شهدت بلدة أشرفية صحنايا في ريف دمشق خلال الأعوام القليلة الماضية توسعاً عمرانياً كبيراً نتيجة زيادة عدد السكان ولاسيما الذين اضطروا للنزوح من منازلهم بفعل الإرهاب، الكثافة السكانية التي شهدتها البلدة ألقت بظلالها الثقيلة على الواقع الخدمي فيها وهناك شكاوى عديدة ترد من المواطنين القاطنين في أشرفية صحنايا يشكون فيها من تراجع الخدمات ولاسيما واقع النظافة وقدم شبكة الصرف الصحي، وعلى الرغم من الإمكانات الضعيفة التي تمتلكها البلدية إلا أنها تقدم خدماتها ضمن الإمكانات المتاحة لديها.
اكتظاظ سكاني
«تشرين» التقت رئيس مجلس بلدية أشرفية صحنايا- المهندس مهند الحلبي الذي تحدث عن واقع البلدة فقال: بلدة أشرفية صحنايا التابعة لمحافظة ريف دمشق يزداد سكانها بسبب التوسع العمراني وقرب البلدة من مدينة دمشق فبناية الكويتي التابعة للأشرفية هي تجمع كبير جداً لمخالفات أشخاص قاموا بالبناء على أرض أملاك دولة ولا أحد منهم يملك الملكية، ففي السابق كان عدد سكانها لا يتعدى الألف نسمة ولكن توسعت بشكل كبير وزاد عمرانها السكني وتمخض عن ذلك شوارع ضيقة جداً وتجاوزات كبيرة على الشوارع و«الحواري» ونقوم الآن بالحد منها وقمعها، وكل من يقوم ببناء جديد نهدمه على الفور لأن أساسات البناء لاتتحمل بناء أكثر من طابق واحد وتشكل خطراً على السلامة الإنشائية وبسبب الأخطاء السابقة والتجاوزات والتتابع لأكثر من ثلاث أو أربع سنين سابقة نتج عنها خلل في الصرف الصحي، فمنظومة الصرف الصحي فيها مخصصة فقط لحارة واحدة توجد فيها أربعة أو خمسة منازل، أما الآن فأصبح يوجد فيها أكثر من 50 منزلاً ما تسبب باختناقات بالصرف الصحي وبشبكة الهاتف والكهرباء بسبب حصول تجاوزات كبيرة عليها بالإضافة الى مشكلة الحفر العشوائي للصرف الصحي والتي تسبب مشكلات كبيرة للبلدية، فنحن كبلدية نقوم في كل عام بتأهيل شبكات الصرف الصحي القديم وتوسيعه وقمنا منذ فترة بإجراء دراسة فنية مع الكادر الفني التابع للبلدية وأخذنا الأطوال والكشف التقديري لمد قميص إسفلتي ببعض المناطق بمنطقة الباردة فقد كانت في السابق مهملة بشكل كبير ومنذ أكثر من عشر سنوات لم تخدم بالصرف الصحي ولا بالتزفيت وقد بدأنا بتأهيل المنطقة بشبكة الصرف الصحي وقمنا بتغيير خمس «وصلات» صرف صحي ولدينا في هذا العام وصلتان سيتم تركيبهما قبل البدء بعملية «التزفيت» وأي مشكلة تحدث بالمنطقة نقوم بمتابعتها ومعالجتها على الفور، فالاكتظاظ السكاني الكبير فيها يحدث مشكلات كبيرة فيه وعلى الرغم من أنها منطقة مخالفات إلا أننا نقوم بتخديمها ومعالجة جميع مشكلاتها الخدمية قدر الإمكان.
مشروعات خدمية
ويتابع الحلبي: أما مناطق أشرفية صحنايا فلدينا فيها لهذا العام مشروعات جديدة تختلف عن بقية السنوات السابقة ولدينا ميزانية جيدة رصدت لهذه المشروعات ولكن قياساً لمساحة أشرفية صحنايا وبالنسبة لتعداد السكان الكبير فيها وعدد الوافدين إليها فقد تجاوز عدد سكانها الـ800 ألف نسمة لاتكفي لتغطية جميع الخدمات ونحن نطمح للأكثر ولكن سنعمل الآن حسب الامكانات الموجودة لدينا وعلى مبدأ الأهم فالمهم، فلدينا عدة مناطق قي الأشرفية بحاجة إلى مد قميص إسفلتي جديد ومناطق أخرى تحتاج إلى تغيير شبكة الصرف الصحي وشوارع تحتاج لإنارة، وبالنسبة للإنارة لدينا عقد جديد مع «السورية للشبكات» وخلال الفترة القادمة سوف ينتهي ليصار الى وضع دفتر شروط وجدول كميات وبالتالي نعلن عن مناقصة لاستكمال جزء من الأشرفية للإنارة.
وأضاف رئيس بلدية أشرفية صحنايا: بالنسبة للقمصان الزفتية هناك مناطق في الأشرفية كانت في إحدى الفترات في مواجهة مباشرة مع الإرهابيين وهذه المناطق لم يحدث فيها أي تغيير في الصرف الصحي أو تحديث للطرقات أو تعبيد على الرغم من التخريب الذي طال شبكات الصرف الصحي فيها إلا أن هناك تأخيراً كبيراً حصل في تحديثها وتغييرها ولذلك سنعمل هذا العام على تغطية جزء كبير بشبكات الصرف الصحي وقمنا في العام الماضي بتغيير جزء وأيضاً قمنا بتعبيد جزء من شارع الـ16 هذا العام رسا العرض على تعبيد الـ16الثانية ولدينا عقد لتزفيت منطقة القرية الصغيرة بالإضافة الى عقد آخر لصيانة و«صلات» الصرف الصحي.
ويتابع الحلبي، لدينا هذا العام مشروعات كثيرة طور الإعلان وسنبدأ تنفيذها وسيكون هذا العام مميزاً وسنعمل كمجلس للبلدة ضمن الاعتمادات المتاحة لنغطي أكبر مساحة من الأشرفية من ناحية الصرف الصحي و«الزفت» والإنارة.
ويضيف الحلبي : إن أهم المشروعات التي سيتم إطلاقها لهذا العام في الأشرفية مشروع النافذة الواحدة ونحن الآن في طور استكماله وسيم افتتاحه خلال شهرين ليكون في خدمة المواطنين في البلدة والمشروع الآخر الذي سيتم إطلاقه هو المبنى الاستثماري الجديد وقد انتهت المرحلة الأولى منه وكانت قيمتها الآن 80 مليون ليرة والمرحلة الثانية ستبدأ هذا العام بقيمة 100مليون ليرة وذلك ضمن خطة محافظة ريف دمشق.
وأضاف :المشروع الأهم الذي سيتم إطلاقه هذا العام هو الفرن الآلي، فالبلدة تعاني منذ زمن طويل من عدم وجود فرن للخبز يخدم البلدة ويضطر معظم سكانها للذهاب الى منطقة أخرى للحصول على خبزهم اليومي وحسب التعداد السكاني للبلدة فهي تحتاج لفرني خبز أو ثلاثة حتى تخدم بشكل كامل كما أنه يوجد في تصميم المبنى الاستثماري الجديد فرن آلي وخلال أيام وعند استلام المرحلة الأولى الأولية من المبنى سنراسل على الفور الشركة العامة للمخابز لتكشف على الموقع وتضع الشروط اللازم تنفيذها حتى تكون التجهيزات كاملة لإقامة الفرن وخلال أشهر بسيطة سيحصل سكان الأشرفية على خبزهم اليومي منه بالإضافة إلى متابعتنا مع محافظة ريف دمشق لإيجاد مكان ثانٍ لإقامة فرن آخر والمحافظة هي خير الداعمين لنا والمحافظ هو من يتابع بشكل شخصي إحداث الفرن لذلك ستكون سنة نوعية لبلدية الأشرفية.
أكد رئيس بلدية الأشرفية أن واقع النظافة لهذا العام سيكون مغايراً عن العام السابق بسبب تغطية قطاع أكبر من القطاع السابق تتضمن مساحة مايقارب الـ70%من مساحة الأشرفية فعلى الرغم من آلياتنا القليلة والقديمة وتعداد عمالنا البسيط الا أننا نحاول أن نصل لدرجة جيدة وسوف يكون بعد الشهر الثالث تحسن كبير ومتميز في واقع النظافة.
وقال الحلبي: نحن كبلدية نقوم بإصلاح الآليات ولكن المشكلة أن الآليات قديمة الصنع جداً ونوعية القطع الموجودة بالبلدية مكلفة جداً وبالتالي عندما يحصل أي عطل من الممكن أن يحصل هناك بعض التأخير كما أن البلدة بحاجة لصاروخ صرف صحي فهو غير موجود بالبلدة ونضطر في كل مرة لاستئجاره من مديرية الصرف الصحي أو إحدى البلديات الأخرى وذلك يتم أحياناً بشكل يومي حتى لا يحصل أي اختناق بالصرف الصحي ونحتاج أيضاً سيارة نقل و«تركس» وضاغطة جديدة و«تركتورات» حديثة ما يتطلب زيادة في الكوادر وعلى الرغم من ذلك ستكون بلدة أشرفية صحنايا لهذا العام بلدة نوعية بخدماتها وبمرافقها وسوف يلمس ذلك جميع سكان الأشرفية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا