لمن ما زال يراهن
بقلم : شوكت أبو فخر
يوماً بعد يوم يتكشف المزيد من الأدلة عن ضلوع وتورط كيان الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المؤامرة ضد سورية والعلاقات الوثيقة التي تربط بين الجماعات الإرهابية وهذا الكيان الذي عمل بكل ما يملك من إمكانات لاستثمار وتوظيف التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من تقاطع الأهداف والمصالح وهو أمر لا يخفى على أحد وأعلن عنه مسؤولو الاحتلال وقيادة ما يسمى «معارضة» غير حرة.
في جديد الأدلة المتتالية عن هذه العلاقات والتنسيق ما تناقلته الأنباء عن مقتل ضابط إسرائيلي خلال مشاركته باجتماع لمتزعمي تنظيمات إرهابية في ريف القنيطرة وقيام مسؤول وصفته صحيفة «هآرتس» بـ «الرفيع المستوى» في «المعارضة السورية» بزيارة كيان الاحتلال مقدماً المزيد من الولاء لهذا الكيان ومنها تكرار تسويق فكرة إقامة ما يسمى «الحظر الجوي».
قد تكون هذه الزيارة والحديث مجدداً عن دعم «إسرائيل» وجيشها للجماعات الإرهابية في سورية، أمراً ليس بجديد ولا يدعو للدهشة صراحة بعدما اتضح للقاصي والداني تكامل الأدوات وتقاطع الأهداف ولكن أن يصل التعاون إلى هذا المستوى فإن ذلك يعني أن الطرفين قطعا أشواطاً متقدمة من الثقة.
منذ بدء الأزمة في سورية بان بوضوح دخول الطرف الإسرائيلي أساسياً فيما يجري وبدأ الدعم يتجلى تسليحاً وتغطية إعلامية وتقديم معلومات ومعالجة جرحى، بل وصل الأمر إلى قيام كيان الاحتلال بقصف واستهداف مواقع للجيش العربي السوري عجز عنها الإرهابيون، كما تأكد الدعم والتنسيق عبر تقارير رسمية صادرة عن مراقبي الأمم المتحدة في الجولان السوري المحتل وتأكيد وجود تعاون وتنسيق مباشر بين الجماعات الإرهابية والاحتلال، وأشارت التقارير الدولية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقام مخيماً لاستيعاب عناصر تلك المجموعات وتدريبها.
ولعل العملية الإرهابية التي استهدف من خلالها كيان الاحتلال مقاومين في مزارع الأمل بالقنيطرة هي الأكثر وضوحاً على دخول الاحتلال على خط الأزمة والقيام نيابة عن أذرعه الإرهابية بالمهمة نفسها.
لقد أعلن قادة الاحتلال غير مرة أن «داعش» و«النصرة» الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات التي تحمل من الأسماء ما هبّ ودبّ لا تشكل خطراً عليهم وهي تعمل لتحقيق الأهداف الإسرائيلية نفسها ولعل نظرة متأنية إلى كل ما يجري ليس في سورية فقط بل في العراق وليبيا ومصر، والتوقف عند الجهة المستفيدة مباشرة يتضح أن كيان الاحتلال الإسرائيلي تقدم له اليوم الأهداف على طبق من ذهب، والغريب أنه وسط كل هذه المعطيات والوقائع ثمة من لا يزال يراهن ويحلل بعد أن باتت الأمور علنية، لذلك فإن من ما زال لديه أدنى شك بارتباط هذه الجماعات وتقاطع أهدافها مع العدو الإسرائيلي، فإن عليه أن يدفن رأسه بالرمال إلى غير رجعة لأنه لا يريد أن يرى فحسب.
التاريخ - 2015-03-14 12:24 PM المشاهدات 631
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا