شبكة سورية الحدث


هل تنهي أوروبا خصومتها مع دمشق؟!

هل تنهي أوروبا خصومتها مع دمشق؟!!..بقلم: باسمة حامد     لا شك أن العالم اليوم– وهذا مفصل أساسي- بات ينظر إلى الهجمات الإرهابية المتفرقة (كهجمات باريس ولندن وسيدني وكندا وغيرها) كارتدادات للحرب في سورية، وخصوصاً أن الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية سياسية، تترافق مع دعوات غربية متزايدة «لإنهاء الخصومة مع سورية ورئيسها»، فهل أصبح تصحيح العلاقات مع دمشق خياراً ضرورياً للدول الأوروبية لمواجهة الإرهاب؟!   في الواقع، يبدو السؤال مطروحاً بقوة في ظل معلومات وتقارير إعلامية متداولة تؤكد عزم الغرب التخلي عن سياساته المتغطرسة حيال سورية واستبدالها بالخيار الدبلوماسي تمهيداً لتوثيق العلاقات الأمنية معها بهدف مواجهة خطر «الجهاديين». في هذا السياق، من المفيد التوقف عند التبدل الملحوظ في الخطاب الإعلامي العالمي إزاء الوضع السوري، والمفارقة أن بعضها صار يتبنى مفردات الإعلام الوطني، فصحيفة «الاندبندنت» البريطانية مثلاً لا تغرد خارج السرب حين تنصح قادة أوروبا بما يلي: «دعوا الرئيس بشار الأسد يتكفل بالحرب على الإرهاب، فهو سيد هذه الحرب، ويكفيكم شرفاً أن تساعدوا في مخرج لائق يبرّر لكم هذا التعاون»!! ومع التذكير بما قاله وزير الخارجية في جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي حول «مؤشرات إيجابية» تعكس «وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سورية»، وبأن العام الجاري سوف يكون «بداية الخروج من الأزمة باتجاه عودة الأمن والأمان» (الوزير المعلم كان قد استقبل «جوكو هاريانتو» سفيراً جديداً لأندونيسيا أكبر بلد إسلامي).. يمكن القول إن أوروبا قد بدأت تنهي القطيعة مع دمشق بشكل تدريجي بهدف الشراكة في مكافحة الإرهاب. وما يؤيد هذا الاستنتاج: الثقة الواضحة في تصريحات المسؤولين السوريين الأخيرة، فالدولة «مرتاحة حالياً أكثر سياسياً وعسكرياً وعلى الصعد كافة.. والمناخ السياسي والشعور الدولي العام حول ما جرى ويجري في سورية «يبشر بنتائج.. العالم بدأ يقدّر ما هو موقف سورية وبدأ يتفهم هذا الموقف» وفق إعلان المستشارة الرئاسية د. بثينة شعبان على قناة «الميادين» قبل أيام. وأيضاً، الإشارات الواردة في حديث الرئيس الأسد الأخير لصحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية. فالرئيس أشار إلى وجود «تغيّر بطيء وخجول» بمواقف الاتحاد الأوروبي، ولفت إلى صعوبة ترجمة هذا التغيير لدى قادته فهم: «لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين.. هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع... وقد قال هؤلاء إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيحها»، كما نوّه بموقف بلدين أوروبيين: «جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سورية خلال الأزمة، وهذا أمر مهم، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة، لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها».. وتقديراً للموقف التشيكي، لم يستبعد أن تكون جمهورية التشيك «أحد البلدان التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار لأنها كانت أكثر موضوعية من معظم الدول الأوروبية الأخرى رغم الضغوط التي مورست على حكومتها ومسؤوليها كي تقطع علاقاتها مع سورية». وبناء على كل ما سبق، ربما يتخذ الخيار الأوروبي وتيرة متسارعة خلال أشهر قليلة في ظل تصاعد التحريض على الإسلام بعد حادثة «شارلي ايبدو»، والمخاوف من دخول أوروبا في حروب «شوارع» صعبة مع المتطرفين. فالعديد من السفارات الغربية تتهيأ لاستئناف نشاطها في سورية كالنرويج، بالإضافة إلى ألمانيا- بلجيكا- إسبانيا- إيطاليا التي أرسلت مسؤولين أمنيين إلى دمشق وبعثات استطلاعية لدراسة الاحتياجات اللوجيستية والأمنية لسفاراتها.
التاريخ - 2015-01-18 2:46 PM المشاهدات 801

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا