شبكة سورية الحدث


المهندس غسان عبد العزيز عثمان "بريق الإنســانية"

المهندس غسان عبد العزيز عثمان "بريق الإنســانية"

سورية الحدث _خاص 

(( المهندس غسان عبد العزيز عثمان)) 
( الأمين العام لحزب العهد الوطني ) : 
ما من شك في أن الكورونا وضعت العالم كله تحت تهديد الكارثة ، وبات على البشرية جمعاء أن تدرك اليوم قبل غد الذي ربما لا تملك من أمره شيئاً خطورة هذا الفيروس ، وأن تعود الى القيم والمثل العليا من حق وفضيلة وعدالة ومساواة وتتكاتف من أجل الخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر قبل أن ترفع كل دولة يديها مرددة مع رئيس الوزراء الايطالي " أن السماء وحدها قادرة على المعجزة " أو قبل أن نصغي من جديد الى ما طالبنا به رئيس وزراء بريطانيا " بأن نستعد لوداع أحبتنا " ، و نحبط من قول السيدة ميركل إذ تنبأت بخطر أكبر من الحرب العالمية الثانية والتي أزهقت أرواح عشرات الملايين من البشر . 
قد يخفف من الهلع الذي لا يجدي شيئاً في المعالجة ، ما يقوله أصحاب نظرية المؤامرة من أن الأمر لا يتعدى كذبة إعلامية ذات حبكة محكمة ، لكن الخطر حقيقي باعتراف غالبية رؤساء وحكومات الدول . 
لا عجباً من أن هذا الأمر لم يحرك ساكناً لدى الإدارة الأميركية التي تريد من الكورونا استثماراً لمصالحها بذات العقلية التي استثمرت فيه الإرهاب ووظفته ضد العرب ، وبصورة أشد ضدنا كسوريين رغم أنها هي المؤسس والراعي للإرهابيين وهي ما تزال تفرض العقوبات الاقتصادية الجائرة على بلدنا وعلى روسيا وإيران وفنزويلا وكوبا وغيرها دون أي وازع قانوني أو أخلاقي . 
أفلا يستلزم هذا الغي موقفاً دولياً موحداً يكسر هذه العقوبات ويفك الحصار عن الشعوب ؟ ، ويحرر واشنطن ذاتها من سطوة القوى المهيمنة على قرارها ؟ ، ولا نظن أن الصهيونية بعيدة عن ذلك . 
إن الوعي بخطورة ما يجتاح العالم عتبة الدخول لإجراءات إنسانية ومادية مع وحدة الجهد والهدف بحيث تعبر عن رقي الإنسان وتقدمه الحقيقي ، مثل ذلك الوعي الذي امتلكته الصين في سرعتها وحسن إدارتها للأزمة ، فالشعب الصيني أثبت أنه صاحب حضارة عريقة ، وأنه بتعاونه مع حكومته التي وفرت الأرضية المناسبة أعادوا للإنسانية بعض بريقها حين قدمت الصين المعونة للشعب الإيطالي وفضحت الإتحاد الأوربي وبيروقراطيته المهترئة . 
لقد شهد وطننا حرصاً حقيقياً من الحكومة على انجاح الإجراءات وكلها احترازية قبل أن نضطر الى مواجهة فعلية " لا سمح الله " في حال حدوث الوباء ، ونجاح ذلك يتوقف على استجابة وتعاون بلا حدود مع كل ما يصدر من الحكومة ، فالمسألة ببساطة لا تتعدى النظافة بغسل اليدين وتحاشي الأماكن المزدحمة والمكوث في البيت وفق تعليمات وزارة الصحة ، وعدم السماح للحرب النفسية بتحقيق حالة من الذعر أو حالة من التنكر للخطر ، أو تناقل إشاعات همها إصابة الروح المعنوية في الصميم . فنحن الآن نعيش ظرفاً طارئاً يحتم علينا نشر التوعية الصحية والميدانية والممارسة الفعلية للإنسانية من خلال التضامن الاجتماعي النابع من تراثنا وقيمنا وأن نتضافر كأحزاب سياسية بما نملك من مبادئ مع كافة الفئات المجتمعية لتحقيق الهدف المرجو ، ونهزم آفة الكورونا ومخلفاتها من القلق وتحايل التجار بالمحبة والرحمة والإحسان وينتصر الإنسان في داخلنا .

التاريخ - 2020-03-26 1:17 PM المشاهدات 1482

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا