شبكة سورية الحدث


الفساد والمحسوبيات وسوء الادارة في مدرسة الثانوية الوطنية الخاصة باللاذقية

أحد الطلاب القدامى لمدرسة الثانوية الوطنية الخاصة باللاذقية يتحدث مايلي: القضية بالنسبة إلينا لم تعد شخص مديرة الثانوية الوطنية الخاصة باللاذقية، ولم تعد شخص سيادة المطران يوحنا منصور، الذي يصرّ عليها مديرة للمدرسة. القضية فعلاً هي أنّ هذه المدرسة كما قال أحد مؤسسيها يوماً (الأستاذ جبرائيل سعادة رحمه الله): بأنّنا أردناها أولاً “رسالة”، وليس مجرد مؤسسة ربحية (دون أن نعني ذلك عدم الربح). ما الذي فعلته السيدة لينا الحرير من عام 2000 إلى اليوم في إدارة المدرسة؟ لقد ركزت على الناحية الخارجية بإعطائها مظهراً أفضل مما عليه سابقاً، من حيث الاصلاحات الخارجية، وهذا ليس سيئاً، ولكن من خلال تلك الاصلاحات كانت تجد لنفسها أبواباً لأرباح مادية شخصيّة، خفية وماهرة، عبر تجديد مقاعد المدرسة، وعبر السيراميك الذي غطت به جدران كلّ الصفوف، بحيث أصبحت كلّ الصفوف برادات لتثليج الطلاب شتاءً. وعبر إقرار لباس موحد رديء القماش والتفصيلة، وأجبرت الجميع على شرائه. . وعبر إقرار مصاريف باهظة لا معنى لها أضافتها دون أخذ موافقات رسمية عليها: خدمات عامة، طبابة، قرطاسية، ألبسة، كتب انكليزي إضافية ذات مستوى عالٍ ولا تحضر من هم كفؤ لإعطائها، ولا يعطى للطالب من هذه الكتب إلاّ صفحات قليلة. وعبر أخذ مبالغ إضافية من طلاب الشهادات عند استلام بطاقاتهم الامتحانية. وهذا العام 2016 أخذت /400ل.س/ لكلّ طالب استلم بطاقته من المدرسة. . لقد جعلت الناس تعتقد أنّ هذه المدرسة أصبحت تنتمي إلى أرقى أنواع المدارس بسبب هذه المظاهر، وبعد ذلك بدأت بفرض حالة معنوية على الناس بأن هذه المدرسة يصعب دخولها دون إرضاءات يقدمونها للسيدة الجليلة: ليرة ذهب-إسوارة- خاتم- هدية ثمينة. وهي بدورها أصبحت بالخبرة عندها طريقة ماهرة في الإيحاء لهم بأن عليهم تقديم الهدية، ويوافقوا على المبالغ المطلوبة والرسوم ليستطيعوا أن يجدوا لولدهم مكاناً في المدرسة. . والأمر لم يتوقف هنا، بل إنّها مارست الطريقة ذاتها على المعلمين الذين يودون إعطاء دروس في المدرسة، أو يريدون التوظف الدائم فيها. فهي تمطمط قبولهم وتثبيتهم إلى أن يقدّموا لها ما يرضيها. وهناك شواهد كثيرة بين المعلمات اللواتي توظفن، ولكن بعد “شق النفس”، وتقديم الكثير من المال والهدايا، بل وهناك معلمة، *****، بعدما داومت لأكثر من عشر سنوات وقدمت لها خاتماً بمبلغ/ 40000/ ل.س حينها، أبقتها بموجب عقد، ولكنّها طردتها من المدرسة بحيلة حاكتها لها بمساعدة المدير المشرف على أنّها غير موافق عليها من قبل مديرية التربية. . هذه المديرة حاكم مطلق، تقرر مزاجياً كيفما شاءت، وحسب مصلحتها الشخصية، المادية والتسلطية، دون مجلس شورى حقيقي للمدرسة -رغم وجود مجلس إدارة شكلي جداً يجتمع فقط مرتين بالسنة-ودون من يحاسبها على أي قرار حول منهاج تقرره، أو معلم تعينه، أو أجر تفرضه. فهي تعطي كلّ مدرس من خارج الملاك الأجر كما ترتأي هي، وتستغل الشخص بحسب احتياجه أو بساطته أو خجله. فهي تدرس الشخص جيداً قبل أن تقرر ما تعطيه. . وهناك قضايا، وقضايا كثيرة جداً، وتفاصيل حول صدامات مع أهالي كثر بسبب ضعف حكمتها وعجرفتها، وقصص حول ليرات ذهبية كثيرة وهدايا حصلت عليها من قبل  أهل اضطروا على تقديمها من أجل تسجيل أولادهم أو تبرعات نقدية للمدرسة استلمتها، ووضعتها في درجها الشخصي. . ورغم كلّ هذا، ومنذ سنوات، والناس تحتج وتطالب سيادة المطران بتعيين مجلس يراقب إدارتها ويحاسبها، وهو غير مهتم إلاّ بالهدف الوحيد: مقدار الربح الذي تجلبه للمدرسة، ودون أن يدقق فيما إذا كانت هذه الارباح من أبواب مشروعة أم أن جزءاً منها هو نصب واحتيال وسرقة من الأهالي. . لقد أظهر سيادة المطران تساهلاً كثيراً معها، دون أن يحاسبها على شيء أو أن يزعجها بشيء (كونها مقربة من عائلة المطران)، كان يزدري ويتجاهل بكلّ الاحتجاجات الصادرة عن الأهالي والمعلمين والإدارات والجهات القانونية. . أمّا هي فكانت تتطاول على سيادة المطران بنبرة صوتها وأجوبتها طالبة منه عدم التدخل في التوسط لتوظيف شخص أو تسجيل طالب قائلة له بحزم :”ألا يتدخل في أمور لا يفهمها ولا يعرفها”، واضعة له بذلك حدوداً لا تسمح له بموجبها بأي تدخل. . لماذا تسمح بكلّ هذا يا سيادة المطران؟ . الناس كرهوا المدرسة بسببها، وهاهم بدأوا بالنفور منك أنت شخصياً، وبدأوا بالتكلم عنك بطريقة غير محترمة لا تليق لا بمقامك ولا بشيخوختك التي ينبغي أن تكون جليلة، والتي ينبغي أن تجسد قيم الأمانة والاستقامة والاحترام والصدق والنقاء. . لقد بدأت قضية المدرسة تأخذ منحى بشعاً جداً، ولم يعد الوضع يحتمل بألاّ تضع حداً لهذه البشاعة بتعيين مدير جديد لائق، قدير ونزيه وإنساني، مع مجلس محترم يليق بالمدرسة يقرر هدفها ونهجها وطريقة وطريقة سيرها، طالما أننّا كلّنا نريد لمدرستنا أن تكون “رسالة” أولاً وأخيراً وبكلّ ما للكلمة من معنى.
التاريخ - 2016-07-06 1:30 PM المشاهدات 3759

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم