قال الدكتور هزوان الوز وزير التربية خلال لقائه وفداً تضامنياً ضم عدداً من الزملاء في اتحادات ونقابات المعلمين في ليبيا واليمن وموريتانيا ومصر وتونس ولبنان والمغرب وفلسطين والعراق: إن المعلّم صنو الحقيقة والحقّ، والوعي والانتماء، والشرف والكبرياء، والإبداع والبناء، كانَ عبر تاريخ التربية، وما زال حارساً أميناً على قيم الهوية الحضارية لوطنه وأمته، وعاملاً مخلصاً في بناء العقول المخلصة بدورها لتلك القيم، ومشعلاً لا تخبو نارُه يضيء للأجيال دروبَ الوعي، والمعرفة، والحياة.
وأضاف إن واقع سورية الآن أثبت للعالم أجمع- بوجود شعب رديف لجيشنا الباسل- أننا أكثر إصراراً من أيّ وقت مضى على الصمود، وأنّ سورية صخرةٌ مقدّسة في الجغرافية والتاريخ، منذ الأزل وإلى الأبد، صخرةٌ تزيدها عوامل الحتّ والتعرية قوة وصلابة وإيماناً بانتصار الحقّ على الباطل، والنور على الظلمة، والعلم على الجهل.
وتحدث وزير التربية عن الأضرار التي لحقت بالقطاع التربوي بعد أربع سنوات من اعتداءات المسلحين حيث خرجت من الخدمة ما يزيد على خمسة آلاف مدرسة - بعد أن كان عددها قبل الأزمة اثنتين وعشرين ألفاً وستمئةً وخمسين مدرسة- وبلغ عدد المدارس المستخدمة لإيواء المهجرين ستمئةَ مدرسة، في حين تستقبل حالياً ما يقارب سبع عشرةَ ألف مدرسة أربعة ملايين وثلاثمئة ألف تلميذ وتلميذة، وقُدّرتْ أضرارُ القطاع التربويّ بنحو مئة وسبعين مليار ليرة، كما قُدّرَ عددُ شهداء القطاع التربويّ ما يقارب الألف شهيد من المدرسين والإداريين، منهم خمسمئة طفل.
وحول التسهيلات التي قدمتها الوزارة للمعلمين في ظل الظروف الراهنة أكد وزير التربية إن ما يشهده بلدنا من تحديات لم ولن تهزم إرادة الحياة في داخلنا، وسنبقى شعبَ الأبجدية الأولى، لأننا نؤمن بأن العلم انتماءٌ للحضارة والإنسانية ومواكبة للعصر، الأمر الذي دفع بالوزارة إلى العمل وفق أنماط جديدة تحقيقاً لمهمتين معاً: مهمةِ متابعة العملية التربوية، ومهمةِ بناء الإنسان علماً، وتربيةً، ووعياً. وكان المتعلّمُ في هذا المجال ركيزةٌ أساسيةٌ في هاتين المهمتين، فكان تطوير مناهج التعليم وأساليب التدريس، وتأمين الحاجة من المدرسين والمدرسات، وتحديد مركز عمل العديد من المدرسين والإداريين العاملين في المناطق الساخنة بمحافظاتهم ومناطق سكنهم والتخفيف من آثار الأزمة؛ باستيعاب الطلاب بمدارس قريبة من سكنهم، وتهيئة الأطر الإدارية والتدريسية لتقديم الدعم النفسي، وتقديم تسهيلات التسجيل للطلاب الوافدين من مناطق غير آمنة، وإعداد البرامج اللازمة لتعويض الدروس الفائتة، مؤكداً حرص الوزارة متابعة سير العملية التربوية وانتظامها، وإعادة إعمار المدارس التي تعرضت للتخريب على أيدي المسلحين.
من جهته أشاد الوفد بموقف سورية المتماسك والصامد في ظل الهجمة الشرسة، التي استهدفت تجهيل الشعب العربي السوري، والوقوف في وجه التطور والمشروع التنموي الحضاري الذي تنتهجه سورية قبل بدء الأزمة .
كما أعرب الوفد عن أهمية مساندة الشعب العربي لسورية التي أبت إلا أن تكون سداً في وجه المؤامرة التي بدأت خيوطها تتكشف نتيجة مواقفها الصامدة والصادقة.
وأكد نايف الطالب رئيس المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين أهمية هذا اللقاء العربي الأصيل بامتياز؛ لأنه يأتي تعبيراً عن المشاعر الصادقة والنبيلة، والمشاركة الوجدانية مع معاناة الشعب السوري الذي بقي صامداً خلف جيشه وقيادته الحكيمة، ليبقى نبض الأمة العربية قائما ً، مشيداً بالعلاقة التشاركية المتميزة مابين الوزارة والنقابة والتي أثمرت عن نتائج متميزة في مجال تنمية القطاع التربوي والنهوض به.
وقدم أعضاء الوفد في نهاية اللقاء درع التقدير والامتياز لوزير التربية
التاريخ - 2015-03-28 5:11 PM المشاهدات 860
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا