شبكة سورية الحدث


الفساد الإداري

" ان الفساد كظاهرة مرضيّة -كغيرها من الظواهر- انما تنشأ وتترعرع في بيئة تساعد على وجودها واستمرارها، فحتمية النشوء والنموّ انما تتأتّى من خلال تفاعل عدّة عوامل تسيطر على البيئة، وتجعل من ظهور الفساد أمراً مفروغاً منه أو على أقلّ تقدير أمراً محتملاً. فبيئة الفساد تعني عوامل محدّدة لها علاقة مباشرة بسلوك العاملين عامّة وبالفساد بصفة خاصّة. ويمكن التدليل على ذلك في مضمار احد العوامل الاجتماعية لبيئة الفساد وهو مفهوم الانتماء لدى أفراد المجتمع العربي السوري. " والواقع أن أفراد مجتمعنا العربي السوري يختلفون في التركيب النفسي والأخلاقي والطبيعي والديني كما تتفاوت رؤيتهم وفهمهم لمعاني الوطنية والولاء والاخلاص وحبّ العمل والتفاني في أدائه. وبنفس القدر الذي نجد فيه شعباً يقدر العمل ويعتزّ به نجد شعباً يحتقر العمل ويهرب منه. وعلى الرغم من انّ هناك أسباباً متنوعّة لنشوء بيئة الفساد، الا انّ أكثرها أهميّة يعود الى ضعف مفهوم الانتماء والامّة عند شعبنا السوري العربي أيضاً وأغلب الشعوب النامية، والى سيطرة ولاءات حزبية ودينية وقبلية واسرويّة وفئوية وشخصانية اخرى. " وانا اعتقد لكي يمكن القضاء على الفساد وتنفيذ سياسة تنموية لابدّ من وجود شعب متماسك مندمج متلاحم وطنياً. ونحن في سورية بنينا كلّ مؤسسات الدولة لكن هذه المؤسسات ظلّت واجهية، وظل الناس يعيشون منعزلين يأخذون توجيهاتهم من جماعاتهم وينتظرون مايأتي من أعلى.. حيث انعدمت المبادرة وحدث ماحدث.. لذا أقول لاتنمية ولا تطوّر ولاقضاء على الفساد بدون تلاحم وبدون حريات وبدون مبادرات وبدون شفافية وبدون حرية تدفق المعلومات.. كما يجب تغيير فهم ووعي الافراد لمسألة الخدمة العامة والوظيفة العامة وان الحصول على الوظيفة ليس مرهونا بشخص او حزب او محافظ او امين فرع او ضابط. لأن من يحصل على عمل من خلال شخص او منظمة او ضابط ففي الغالب لن يكون ولاء هذا الشخص للدولة بل لمن دبّر له العمل او الوظيفة.
التاريخ - 2015-06-13 9:10 AM المشاهدات 562

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا