شبكة سورية الحدث


ملك جديد في السعودية.. !

بقلم: أحمد ضوا في أول كلمة له, وعد الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز بالعمل على وحدة العرب والمسلمين, ورأى أن الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى وحدتها وتضامنها متعهدا بالأخذ بكل ما من شأنه ضمان وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة. ما وعد وتعهد به الملك السعودي الجديد, هو أكثر ما تحتاجه الأمة العربية التي تعاني من التشتت والحروب والإرهاب, وهو يدرك أن لبلاده دور أساسي فيها عبر تدخلها في الشؤون الداخلية لدول شقيقة لها ودعمها التنظيمات الإرهابية لإسقاط الدولة السورية, والمجيء بحكومة جديدة متضامنة في ذلك مع دول غربية على رأسها الولايات المتحدة التي تعمل لإنجاز مشروع جديد يقسم دول المنطقة إلى دويلات يسهل التحكم بها ومن هذه الدول المملكة العربية السعودية.‏ ما قاله الملك السعودي الجديد من شأن الالتزام بتطبيقه أو العمل بصدق من أجله, تجنيب المنطقة والدول العربية على وجه الخصوص المزيد من الفوضى والحروب وعدم الاستقرار الذي يستفيد منه العدو الإسرائيلي والدول الغربية التي لا تخفي سعيها لتحقيق مصالحها على حساب مصالح وحقوق أبناء الدول العربية والإسلامية.‏ إن إيفاء الملك الجديد, يستدعي بأقصى سرعة التخلي عن «نهج سلفه» المتعلق بسياسة بلاده تجاه الأحداث التي تشهدها العديد من الدول العربية وعلى رأسها سورية والعراق, حيث يرتكب الإرهابيون المتحدرون من الجنسية السعودية أبشع الجرائم التي تسيء إلى دين الإسلام, وكذلك وقف دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية من العديد من المكونات السعودية في الأسرة الحاكمة وداخل المجتمع السعودي.‏ وكذلك الأمر, يستدعي وفاء الملك السعودي الجديد بتعهده «العمل من أجل وحدة العرب والمسلمين» مد يده باتجاه الأشقاء وليس من يحاول تشتيتهم وتقسيمهم, والمبادرة على الفور للعمل ضمن العائلة العربية من أجل مستقبل العرب والنظر إلى المشروع الأميركي الغربي على أنه خطر داهم على الدول العربية والإسلامية وتجب مواجهته بدلاً من الانحناء أمامه.‏ إن السعودية بإمكاناتها المالية والاقتصادية ودورها في الوسط الخليجي, يمكنها لعب دور إيجابي إذا أرادت في مواجهة ما تتعرض له الدول العربية من مشاكل تهدد استقرار المنطقة بالكامل, وأيضاً في الحدّ من التطرف والغلو الذي ينتشر من بيئته الخصبة في المملكة إلى أنحاء المنطقة والعالم.‏ وفاة الملك عبدالله, تضع مستقبل السعودية أمام مرحلتين إما الاستمرار بنهج الملك السابق ما يعني المزيد من التدهور والأذى في الدول العربية والإسلامية, ولن تكون السعودية في منأى عنه أو مرحلة جديدة قوامها تغييرات جذرية تفضي إلى قرارات نوعية في السياسة السعودية العربية والدولية من شأنها خدمة القضايا العربية والإسلامية في المقام الأول.‏ إن ما قاله الملك السعودي الجديد في أول كلمة له «عن ضمان وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة» مرهون بالتنفيذ إذ أن النوايا وحدها لا تكفي والأمر متروك في نهاية المطاف إلى «قرن الفعل بالقول» والذي يفترض الصدق فيه إعادة النظر بالسياسة السعودية تجاه ما يتعرض له شعبا سورية والعراق من إرهاب كان للحكم السابق في بلاده باع طويل فيه.‏
التاريخ - 2015-01-24 12:19 PM المشاهدات 639

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا