر واضعاف الاسس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض القوى وتضعف الازمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا الفكر ثم التخلي عنه واحاث الانقسام • استراتيجية دفع الازمة للامام وتهدف هذه الاستراتيجية الى الاسراع بدفع القوى المشاركة في صناعة الازمة الى مرحلة متقدمة تظهر خلافاتهم وتسرع بوجود الصراع بينهم ويستخدم في هذه الاستراتيجية تسريب معلومات خاطئة وتقديم تنازلات تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها • استراتيجية تغير المسار : وتهدف الى التعامل مع الازمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف امامها وتركز على ركوب عربة قيادة الازمة والسير معها لاقصر مسافة ممكنة ثم تغير مسارها الطبيعي وتحويلها الى مسارات بعيدة عن اتجاه قمة الازمة ويستخدم هنا الخيارات التالىة - الانحناء للعاصفة - السير في نفس اتجاه العاصفة - محاولة ابطاء سرعة العاصفة - تصدير الازمة الى خارج المجال الازموي - احكام السيطرة على اتجاه الازمة - استثمار الازمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة ان قراءة ادارة الادارة السورية للمشكلات والازمات تبين عدم فهم وممارسة مهارة ادارة الازمات بشكل فعال حيث كان الخطاب هوهو في زمن السلم وفي زمن الحرب في زمن الانفراج وفي زمن الازمة واسوق مثالا اليوم على الادارة الاعلامية التي لم تستطع الرد على ما تتعرض له سورية منذ اربع سنوات من تهم وظلم وافتراءات ونهش في الجسد السوري لكن الادارة الاعلامية قصرت كثيرا في الرد وفي ادارة هذه الازمة لدرجة ان الاعلام السوري بدا قزما امام الزخ الاعلامي الامريكي والغربي واللبناني احيانا مع بعض الاضاءات في تلفزيون سما والدنيا والاخبارية والفضائية0 بشكل عام ادارة الازمة والمشكلة علم وعلينا الاعتراف بذلك ويجب وضع خطاب خاص بالازمة لكن نحن تعلمنا بعض الدروس والبعض لم يتعلم شيء بعض المؤسسات والشركات خسرت المليارات ولديها الاف العمال ولم تحم منشآتها ولوطبقنا ادارة الازمات وادارة المخاطر لوفرنا الف مليار ليرة سورية عبد الرحمن تيشوري
التاريخ - 2015-01-18 2:33 PM المشاهدات 1007

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا