جسر الشغور والثغور

جسر الشغور والثغور بقلم : شادي امين احمد ليس لدي خبرة عسكرية حتى أدخل في تحليل معركة جسر الشغور وخاصة ما يحدث بجوار المشفى وكذلك المعلومات تبدو قليلة عما يحدث حقاً في المعركة حيث لا يمكنني إطلاقاً الاعتماد على المراسلين الحربيين (الميدانيين) في الفيسبوك الذين لم يغادروا طاولتهم وراء اللاب توب في معرفة المعلومات الحقيقية ومن هنا اعتمد على بلاغات القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. و لكن بالسياسة و التحليل السياسي اعتقد إن نجاح العملية العسكرية في جسر الشغور سيكون له تداعيات إيجابية كبيرة تتجاوز مجرد الانتصار في المعركة وذلك للأسباب التالية: 1- صدور أمر العمليات العسكري من قمة السلطة السياسية والعسكرية (الرئيس الأسد) و على الهواء مباشرة مما يعطي أهمية استثنائية لعملية تحرير جسر الشغور. 2- تأتي عملية تحرير جسر الشغور و رمزية المشفى بعد سلسلة من حلقات الحرب النفسية التي مورست على الشعب السوري والجيش السوري مما سيؤدي إلى جرعة عالية من الروح المعنوية التي ستضاف إلى إنجازات القلمون التي ستمهد للدخول في موجة عارمة من القوة الدافعة تجاه عمليات عسكرية مماثلة. 3- سيؤدي تحرير جسر الشغور و انهزام المجموعات الارهابية إلى سقوط دراماتيكي وسريع للمسلحين في مدينة إدلب بأكثر من المتوقع في استعادة لمشهد تحرير النبك وقارة ودير عطية ويبرود في سرعة قياسية والأمر سينعكس ميدانياً على محاولات احتلال كامل حلب من قبل ما يسمى (جيش فتح حلب) 4- جسر الشغور هي المدينة الأولى التي شهدت ارتكاب مجزرة بحق الجيش والقوات الأمنية وظلت تمثل رمزية بداية التوحش الإرهابي خلال (الأزمة) السورية ولذلك فإن تحريرها الآن لا يمثل فقط اللحظة الآنية بل ينسحب زمنياً إلى بدايات الحرب مما يعيد الإتجاه نحو العوامل الحقيقية للإرهاب القادم من وراء الحدود (الثغور) منذ بدايات الحرب على سورية. 5- من المعروف أن احتلال جسر الشغور هو نتيجة أول تفاهم تركي سعودي ميداني في سورية عالي التنسيق (اردوغان ومحمد بن نايف) وبالتالي فإن تحرير جسر الشغور سيكون الرد الأول والمباشر لكسر هذا التفاهم والتنسيق وبطبيعة الحال سيقوم كل طرف بتحميل الآخر مسؤولية الفشل أو الخسارة وستبدأ الاتهامات بين (النصرة) المدعومة تركيا وبين (جيش الإسلام) المدعوم سعودياً لا سيما إن التفاهم بينهما لم يحدث في إدلب بل حدث في جسر الشغور. 6- سيشكل إنسحاب وهروب المسلحين من جسر الشغور أزمة حقيقية للمناطق التي سيهربون إليها وهي إما مدينة إدلب أو الأراضي التركية وهذه الأزمة سببها التناقضات بين مكونات المجموعات المسلحة والتي لم تتفق على رؤية واحدة في مدينة إدلب وهذا ما سيؤدي إلى اصطدام محتمل . إن أهمية عملية تحرير جسر الشغور لا تكمن فقط في إتمام التحرير بل في الاستثمار السياسي والدبلوماسي والأمني و الشعبي اللاحق للتحرير وبالتالي يجب على المعنيين وضع سيناريوهات استثمار هذا الإنجاز الذي يبدو إنه بات قريباً إن شاء الله.