سورية الحدث _ بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي
في ليلة القدر ، وأنا أحاول أن أنظف ذهني من كل فكرة ، لأتفرغ للدعاء إلى الله ، رن هاتفي الجوالي فرأيت رقما طويلا غريبا أراه لأول مرة ، فتحت الخط فسألني المتحدث بالإنكليزية :
هل أنت الدكتور حسام ؟
نعم أنا الدكتور حسام الدين خلاصي !
معك أحد موظفي البيت الأبيض من واشنطن .
أهلا وسهلا وماذا تريد ؟
أنا لا أريد ولكن الرئيس ترامب يريد محادثتكم ، إن لم يكن لديكم مانع ؟
هنا ساد الصمت قليلا وأنا أفكر هل هي الكاميرا الخفية مثلا ، أم أحد صبيان المعارضة في الخارج يرسم لي فخا ، ولكني بدون تردد قلت له :
□ لامانع لدي دعه يحدثني .
وعاد الصمت قليلا ، لأسمع بعدها همهمة وضحكة تشبه صوت بقرة أم علي في القرية عندما تكون جائعة وأتاني صوت ترامب نفسه ليقول :
مرحبا مستر خلاصي ، كيف الحال ؟
أهلا مستر ترامب ، الحمد لله نحن في سورية بخير لولا وجودكم ( أحببت أن أدخل في صلب الموضوع )
بالعكس مستر خلاصي نحن في سورية لنجلب لكم الأمان والخير معا !
قاطعته قائلا :
ماسبب اتصالك بي ؟
لقد اختارك الكمبيوتر مع تسعة أشخاص آخرين لأسألكم عن الأوضاع في سورية قبل أن نطبق عليكم قانون سيزر .
مستر ترامب سأخبرك عن أحوالنا قبل أن تطبقوا قانون سيزر فاسمع جيدا :
نحن في سورية أقوى مما تتصور ، فلا أنت ولا قانون سيزر سيرغمنا على فعل شيء لانريده ، الإرهاب الذي أرسلتموه سيهزم ، والأرض التي دخلتموها ستخرجون منها ، و أجيركم أردوغان سيسقط ويهزم ، إشاعاتكم لانصدقها ، حصاركم لم يتغلب علينا ، عملائكم سنكشفهم ، نحن متعبون ولكنا لم نهزم نستجمع قوانا لنعاود الهجوم .
قاطعني ترامب قائلا بصوت مرتفع كعادته وبدون أدب :
مستر خلاصي على مهلك لم أنت غاضب ، أنا سألتك عن أحوالكم وليس عن مواقفكم ؟
أولا اخفض صوتك ، ثانيا لا أسمح لك يا مستر ترامب أن تحدد لي كيف أجيبك ، ثالثا إن كنت تحلم بأن تسمع مني بأننا استسلمنا و أننا نتطلع إلى لقاءك مع صبيانك للتفاوض معهم فأنت تهذي .
من هم صبياني مستر خلاصي ؟
صبيانك من عصابات داعش والنصرة وقسد وغيرها ، هؤلاء سيدعسون تحت أقدام الجيش العربي السوري وستخرج ورائهم من سورية ولن ترجع إليها ثانية .
هل مازلتم تصدقون الكذب الروسي والإيراني بأنهم حلفائكم ؟
نحن في سورية أوفياء لتحالفاتنا ، مخلصين لوطننا ندافع عنه ، ونثق برئيسنا وبتحالفاته ، وسيبقى تواجد الحلفاء شوكة في عيونكم وعيون اسرائيل .
يبدو أن التفاهم معك صعب مستر خلاصي ويبدو أن الكمبيوتر قد اختارك بشكل خاطىء ، أعدك بأننا سنلحق بكم الهزيمة .
قاطعته قبل أن يقفل الخط قائلا :
مستر ترامب أينما اتصلت في سورية ستلقى نفس الجواب ، أضف لذلك أنكم ستهزمون قريبا فاحمل مرتزقتك واخرج .....
توت توت توت توت توت
انقطع الخط وانتهت المكالمة وأيقنت أن المعركة لم تنته ، فالمعركة بدأت وستحسم بنصر جديد لسورية
..
ولما رجعت لدعائي عرفت أن الشيطان الأكبر قد هاتفني لكنه عاد بخزي وهزيمة ، لأن ليلة القدر هي لمن آمن صادقا أن وطنه عزيز ووطنه غالي ووطنه سينتصر وأن حب الوطن من الإيمان .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا