بعد خسارته مدينة إدلب، تراجع الجيش السوري في مدينة جسر الشغور ومحيطها وفي سهل الغاب المتصل بها، لكنه أطلق تعزيزاتٍ في المنطقة واستعاد الكثير من المواقع.. فكيف تبدو خريطة النفوذ في إدلب؟
من دون أن تهدأ جبهة الجنوب السورية، تشتعل النار في جبهة الشمال وتحديداً في محافظة إدلب، موقع إدلب كجارةٍ لتركيا يعطيها أهميةً استراتيجية؛ أهمية تلحظها تركيا جيداً، هي التي تغاضت عن عبور آلاف المسلحين الإسلاميين نهاية الشهر الماضي عبر حدودها لكي يسيطروا على إدلب المدينة.
الجيش السوري حاول استعادة زمام المبادرة، فنفذ منتصف الشهر الحالي هجوماً سيطر خلاله على بلدتي نحليا وكفرنجد جنوب إدلب، لكن تدفق المقاتلين من الحدود التركية استمر، وكانت وجهتهم هذه المرة مدينة جسر الشغور، التي دخلها المسلحون، وتتواصل المعارك فيها في محاولةٍ لاستعادتها من قبل الجيش السوري الذي اضطر أيضاً إلى إخلاء معسكر القرميد قرب إدلب.
وبفضل هذا "العبور التركي" إذا جاز الوصف، يصبح المشهد على الأرض كالتالي: تسيطر المجموعات المسلحة على مدينة إدلب بالإضافة إلى جسر الشغور ومعسكر القرميد، أهمية جسر الشغور إن عبرها يمر طريق إمدادٍ رئيس لقوى الجيش السوري المنتشرة في ريف إدلب، أما معسكر القرميد فيعد أحد أهم المواقع المتبقية للجيش السوري في المحافظة.
في المقابل يسيطر الجيش السوري واللجان الشعبية على مدينة أريحا ومنطقة جبل الأربعين وبلدة محمبل ومعسكر المسطومة ومطار أبو الضهور العسكري، بالإضافة إلى بلدتي كفرية والفوعة.
التعزيزات التي استقدمها الجيش السوري تهدف إلى استعادة ما خسره سواء في جسر الشغور ومحيطها أو في سهل الغاب المتصل بها، فعزز معسكره في جورين القرية الواقعة غربي سهل الغاب، والتي يقول عسكريون إنها تشكل الخط الدفاعي الأهم عن بقية القرى في المنطقة.
الجيش السوري يعمد كذلك إلى تطويق القرى التي سقطت الحواجز فيها بيد المسلحين، وهي السرمانية والقاهرة والمنصورة بالإضافة إلى قريتي الزيارة واشتبرق جنوب جسر الشغور.
على وقع هجوم المسلحين والهجوم المضاد للجيش السوري تبدو تركيا حاضرة على الأرض وأيضاً في المفاوضات، فعلى الأرض تسقط "جسر الشغور"، وفي جنيف محاولة لترميم جسورٍ يحتفظ كل فريق بحساباته في طريقة بنائها، لإنهاء الأزمة السورية.
التاريخ - 2015-04-28 2:25 PM المشاهدات 617
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا