إرهاب العقوبات والفساد
بقلم :د. فؤاد شربجي
البرنامج النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، هذه هي المعادلة التي يسعى الغرب لتحقيقها في مباحثاته مع إيران، وهي معادلة غربية تضع العقوبات الاقتصادية مقابل القوة النووية، أي إن الغرب يعرف ويقر أن العقوبات الاقتصادية تساوي وتعادل السلاح النووي، وهي بذلك سلاح تدمير شامل.
وكما أن سلاح التدمير الشامل هو إرهاب واضح، فإن سلاح العقوبات الاقتصادية ولأنه ضد الحياة والإنسان، فهو إرهاب أيضاً.
في سورية يواجه الشعب الإرهاب التكفيري من جهة، ويواجه إرهاب العقوبات الاقتصادية من جهة أخرى، وكما تموّل أميركا وحلفاؤها الإرهاب التكفيري وتسلحه وتدربه وتزوده بكل ما يلزمه لممارسة إرهابه، فإن أميركا وحلفاءها يمارسون إرهاب التجويع والعقوبات الاقتصادية كسلاح تدمير للروح المعنوية وللحياة والمستقبل.
وكما الإرهاب يضرب ويسرق النفط السوري، فإن الإدارات الغربية تسهل شراء النفط السوري المسروق من قبل تركيا، وهكذا فإن إرهاباً يسرق وإرهاباً يشتري، لتكتمل دائرة الإرهاب بإجراءات اقتصادية تحاصر سورية وتمنعها من استيراد النفط الذي يحتاجه شعبها، وهذه دائرة إرهابية اقتصادية تستعمل النفط وضرورته للحياة لترهيب السوريين في حاجاتهم المعيشية.
والإرهاب الذي طال النفط- طال الصناعة السورية، الإرهاب التكفيري يدمر المصانع، وإرهاب تركيا سرق ويسرق معامل حلب، والغرب يمارس إرهاب الحصار الاقتصادي على كل ما يساعد في استعادة الصناعة السورية- والأمر نفسه جرى للزراعة السورية، الإرهاب التكفيري سيطر على الحياة (الفرات) وسرق الصوامع وحرق الحقول وهجّر الفلاحين، والغرب يكمل هذا الإرهاب بإرهاب يحاصر سورية ويمنع عنها إمكانية استيراد الأغذية، كما يمنع عنها ما يساعدها في استعادة الإنتاج الزراعي.
كذلك فإن ضرب الإرهاب لمنشآت إنتاج وتوزيع الكهرباء، هو إرهاب يستهدف مقومات الحياة- والغرب يكمل هذا الإرهاب بإرهاب يحاصر سورية ويمنع عنها ما يساعدها في إصلاح واستعادة منشآت إنتاج وتوزيع الكهرباء.
الغرب أعلن صراحة أنه يعتمد سلاح العقوبات الاقتصادية ضد سورية، وهذا الإرهاب الاقتصادي الذي يستهدف حياة السوريين، هو إرهاب يكمل ما يقوم به الغرب ولو عبر حلفائه، بتمويل وتسليح ودعم الإرهاب العنيف والتكفيري.
في المقابل فإن سورية تواجه الإرهاب بكل أشكاله، الجيش العربي السوري يحارب الإرهاب المسلح ويقضي عليه كل يوم، كما أن الحكومة تقوم بمواجهة الإرهاب الاقتصادي عبر السعي لتأمين احتياجات الشعب الحياتية.
ورغم أن الإرهاب الاقتصادي يستعين ويستند إلى فساد البعض، هذا الفساد الذي يتحول إلى إرهاب إن أصبح منظماً ومحمياً من قوى تستخدم مواقعها والظروف في ممارسة فسادها المكمل والداعم للعدوان على سورية، بالرغم من كل ذلك فإن سورية والحكومة السورية بشرفائها ووطنييها مستمرة في تأمين احتياجات الشعب الصامد لتدعم صموده وليستمر في مقاومة الإرهاب بكل أشكاله.
بعد كل ذلك يستغرب السوريون كيف يتناول بعض الدارسين والإعلاميين الأحوال الاقتصادية للشعب، دون التأكيد على أنها نتيجة لإرهاب اقتصادي مكمل لدائرة الإرهاب التكفيري من دون أن ننسى موقع الفساد في هذه الدائرة العدوة.
ما يعيشه السوريون واضح جداً- وهذا الوضوح ينعش الرؤية ويقوي الفكر، أما تشويش الصورة وطمس الأسباب الحقيقية، فهذا هو الفساد الذي يمثل مكانه ويمارس دوره في العدوان على الحياة السورية عبر إرهاب التعمية وطمس الحقائق. أما بلادة الإعلام فهي بوابة واسعة لدخول التعمية وأفكارها.
التاريخ - 2015-03-24 9:38 PM المشاهدات 657
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا