يعتبر تفعيل الوظيفة العامة حجر الاساس في مسلسل تحديث الدولة واصلاحها وكل تجارب العالم اثبتت ذلك
عبد الرحمن تيشوري
يعتبر اصلاح الوظيفة العامة السورية مؤشر حقيقي على تبني الدولة لخيارات بناءة وهامة ازاء المواطن المستفيد من الادارة او المرفق العام او الادارة المحلية غير ان مجمل الخطوات التي تمت منذ عام 2000 عام بدء مشروع التطوير والتحديث والتغيير الذي اطلقه رئيسنا الشاب في ثنايا خطاب القسم لا زالت غير كافية / حتى 2010 أي قبل بدء الحرب الفاجرة الظالمة على الشعب السوري من قبل اوباش القرن / حيث تم تبسيط بعض الاجراءات الادارية وتم احداث مايسمى النافذة الواحدة لكن هذه النافذة لم تقم بدورها بشكل جيد ولا زالت الخطوات التي تمت تنقصها التعبئة الضرورية لمختلف مكونات الادارة بكل مستوياتها وتعميق الوعي لدى اجهزة الادارة بمدى اهمية عملية التحديث والتطوير حتى ان بعض الاساتذة قال لنا ان الذي يستفيد اليوم بواقع الادارة الحالي مثلا ب3000 شهريا يستفيد عند تحديث الادارة ب6000 ل شهريا لذا لابد من الاصلاح الكامل والشامل لان سيادة التصور الجزئي للاصلاح وبلورة مشاريع منفصلة ومجزاة لا يحقق القفزة المنشودة التي تحتاجها سورية الان لا سيما بعد التخريب الكبير الذي حصل للبنية التحتية والادارات والشركات ولا يؤدي الي تطوير الجهاز الاداري برمته فيجب وضع نظام موارد بشرية عام شامل يتضمن عدة امور واشياء بحيث يصيب التطوير كل مكونات الادارة ويمكن ان يكون هذا الامر موضوع مقال لاحق نبين فيه سمات هذا النظام المطلوب العمل به من اجل تطوير الادارة لكي تكون اداة تطوير وتغيير للبلد بالكامل بكل الاحول حدثت خطوة مهمة جدا في البيئة السورية وهي احداث وزارة مهنية متخصصة للادارة اسندت الى الوزير المهني الوطني الصادق صاحب الخبرة الدولية الكبيرة في هذا المجال الدكتور حسان النوري ونحن نؤيد معالي الوزير ونعمل معه ونعتقد ان مفتاح الاصلاح الادارية والتنمية الادارية الان في يد امينة والمهم الانطلاق والعمل لتنفيذ الرؤية الوطنية السورية الجديدة مضى10 سنوات ولم يشعر المواطن بالجهود والانجازات التي بذلت حتى الان وذلك لسببين من وجهة نظري :
- لم نستثمر خريجي الادارة بشكل صحيح ولا يوجد حماس عام للامر ولم يكن للادارة اب وام وجهاز تنفيذي وتنظيمي مستمر يتابع المهام الكبيرة والمتداخلة مع الكثير من الجهات
- ونستطيع ان نسوق الكثير من الامثلة التي تؤكد بطء الاصلاحات والاخطاء الكثيرة التي ما زالت موجودة في كثير من المرافق - علما اننا نحن موظفين عموميين لكن غيرنا من القطاع الخاص يوجه ملاجظات كثيرة لكل الهيئات الادارية العاملة في الدولة والتي تتعامل مع المواطن بشكل مباشر الامر الذي يؤكد ان سلوك الموظفين ازاء المواطنين المرتفقين اي المستفيدين من المرفق العام هو اساس الاصلاح والتحديث والتطوير وينبغي ان تنصب المعالجة على هذا الامر بشكل جوهري وعلاوة على ذلك ان العمل الاداري يحتاج الي كثير من الضبط والتنسيق والمراجعة الدائمة حتى تتوفر له شروط النجاح والفعالية والنجاعة والقبول من قبل الناس والمواطنين المقيمين والمغتربين وساحاول في هذا المقال المقتضب االقصير ان ابرز واعالج بعض السبل والوسائل التي اراها من وجهة نظري مهمة من اجل تحديث وتطوير الادارة السورية لكي تستجيب لرغبات رئيس البلاد من اجل انجاز مشروع التطوير والتحديث وساقترح بعض الاجراءات العملية التي من شانها تحسين وتيرة الاداء الحكومي لا سيما اداء الادارة العامة:
- تفعيل وتوسيع الاصلاح الاداري
- ضمان ضبط وتنسيق افضل لسوية الاداء الحكومي
• وضع مشروع الاصلاح : ان مشروع الاصلاح الذي وضع من وجهة نظري اصبح كاملا باحداث وزارة التنمية الادارية التي وضعت خطة وطنية طموحة جدا وهو بحاجة الي توسيع والى شمولية عناصر اخرى مهمة / الاعلام والحزب والرقابة والمعايير / ومن البديهي ان يتطلب تحديث وتطوير الادارة دفعا ودعما قويا من الحكومة وذلك من خلال تحديد رؤية شاملة لما ينبغي ان تكون عليه الادارة في الالفية الثالثة وهي:
- ادارة مستقلة
- ادارة محايدة
- ادارة شفافة
- ادارة ناجعة
- ادارة مسؤولة ومشبعة بواجب خدمة الصالح العام
- ادارة معلوماتية مؤتمتة
- ادارة تعمل للوطن وللناس وليس لها
- ادارة تستجيب وتستوعب مضمون مشروع الرئيس التطويري والتحديثي ولذلك يجب ان تقوم الحكومة بتقييم ودراسة مبادرات الاصلاح والتحديث التي اتخذتها في السنوات الاخيرة وبعد التقييم يمكن وضع مبادرات جديدة لكل قطاع وزاري ولكل ادارة ومن الافضل ان تتم عملية تنسيق كاملة بين الوزارات والادارات لكل خطوات مشروع التطوير والتحديث بحيث نستفيد من خدمات الخبراء ونزج بخريجي المعهد الوطني للادارة العامة في الادارات والوزارات التي تعاني خلل اكثر في المرحلة الاولى وبشكل عام يجب وضع مشروع اصلاحي شامل يتضمن مايلي - انجازات محددة في مستويات الادارة / استبدال مديرين قديمين / رواتب مميزة للمديرين / معايير انتقاء حسب الكفاءة / .....
- تاطير المشروع ووضع هيئة عليا مشرفة عليه / تقوم الوزارة الان بهذه المهمة /
- نهج سياسة تواصلية نشيطة داخل وخارج الادارة
- تعبئة الموظفين السوريين وشرح اهمية التغيير
- تحسين جميع الخدمات المقدمة الي المواطنين
- تطوير اليات عمل الهيئات الادارية نحو الافضل
- النظر في الادارة الدبلوماسية خارج القطر
التاريخ - 2015-06-11 6:42 PM المشاهدات 775
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا