شبكة سورية الحدث


الغلاء والوباء 

الغلاء والوباء 

خاص _ سورية الحدث _ بقلم المهندس غسان عبد العزيز عثمان   
الأمين العام لحزب العهد الوطني  
انحسر الوباء الذي هدد البشرية في أرواحها وفي اقتصادياتها ، ولم تنحسر هذه الموجة العاتية من الغلاء التي استهدفت المواطن السوري ، وما زالت مفاعيلها الضارة تزيد من معاناته المتواصلة منذ اندلاع الحرب الظالمة  قبل عشر سنوات هن من أقسى ما مر على سورية من أحداث .
لم تنحسر موجة الغلاء لأن هناك قوى ظلامية تريد إحداث الخراب  الاقتصادي لتحقيق أهدافها بعدما أخفقت في تحقيق غاياتها تلك ،من إطالة أمد الحرب وإفراغ النصر الكبير الذي تحقق من خلال دحر الإرهاب من محتواه .
كثيرون يرون أن هذا الغلاء تحرك متناغم مع  العقوبات  الظالمة على سورية ، وخطوة متقدمة على صعيد استكمال الحصار، وصولا إلى حالة من الانهيار للمجتمع وللدولة ، وليس ذلك سرا  فما يجري من جنون في الأسعار وفلتان في حركة الأسواق ، ووجود منافذ متعددة لتهريب الغذاء من البلد إلى الخارج جعل كثيرين يرون  أن التناغم ما بين الخارج المعادي والداخل المتآمر باين للعيان .
سيزر أو قيصر ليس غريبا على  الولايات المتحدة الأميركية وإداراتها المتعاقبة ،  فهي كيان تضخم وامتلك القوة بكل مدلولاتها واستخدامها على نحو مفرط ضد الشعوب كل الشعوب ، وليدلنا أحد على شعب صديق لهذه الدولة العظمى.
لكن الغريب هو أننا لم نر  ما كنا ننتظره  من خطوات  على غير صعيد تعزز مناعة الاقتصاد  في مواجهة  الحرب ،  التي   لم يتورع ترامب عن إعلانها والتفاخر باستيلاء بلاده  على كثير من الموارد النفطية في سورية، ولم نلحظ  أننا اتخذنا ما يحمينا من هذه العقوبات المتجددة والمتصاعدة في حلقاتها ، أو ما يشكل مصدر اطمئنان لنا ولكل من لهم مصلحة في مواجهة هذا الحصار .
الغلاء في بلدنا حلقات متواصلة  وهجوم  متواصل من قوى السوق المنفلتة من عقالها والتي لا تمت إلى الوطنية أو الوطن بصلة ، والتي ربطت مصالحها بالخارج وتعمل بهدي من إرشاداته .
كان بإمكاننا أن نفعل الكثير وبؤر الفساد مكشوفة ومن يتلاعبون  بأسعار الصرف ويستهدفون الليرة وقدرتها على الصمود عاثوا فسادا وأكثر من مرة نجحوا  في تحقيق مبتغاهم وبأساليب شيطانية لا تمت بصلة للتجارة ولا للصناعة ولا للمساهمة في ضبط السوق وحركته بحيث يظل متوازنا  
فلا يموت الذئب ولا يفنى الغنم كما يقال ... وعلينا أن نستفيد من دروس سابقة وخبرات واجهت حالات من الحصار منذ ثمانينات القرن الماضي...
الاعتماد على الذات واجتراح المعجزات وتعزيز روح المواطنة كل ذلك يساهم في كسر حلقات هذا الحصار الذي وصل إلى معظم البيوت .  
كما أن وزارة الصحة لم تجد توقيتاً مناسباً لرفع أسعار الدواء وبنسب عالية جداً أكثر من هذا التوقيت.
واليوم بعد كل هذه المعاناة نطلع الى دور فاعل للطبقة الوسطى وللمجتمع الأهلي يساهم في تخفيف المعاناة. ونعتبر ما يجري لهما هو استهداف للمجتمع وتوازنه وحسن تطوره وتقدمه.

التاريخ - 2020-06-07 12:48 PM المشاهدات 901

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا