شبكة سورية الحدث


ملك الأردن: والبحث عن داعش !!

ملك الأردن: والبحث عن داعش!! .....بقلم د. بسام أبو عبد الله   الحديث عن السياسة الأردنية تجاه ما يجري في سورية حديث ذو شجون، ويرتبط أساساً بالدور الوظيفي لإمارة شرق الأردن منذ إنشائها على يد الإنكليز كحائط صد لحماية إسرائيل، أو كوطن بديل للفلسطينيين، سواء عبر مشاريع الفيدراليات، أو الكونفدراليات التي طرحت عبر تاريخ الصراع العربي الصهيوني. الأردن بلد ذو دور وظيفي ضمن إطار المشروع الغربي في المنطقة، ووظيفته الدائمة كما هو حال مشيخات النفط، والغاز، وبالشراكة معهم منع أي مشروع تقدمي- مقاوم من النهوض في المنطقة، والمواربة في السياسة حول العروبة، والأخوة، وعمل من تحت الطاولة مع إسرائيل، وواشنطن، وحلفائها في كل ما يناقض ذلك، والأمر لا يرتبط بالحرب الإرهابية العدوانية على سورية وإنما أيضاً بالدور المتواطئ، والداعم لعصابة الإخوان المسلمين منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي حينما أشرف ولي عهد الأردن آنذاك الأمير الحسن على معسكرات التدريب والقتل ضد السوريين بالشراكة مع السعوديين.. لا يختلف الأمر كثيراً الآن، فمعسكرات تدريب القتلة والمجرمين موجودة في الزرقاء وقرب عمان، وغرفة العمليات (موك) التي تدير الإرهاب المتدفق إلى الجنوب السوري معروفة المكان، والأعضاء، والأسماء، عبر شراكة أردنية- إسرائيلية تعكس علاقة التوءمة بين جهازي المخابرات في عمان وتل أبيب، دون أي خجل- أو وجل، وبإشراف أميركي كامل، وتمويل سعودي مفتوح لخدمة أمن إسرائيل، وإنشاء جدار عازل من المرتزقة التكفيريين كرمى لعيون نتنياهو- سيد هؤلاء العربان..الشعب الأردني منقسم انقساماً واضحاً بين مؤيد للدولة السورية وحربها العادلة ضد الوهابيين، والتكفيريين، وظهر ذلك من خلال وفود عديدة قدمت إلى دمشق، أو تظاهرات ومؤتمرات داعمة لمقاومة هذا المد المدمر، وبين تيار آخر إخونجي- وهابي يدعم الانقسامات المذهبية والطائفية في المنطقة بما فيها داخل الأردن نفسه، ويحرض على القتل- والتدمير دون أي إدراك لحقيقة المعركة، ومع من تجري، وأي بوصلة تستخدم.بعض المعلومات تشير إلى انقسامات داخل المؤسستين العسكرية والأمنية في الأردن، نظراً لإدراك بعض النخب في المملكة أن هذا الطوفان الوهابي- التكفيري سوف يجتاحها أخيراً، وتأكد ذلك بعد عملية إحراق الطيار الأردني (معاذ الكساسبة)، والتي أرادت قوى ما يسمى بـ(التحالف الدولي) تأليب الرأي العام الأردني، وتحضيره من أجل استخدام قوات برية أردنية في قتال داعش، أو دعم جبهة النصرة في الجنوب السوري، وهو أمر خطير للغاية إن تثبت صحته..الملك الأردني يرعد، ويزبد في تصريحات مسؤوليه ضد داعش، دون أن يسأل نفسه هل داعش هي في الرقة فقط؟ أم في قلب مملكته؟ وهل الحرب ضد داعش تبدأ على بعد مئات الكيلومترات من معسكرات النصرة داخل الأردن نفسه؟ ثم كيف يمكن قتال داعش، وفكرها- يصدح من على منابر المساجد في معان، والزرقاء- وغيرها من المناطق الأردنية..تنقل صحيفة (يو إس إيه توادي) الأميركية في عددها بتاريخ 9/2/2015 انطباعات أحد مراسليها من الأردن بالقول: (داعش يحظى بدعم في الأردن) ويشير المراسل إلى أن شيوخ جوامع في معان يشيدون بداعش، ويرفضون الحديث عنها- على الرغم من حرق الطيار الأردني، وأن بعضهم يقول: (الجهاد في سورية، واجب علينا، وهو أكثر أهمية من الجهاد في فلسطين!!) وأن معظم سكان معان يتبنون السلفية الجهادية، مع دور بارز لجماعة الإخوان المسلمين، مع الإشارة إلى سفر أكثر من 300 شاب للقتال في سورية قُتِلَ منهم (120)، وجُرح آخرون، ولكن بعض سكان معان حسب الصحفي الأمريكي مستاؤون من فشل الحكومة في منع تجنيد الشباب الساذج في صفوف داعش...أحد الشباب الأردنيين ذهب للانضمام إلى داعش بعد خطبة عصماء من أحد المشايخ المجندين لهذه الغاية، وبعد أن وعدوه بالمال، وبما طابَّ ولذ، ولكنه اكتشف بعد التجربة فظائع هذا التنظيم التي تتناقض مع الإسلام، وعاد للأردن، وقال للصحفي الأمريكي: (إن قادة التنظيم لا يحرصون على الإسلام، إنهم مجموعة من المرتزقة...).إن الخلاصة التي وصل إليها هذا المواطن الأردني العائد تكفي لتوصيف حقيقة المعركة التي يخوضها الشعب السوري، وجيشه الباسل، ولكنها قد لا تكون كافية لملك الأردن ليفهم تماماً أن البحث عن داعش، ومحاربة هذا التنظيم الخطير، وأمثاله من (جبهة النصرة) إلى غيرها- تبدأ من داخل الأردن نفسه، من منابر مساجده التي تديرها أجهزة مخابراته بعناية، ودقة، ومن أوكار تجنيد الشباب العاطل عن العمل، ومن غرفة العمليات المشتركة في عمان، ذلك أن اللعب أصبح على المكشوف، ولم يعد بإمكان الملك أو أي من وزرائه تبرير تورط الأردن العلني ضد أمن سورية، وشعبها، وإذا كان يعتقد أن الإضرار بسورية سوف يُرضي أسياده في الغرب فهو واهم، ذلك أن المطلوب تحويل الأردن إلى ساحة للتكفيريين- وامتداداً لدولتهم المزعومة التي قد تكون حامية بديلة من نظامه لمصلحة إسرائيل.من الواضح تماماً أن ملك الأردن ما يزال مستمراً في لعبته الخطرة هذه ضد سورية، ولن يدرك خطورتها إلا عندما يقع الفأس في الرأس، وساعتئذٍ لن تفيده الخطابات العنترية، ولا لبس العقال العربي بلونه الأحمر، ولا تركيب الصور البهلوانية أثناء قيادته للطائرة، ذلك أن الحرب على الإرهاب وقتال داعش والنصرة تبدأ من داخل المملكة قبل أن تصبح مهلكة.
التاريخ - 2015-02-12 5:35 PM المشاهدات 874

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا