يبدو أن تجار الأزمات كانوا ينتظرون على أحر من الجمر قرارات الفريق الحكومي الذي يتصدى لفيروس كورونا حتى يكشرون عن أنيابهم تجاه المواطن ليصبحوا أشد خطراً من الفيروس، وبالوقت نفسه تبين أن المواطن مازال ينشغل بتأمين المواد الغذائية ومستلزمات منزله بمجرد أن أعلنت الحكومة قرار حظر التجول والحجر الصحي الذي يجب أن يكون طوعياً عنده، فقد تدفق غالبية المواطنين في مدينة سلمية نحو الأسواق لشراء المواد الغذائية بشكل مبالغ فيه خوفاً من أن تطول فترة الحجر إذا ما انتشر الفيروس وليتحكم التجار بكل السلع بما فيها المعقمات والكمامات بعد أن تعمدوا رفع أسعارها مستغلين حاجة الناس إليها .
ويبدو أن الجهل بالتعاطي مع الأزمات مازال يتحكم بتصرفات الكثير من المواطنين، ما يعرضهم للاستغلال من قبل تجار وهبوا نفوسهم المريضة لأطماعهم التي ليس لها أية حدود، فحالة التوجس التي سيطرت عليهم ليس من جراء انتشار الفيروس فحسب، بل إنما من الارتفاع الجنوني للأسعار دفعتهم لشراء السلع بشكل مبالغ فيه، ودفعتهم أيضاً للازدحام الكبير على المحلات التجارية وصالات التجارة الداخلية متناسين أن هذا الازدحام الذي أضحى وجبة يومية صباحية لهم سيعرضهم للخطر أكثر إذا ما تم هذا الاختلاط يومياً فيما بينهم.
هذا المشهد اليومي في هذه المدينة التي صمدت مع أهلها لتسع سنين من الحرب وتماهت مع ظروفها وتجارها، لا بد اليوم من أن تتجاوز هذا الخطر المحدق بها، ولن يتم ذلك إلا بالقضاء على جشع تجار هذه الأزمة الجديدة من خلال المتابعات اليومية الدقيقة للأسعار والعمل على كسر الاحتكار ومصادرة المواد المحتكرة وبيعها للمواطنين بالأسعار النظامية، كما فعلت الدوريات التموينية في مدينة حماة الأسبوع الماضي. والكرة اليوم أصبحت في مرمى عناصر حماية المستهلك ومراقبي التموين من أجل ضرب المخالفين بيد من حديد كيلا يبقى المواطن بين سندان كورونا ومطرقة تجار الأزمات!
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا