شبكة سورية الحدث


عاصفة الخزي والعار ..هل حققتم أهدافكم !!?

بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني وهكذا كان أن أعلن المتحدث الرسمي باسم "تحالف الناتو العربي" الغير مقدس التي تقوده السعودية ظاهريا، بأن "عاصفة الحزم" قد انتهت بعد ان حققت الأهداف التي رسمتها، ولم يفت المتحدث ان يؤكد على ان انهاء العمليات جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية الشرعية والرئيس هادي. ما لم يذكره المتحدث باسم عاصفة الحزم عاصفة الخزي والعار والعهر السياسي هو ان الحكومة الشرعية اليمنية تدير شؤون اليمن من مكاتب أقيمت لها من قبل عائلة آل سعود في الرياض التي استضافت الرئيس الفار من البلاد بالإضافة الى طاقم الوزراء الذين توافدوا الى الرياض طلبا للدفيء الذي فقدوه في بلادهم. أما عن تحقيق عاصفة الحزم لأهدافها فهذه الاضحوكة الكبرى فعن اية اهداف يتحدث الناطق الرسمي باسم عاصفة الحزم. لنعود قليلا ونذكر ان الأهداف التي أعلن عنها سابقا أن عاصفة الحزم لن تتوقف قبل عودة "الشرعية" ممثلة بالرئيس (الفار) هادي الى اليمن، "وبانسحاب" انصار الله من "المناطق التي احتلوها" (فهم الغزاة القادمون من كوكب المريخ ربما والعلم عند المتحدث الرسمي الذي لم يطلعنا أو يشاركنا في هذه المعلومة، ربما لأنها من الاسرار العسكرية "سري للغاية")، وتسليمهم الأسلحة التي استولوا عليها من معسكرات الجيش اليمني وتراجعهم الى مناطقهم(أي صعدة) وتسليم أسلحتهم الثقيلة والتعهد بعدم الاعتداء أو القيام بأية اعمال قد تهدد دول الجوار. ولا بد لنا نحن البسطاء أن نتساءل مع العديدين ونحن ليس بالضرورة من السياسيين أو المحللين، هل تحقق أي من هذه الأهداف الذي يتبجح المتحدث الرسمي لعاصفة الخزي والعار بان هذه الحملة العسكرية العدوانية قد حققتها؟ من الواضح لأي متابع ومدقق للأخبار التي وردت وما زالت ترد من اليمن بعدم تحقيق أي من هذه الأهداف. أما اذا كانت الأهداف التي لم يعلن عنها عند بدء العدوان الغاشم على اليمن هي تدمير البنية التحتية للوطن اليمني عن بكرة ابيها بما فيها محطات توليد الكهرباء وشبكات توزيعها وضرب محطات تخزين الوقود وطرق امدادها والمستشفيات والمدارس والجسور وشبكة الطرقات التي تصل الجغرافيا اليمنية بعضها ببعض ومصانع الأغذية والأدوية والمصانع الاقتصادية الخاصة والعامة وصوامع تخزين المواد الغذائية بما فيا الحبوب والطحين والمحلات التجارية والأسواق العامة والشعبية وشبكات الاتصالات والمحطات التلفزيونية وشبكات الانترنت والمنشآت الحيوية، بمعنى ارجاع البلد الفقير والمتخلف أصلا ذو الامكانيات والمقومات الهشة والضعيفة والذي لا يمتلك الا القليل القليل، نقول ارجاع هذا البلد الغني بحضارته وعمقه التاريخي وعزة وكرامة أهله الكرام الطيبين ، العودة به الى العصر الحجري فقد حقق العدوان هذا العمل الاجرامي بامتياز غير مسبوق وربما بهذا تفوق على أصحاب آل سعود من آل صهيون. كما وانه اذا ما كانت الأهداف من العدوان هي القتل والامعان في الوحشية والبربرية والسادية والتلذذ بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها والتي بمجموعها كانت تصل جثثهم المحترقة ( اذا لم تكن تطايرت اشلائهم بعد) نتيجة القنابل الفسفورية وصواريخ اليورانيوم المنضب، تصل تباعا الى المستشفيات أو ما تبقى منها لتلقي العلاج بالأدوية المفقودة والغير متواجدة أو الشحيحة على أفضل الأحوال، اما بسبب قصف الطرقات وتقطيع أوصال البلد، او نتيجة قصف مصانع الادوية، أو لعدم السماح لطائرات الصليب الأحمر الدولي المحملة بالمعونات الطبية الضرورية من الهبوط في مطار صنعاء الدولي او غيره، نقول اذا كان قتل أكبر قدر ممكن من الشعب اليمني، وبشكل وحشي ممنهج دون رحمة او هوادة، فقد حققتم ذلك. وبالتالي فإنكم تستحقون شهادة كبرى وجائزة تقدير واعجاب "لحسن ادائكم"، كما وتستطيعون أن تتفاخروا بالمرتبة التي وصلتم اليها بجدارة وان اتقفوا جنبا الى جنب مع الصهاينة لما فعلوه مع الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة، ومع اصدقائكم من الأمريكيين لما فعلوه في لاوس وكمبوديا وفيتنام وأفغانستان والعراق على الأقل. أما ما لم تحققوه من هذا العدوان الذي بلغ أقصى درجات التوحش والموغل في ساديته والذي ينم عن حقد أعمى، ما لم تحققوه هو كسر إرادة الشعب اليمني في الصمود ومواجهة العدوان، تلك الإرادة التي كانت تتنامى وتتجذر كلما زاد بطشكم وزادت عدوانيتكم. لم تستطيعوا كسر إرادة الشعب اليمني وتوقه للتحرر من هيمنتكم وسطوتكم على بلده ومقدراتها. وكما اضطرت الولايات المتحدة راعيكم وحامية عروشكم الانسحاب من فيتنام وأفغانستان والعراق على الرغم من سطوتها وقدراتها العسكرية الجبارة التي لا تنضب وخرجت تجرجر ذيول هزيمتها السياسية، وكما لم تقوى الة الحرب والدمار للكيان الصهيوني على تدمير إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة العزة والكرامة ولم يجرؤ جيشها المدجج على الدخول بريا الى قطاع غزة خوفا من التكلفة البشرية لجنوده وبالتالي اضطر الى الانسحاب دون تحقيق الأهداف السياسية او العسكرية التي حددها من عدوانه على غزة، نقول لكم انكم في هذا أيضا تنضمون الى اصدقائكم الأمريكيين والصهاينة وها انتم تخرجون من هذا العدوان خاسرين لأنكم لم ولن تحققوا أي من اهدافكم التي رسمتموها في بداية عدوانكم الهمجي. أتعلمون لماذا؟ لأنكم لم تأخذوا العظة من التاريخ وتجارب الغير وليس في هذا غرابة فالولايات المتحدة والكيان الصهيوني معكم صفا واحدا أيضا في هذا لان جميعكم لا تعيرون وزنا لإرادة الانسان والشعوب وتصميمها على نيل حريتها مهما كان الثمن، وجميعكم تعتقدون بأنكم تمتلكون من الآلات الدمار ما يكفي لقمع وإخضاع هذه الشعوب. ولقد بينت التجارب انكم جميعا على خطأ. ولكنكم للأسف لم ولن تتعظوا وخير دليل هو ما تخططونه الان مع السلطان العثماني اردوغان والتآمر على سوريا بجوقة قديمة جديدة وكوكتيل من المجموعات الإرهابية التكفيرية، وهنا أيضا سيستمر فشلكم.  
التاريخ - 2015-04-23 5:39 PM المشاهدات 893

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم