بيان في الذكرى الرابعة والسبعين للجلاء
مسيرة الجلاء شكلت نقطة مضيئة في تاريخ سورية الحديث، صنعته ارادة وتضحيات شعب في مقاومة الاستعمار واحلافه إيمانا منه في عداله قضيته والدفاع عن أرضه وكرامته، وسورية اول قطر عربي ينال استقلاله من الاستعمار الحديث، وهذا الاستعمار لم يتوقف في رسم مخططاته ومشاريعه للابقاء على حالة الوهن والتشتت العربي خدمة له والعمل على زرع الكيان الصهيوني في فلسطين ويستمر الصراع والاعتداء على الارض العربية، إلا أن جذوة الكفاح والنضال لم تتوقف لدى الشعب العربي عامة والشعب السوري خاصة، لتنطلق حرب تشرين المجيدة التي استمدت من دروس الجلاء العظيم سلوكا ومنهجا لتلقن العدو درسا لن ينساه ابدا، بفضل الوعي الوطني والسياسي الذي تجلى لدى أبناء الشعب السوري المتماسك في مؤسساته الدستورية والسياسية وفي مقدمتها الجبهة الوطنية التقدمية، وتتوالى المشاريع العدوانية في المنطقة ليبدأ مخطط الإرهاب عليها في عباءة الإسلام السياسي لتفتيت قوى المقاومة المناهضة للمشاريع والمخططات الاستعمارية الغربية خدمة للكيان الصهيوني، وبعد مضي تسع سنوات من الحرب الشرسة التي تمارس على شعبنا وجيشنا يفاجأ العالم بما يحققه هذا الشعب من المعجزات في الصمود والانتصار على الإرهاب وداعمية، ووقوف حلفاء سورية إلى جانبها في مواجهة الحرب الكونية التي تمارس عليها.
إن الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تؤكد في هذه الذكرى المجيدة على ترسيخ قيم الجلاء ومعانيه وتعزيزه في أذهان أبناء شعبنا وامتنا العربية لصنع الجلاء الأكبر متمثلين قيم ومثل القائد المؤسس حافظ الأسد الذي رسخ الوعي الوطني والقومي في نفوس أبناء شعبنا، وتزداد العزيمة بما يعززه السيد الرئيس بشار الأسد من مبادىء وقيم في مسيرته النضالية في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية وتحرير كل شبر من أرض سورية دنسها الإرهاب أو محتلة من معتد، وتلتف حوله جماهير شعبنا في ساحات النضال بوعيها في الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أطلقتها الحكومة في منع انتشار الوباء الذي يجتاح العالم "فيروس كورونا" حفاظا على سلامة المواطن، وهذا الوعي يدفعنا أحزابا ومؤسسات في تجسيده لتحقيق الجلاء الأكبر في تحرير أرضنا والحفاظ على سيادتنا الوطنية والالتفاف حول القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد.
القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية
دمشق ٢٠٢٠/٤/١٧
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
