شبكة سورية الحدث


الرسالة الخاطئة في الاتجاه الخاطئ

الرسالة الخاطئة في الاتجاه الخاطئ بقلم : د.فايز الصايغ   أغلب المؤشرات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين والمتفاوضين حول البرنامج النووي الإيراني، تشي بأنّ الاتفاق بات أقرب من قاب قوسين على الرغم من النشاط الصهيوني المحموم وضغط اللوبي غير المسبوق، ومن خطاب نتنياهو الأخير أمام الكونغرس الأميركي، وهو الخطاب الثالث مع أن الخطاب وترتيب إلقائه تمّ ما فوق البيت الأبيض والرئيس أوباما شخصياً. الناتج العلني والمباشر من خطاب نتنياهو الخارج عن القواعد والأصول والبروتوكولات المعروفة هو قيام 47 سيناتوراً جمهورياً بتوجيه رسالة إلى إيران وُصفت بأنها رسالة دستورية تحذيرية من إنجاز الاتفاق الأميركي- الأوروبي – الإيراني تحت ذريعة أن الاتفاق إذا ما تمّ إنجازه لا يحظى بموافقة الكونغرس، مع أن عدد أعضاء الكونغرس 535 عضواً، ما يعني أن الأغلبية العظمى من مجلس الكونغرس الذي يؤيد كل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات عدوانية وسياسات مشبوهة، احترمت قرار البيت الأبيض، ولم تعترض على عمل الإدارة في هذا الملف الحيوي، وهو الملف الأهم على جدول أولويات الإدارة الأميركية، وما يعني أيضاً أن التأثير الصهيوني على مجلس الشيوخ والنواب تقلّص إلى حدٍّ كبير. الرسالة برأي الإدارة الأميركية وتحديداً الرئيس ونائبه ووزير الخارجية رسالة مضللة جداً وخاطئة جداً، بمقدار ما هي خطيرة حسب جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، وهي رسالة تفتقد أي قيمة قانونية.. وهي مجرد خدعة إعلامية، وهي دليل أيضاً أن مجموعات الضغط في أميركا تشعر بالقلق، وتعارض الاتفاق في موقف يتطابق مع رؤية نتنياهو برأي وزير خارجية إيران. الخلافات بين البيت الأبيض وبعض أعضاء الكونغرس ليست جديدة، تفاقمت بعد محاولات الكونغرس فرض عقوبات جديدة على إيران، في وقت كانت فيه المحادثات تمضي بنجاح، الأمر الذي اضطر الرئيس أوباما التلويح باستخدام حقّ النقض ضد أي تشريع من هذا القبيل، يقرره الكونغرس من شأنه عرقلة الجهود المبذولة من مجموعة 5 +1، والهادفة للتوصل إلى اتفاق القرن الذي من نتائجه الإيجابية الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وهو عنوان يشكل أبرز عناوين مجلس الأمن والدول الدائمة العضوية فيه من جهة، كما يشكل مناخاً سياسياً إيجابياً في المنطقة، يسهم في حلول العديد من المشكلات والمواجهات والعداءات الساخنة القابلة للانفجار في أية لحظة. من جهة أخرى وهذا ما تريده إسرائيل وخصوصاً أن المنطقة لم تعد محصنة كما كانت، وتحوّلت إلى بؤر إرهابية تناصب العداء لأي شكل من أشكال الحياة، أو أي شكل من أشكال الاستقرار، فضلاً عن تقويض جهود حثيثة بذلتها الدول المعنية لإنجاز ما تمّ إنجازه على هذا الصعيد. البرنامج النووي الإيراني ليس حديث العهد، فقد تم إطلاقه في خمسينيات القرن العشرين بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية نفسها في زمن شاه إيران، وبمشاركة الحكومات الأوروبية أيضا،ً حيث توقفت المشاركة وتباينت الرؤية إلى البرنامج عقب قيام الثورة في إيران عام 1979- كما تمّ توقيف العمل في البرنامج جراء فتوى تعتبر السلاح النووي محظوراً بموجب الأخلاق والفقه الإسلامي إلى أن أعيد النظر بالإجراء، بحيث يقتصر العمل في المشروع على بحوث محدودة النطاق في المجال النووي وللأغراض السلمية. الوقت المتبقي لإنجاز الاتفاق، لا يسمح كما يبدو للعبث فيه، ولا لتأثير اللوبي الصهيوني على مجرياته، فيما تتوالى الاستنكارات الأميركية بسلوك بنيامين نتنياهو المتعجرف ولتصرف الـ47 عضواً الخارج عن المألوف والمرتهن لإرادة إسرائيل، والأيام ستكشف ما ينطوي عليه الاتفاق مما لا نعرف.
التاريخ - 2015-03-17 2:53 PM المشاهدات 908

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا