حسام الدين خلاصي رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية
هل لكم أن توضحوا أسباب نشوء الأمانة كهيئة وطنية مدنية مستقلة ومتى نشأت ؟
الأمانة العامة هي هيئة مدنية غير حكومية وطنية مستقلة نشأت في ظروف الأزمة السورية وبعد أن تم الفرز المجتمعي بين افراد الشعب العربي السوري مابين مؤيد لمشروع الدولة السورية ومابين مستجلب للخارج على حساب السيادة الوطنية .
تأسست الأمانة العامة للثوابت الوطنية وانطلقت من اللاذقية في 31/1/2013حيث شرحت مضمون الفكرة لعدد من المثقفين والسياسيين في المدينة التي ضمت كل السوريين بعد حركة النزوح القسري التي تعرض لها أبناء المحافظات السورية نتيجة تمسكهم بمشروع السيادة الوطنية للدولة السورية فشكلت اللاذقية البيئة الوطنية الصحيحة لنشوء مثل هذه الهيئة .
خلال الفترة التي سبقت الأزمة كانت الحياة السياسية الوطنية في سورية تدخل في مرحلة سبات وثقة واستقرار نتيجة طبيعة شكل الحياة السياسية آنذاك والتي اقتصرت على قيادة حزب واحد لمجموعة من الأحزاب ضمن إطار منظم تعود عليه كل من يشتغل في الحياة السياسية وتأقلم معه رغم الانتقادات التي كانت توجه لهذه المنظومة وآلية عملها بصورة أو بأخرى .
وعند بدء المؤامرة على سورية وتوضح الصورة تنبه وتنشط السوريون وغالبية المجتمع السوري لضرورة البحث عن طرائق لرفض المؤامرة والتصدي لها فبدأ الحراك المجتمعي في انتاج اشكال جديدة من التجمعات السياسية والتي وضعت نصب أعينها هدفاً ثابتاً له الأولوية ألا وهو ( حماية الوطن ) .
ولكن هذه التشكيلات المجتمعية ما إن تشكلت حتى تنبهت لانعدام خبرتها في هذا المجال وإلى الفروقات الفكرية بين المشتركين لأنهم من مشارب سياسية مختلفة وكل منهم يعتمد طريقته لإنقاذ الوطن ، مما دعى بالضرورة لدراسة هذه الظاهرة بعناية لأنها حصيلة سنوات من السبات والرخاء السياسي كما أسلفت في البداية وكان من الصعب جداً أن يثق السوري سياسياً بأخيه السوري لأنهم لم يكونوا في عمل سياسي وطني سابقاً وبالتالي لم تكن تكفي النوايا فقط في مهمة ( حماية الوطن ) .
حتى أن غالبية الأحزاب السياسية في سورية الكبير منها والصغير على الساحة الوطنية افتقر للخطة والتخطيط بعد حدوث الصدمة ولم تظهر من
أية خطة طوارئ للتصرف والتحرك سريعاً إزاء ما تتعرض له سورية ، ناهيك عن عدم توافق هذه الأحزاب الوطنية مع بعضها البعض في إيجاد خطة للعمل المشترك بينها وخاصة الأحزاب التي كانت مع منظومة الدولة قبل وبعد الأزمة ، الأمر الذي صعب التلاقي مع المعارضة الوطنية لاحقاً كمجموعة وليس كل حزب على حدة ، وكما لاحظنا أن بعض الأحزاب مال لتقسيم نفسه بدلاً من التراص في زمن الحرب وهذا اذكره ليس من باب النقد بل اقوله من باب الإشارة لما كان يتوجب فعله كفريق عمل وليس كفرق .
ومن هنا صارت الضرورة ملحة لحدوث تغيير في التعامل مع حراك الشارع الموالي للوطن ، وصار من الضروري البحث عن القاسم المشترك الأعظم بين السوريين لينتظموا حوله بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية سواء كانوا أحزاب صغيرة أم كبيرة معارضة وطنية أم موالاة لأنه بات واضحاً أن الحزبية تفرق بينما الوطنية تجمع وصار واضحاً أن العمل الوطني يفترض وجود تشكيلات سياسية أكبر من حزب وأصغر من وطن .
من هذه الضرورة نشأت فكرة الأمانة العامة للثوابت الوطنية ( القاسم المشترك بين السوريين ).
ماهي أبرز الثوابت الوطنية التي تمت الإشارة لها في بيانكم التأسيسي ؟
تؤمن الأمانة بأن رموز السيادة الوطنية هي:
أ- العلم الوطني السوري المعتمد دستورياً.
ب- مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية
ب- مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية.
ت- الجيش العربي السوري وقواته المسلحة.
ث- وحدة الأرض العربية السورية.
وأعتقد أن هذه الرموز منصوص عليها في أغلب دساتير العالم وكلها مصانة ومحمية بإرادة شعبية ناجمة عن صناديق الاقتراع ولذلك وجدنا فيها القاسم المشترك الأعظم الذي لايجوز التنازع عليه بين كل الفرقاء السوريين في السياسة ، ولكننا نعتقد ايضا إن ثقافة الايمان بهذه الرموز تحتاج لتجذير أكبر في عمق الثقافة السورية وذلك نظرا لما اعترانا من تعديات عليها عبر الربيع الأصفر .
من أين مصدر تمويلكم ؟
نمتاز بأن تمويلنا ذاتي يعتمد على جهود المنتسبين فقط واحياناً نحتاج لدعم حكومي نعرف أنه حق لنا كهيئة وطنية تعيش وتعمل داخل حدود الوطن .
كيف تجدون مستقبل الهيئات المدنية حسب طبيعة العمل التي تنهجونها ؟
أعتقد أن ثقافة العمل المدني التطوعي هي حالة جديدة على المجتمع السوري ، ولذلك فالعمل شاق ومضني من جهة اثبات الهوية الوطنية للهيئة ومن جهة العمل الذي تخصصنا به كهيئة مدنية تعنى بالشأن السياسي بحيث لاتبقى الساحة محصورة فيما يتعلق بالحوار الوطني مابين الحكومة والمعارضة فلا أحد يجزم بأنه ممثل وحيد للمواطن السوري فلا بد من التشاركية ولذلك شعارنا في
الأمانة :
( شارك في القرار الوطنية السوري )
وذلك من خلال التفاعل مع خطوات الحكومة وتحرك المعارضة الإيجابي وتعزيز جسور الثقة بيننا ونحن نعتبر انفسنا على مسافة واحدة بين الطرفين من حيث الايجابية ولكننا نرفض السلبية من اي جهة كانت ولانجد حرجا في ذلك ، ويحكم الايجابية والسلبية لدينا الاقتراب والابتعاد من الثوابت الوطنية التي أوردناها في البيان التأسيسي .وهذا واضح في نهجنا السياسي في آخر بند في الثوابت الوطنية والذي ينص على :
( الأمانة تعتبر نفسها شريكا ً في القرار الوطني السوري، وتمد يدها للحكومة والمعارضة على حد سواء
أثناء الأزمة وبعدها للوصول إلى سوريا المستقبل دولة مدنية ديمقراطية متجددة(.
شبكة سورية الحدث الإخبارية
حوار : مدير مكتب المنطقة الساحلية
مروان كنجو
التاريخ - 2015-02-21 8:49 PM المشاهدات 4617
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا