سورية الحدث _ السويداء _ معين حمد العماطوري
يستيقظ أهالي السويداء كل يوم ولهيب أسعار المواد على مختلف أنواعها يمنح قلوب التجار والسماسرة الدفء والربح الزائد، والدولار يفور بغليانه يوم بعد يوم، وغلاء المعيشة بارتفاع دون رادع من أي جهة حكومية او غير حكومية، الأمر الذي زاد نسبة الفقر في مناطق مختلفة مدينة وريف، وبات المجتمع على اختلاف طبقاته يضج من الغلاء والحاجة، والذي بيديه الحل والربط صامت في مخدعه وراء طاولته قابع في سيارته الفارهة، متنقلاً بين ندوة واحتفال يزاحم على الصف الأول، وينظر للواقع الاقتصادي نظرة اللص المتربص المنقض على فريسته باللحظة المناسبة، فيصدر رئيس الحكومة قرارات ما أتى بها من سلطان يمنع بها العمل، ويسرح كل من لديه فرصة عمل، ويضغط على المواطن بقوته بتعقيدات إدارية فاسدة ووضع العراقيل بمختلف أعماله وحرفه الذي يساهم بها رفد الاقتصاد الوطني وتنميته، وكأنه وضع مع فريق الحكومة البارع في فرض الضرائب والتجويع، والنهب والسرقة، وقلة احترام راي الناس الى درجة أن الشعب فقد ثقته بأي وزير، فهم من استخدموا مقولة: "اكذب أكذب حتى يظنوا انك صادق"، فحين يأتي وزير الكهرباء ويقول وداعاً للتقنين، وتزداد ساعات التقنين، وكذلك حين يصرح وزير النفط ان الدولة عادت حقول الغاز، وحاجة المحافظة 6000 اسطوانة يرسل لها 2000 اسطوانه، وحاجة المحافظة من البنزين 11 نقلة يرسل لها 7 نقلات، مازوت التدفئة بالقطارة ويرحل مسؤوليته لمن هو أدنى منه في الوظيفة، عدا عن وزير التموين الذي وعد بتثبيت الاسعار وارتفاعها واقع ملموس ومستمر...أما وزير المالية الذي لم يصرح تصريحاً الا وكان مستفزاً به المجتمع، فأي حكومة يمكن أن تمنح الثقة...الأمر الذي فاق الحد حده الأعلى والصبر تحول الى عنفوان غاضب، والصمود الذي تحلى به الشعب السوري، تحول لنقمة على الحكومة وأداء مؤسساتها....لم نأتي على ذكر الفساد الذي بات شخصية اعتبارية يطل علينا من منافذ الحياة كافة....وانتشرت ثقافة "حلال على الشاطر"...وهذا ما نشر القتل والخطف والسرقة على مرآة من عيون الجهات المعنية، لا بل بعلمهم ومعرفتهم، ويحيلون تقصيرهم في فرض هيبة الدولة وتنفيذ القانون للمجتمع الأهلي فإلى متى هذا الاستخفاف؟..
وعلا صوت شباب السويداء الحامل بحة العتب الوطني....يتضمن غضب الجياع....وعلى حد قول أحدهم: «عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهراً سيفه» هي مقولة مشهورة سواء نُسبت لـلأمام «علي بن أبي طالب» أو لصحابي الجليل ـ«أبو ذر الغفاري»، فأنا عجبت لعجب قائلها، فقد قالها من قالها وهو معاصر لرسول الله (ص)الذي قاد ضمن رسالته للبشرية أول ثورة اجتماعية في البلاد، قال مقولته في مجتمع يشهد صعودا ثوريا وعقائديا، ولكني ألتمس له العذر فقد كان القائل قلقاً قلق الغيرة على العدل والمساواة، ولا عجب فـالصحابي «أبو ذر» عاش لا يمتلك إلا ثوبا واحدا خشية امتلاك ثوبين وأحد البشر عاريا لا يمتلك ثوبا حتى لو كان لا يعرفه!، والامام «علي» هو من قال «ما شبع غني إلا بما جاع به فقير».
ولأن السويداء بطبعها تحمل مورثاً وطنياً لا يمكن ان تتخلى عنه، فهي ترضع أطفالها الانتماء للوطن، وتزرع في شبابها الصمود والبطولة والرجولة، وميزة شيوخها العقيدة والإيمان بوحدة البلاد وسلامة العباد والحفاظ على الأرض والعرض، كثر بها الفساد والفاسدين، وانتشر فوق ترابها تصريحات ووعود كاذبة من الحكومة الرشيدة، ما جعل شبابها ينتفض لكرامة وجوده طالباً بشعار واحد "بدنا نعيش" اي لا يريد اي شيء آخر سوى العيش بالكرامة، العيش باحترام إنسانيته، العيش لتنمية واقعه، يقيناً من جيل الشباب ان سورية امانة بأعناق الشرفاء، سورية حاضنة الثقافة والاقتصاد، سورية الجامعة لمقدرات الحياة الكريمة....فهل جزاء شعب صمد على أزمة شارفت السنة العاشرة لها، أن يُذل أهلها من أجل تأمين مستلزمات حياتهم اليومية من مواد غذائية ومحروقات وكهرباء وتعليم وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية....لقد وقف شباب السويداء امام مبنى المحافظة مطالبين الجهات الرسمية "بدنا نعيش"....فما هو رد الحكومة؟
إذاً شباب السويداء كي لا يجري تأويل ما يفعلونه بشيء من الغبن والفتنة، هم أكثر تمسكاً بجيشهم الباسل ووطنهم الأم سورية، وهم من قدموا الشهداء وما زالوا...وهم المدافعين عن حياض الوطن وتشهد روح اللواء البطل عصام زهر الدين، الذي دخل دير الزور وهو يحدو بالروح نفدي وطنا...
المطلوب اليوم من الحكومة احترام رأي الشعب السوري، واحترام موقفه وصموده، وكل من يصرح تصريحاً يسيء به يجب اقالته وإعفاءه من منصبه مهما كانت صفته، وعلى الفريق الاقتصادي ان يضع حلولاً أو يستقيل فوراً ...لأن دماء الشهداء تناشد الشرفاء وموقف الجيش وصموده تصر على الاوفياء...وتاريخ سورية بثالوثها المقدس شاهد على قاسيونها الراسخ وعطر ياسمينها الثابت...لكم يا شباب سورية من السويداء محبة الوحدة المتكاملة ولن تركع سورية بشعبها وجيشها وقائدها لطغيان الفاسدين والمفسدين...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا