في كل مرة “يغرد” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعل الدنيا، ولكن “للتغريدة ” الأخيرة طعم آخر، فقد فجر قنبلة أشبه بالنووية عندما أشاع خبراً حول وجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حياً وأنه لم يقتل في أيار من العام 2011، هل هي كلمة حق يراد بها حق، أم هي كذبة انتخابية؟ أم أريد منها لطش مصداقية الرئيس السابق أوباما وإرثه، أم كشف من حيث لا يدري، أن هذا هو ديدن الإدارات الأمريكية واستخباراتها، تقول شيئاً وتروج لشيء آخر وتفعل شيئاً مختلفاً عن الاثنين، أنا اعتقد أن ما قاله ترامب صحيح، وقد تكون الكلمة عفوية وزلة لسان لكن كشفت الحقيقة، لأنه قد يكون عقد صفقة معه منذ أيام، وقد يكون قد التقاه في منتجع ما وهو بحماية وحراسة الاستخبارات الأمريكية، وقد عمل عملية تجميلية وأصدرت له هوية أمريكية وجواز سفر أمريكي وهذا من طباع وسلوك الاستخبارات الأمريكية ولكن السؤال: أليس ما ينطبق على متزعم “القاعدة” بن لادن، ينطبق على “خليفته” أبو مصعب الزرقاوي، وعلى متزعم “داعش” أبو بكر البغدادي؟ وما حقيقة الفيلم الأمريكي القصير، والكلب الشهير الذي تغزل به ترامب؟ وهل هي كذبة من كذبات الإدارات الأمريكية، وما ينطبق على المومأ إليهم ينطبق على كل قيادات “الإخوان المسلمين” و”داعش” و”النصرة” وما فرخ منها وعنها من المجموعات الإرهابية التي لا تعد ولا تحصى وهم ينقلون برعاية أمريكا مثل البيادق من رقعة إلى رقعة ومن مؤامرة إلى أخرى “لحلب ضروع” جديدة ونهب خيرات وافتعال أزمات خدمة لمآربهم للسيطرة على منابع وخطوط وطرق الطاقة.
إذاً.. “تغريدة” ترامب ليست زلة لسان كما يتوقع البعض! وليست عفوية! وإنما مدروسة وموجهة لتؤدي رسالة قام بهندستها فريق حرفي ومهني يعرف ماذا يريد وإن كانت خطيرة وتضرب مصداقية أمريكا وبيتها البيضاوي، لكن المهم في ظل هذا التنافس المحموم بين الحزب الديمقراطي (بايدن) وأنصاره وبين ترامب والحزب الجمهوري وأنصاره الشاذين لإيصال عدة رسائل أولها ضرب مصداقية الحزب الديمقراطي ومرشحه وأوباما الذي يقف خلف بايدن هذه الأيام، وطمأنة الخونة الذين يتعاملون معهم وهم كثر أنهم “لا يتخلون عن حلفائهم وأذرعهم”، وما يؤكد ذلك: لماذا لم تكن هناك عملية دفن ولا جنازة ولا قبر؟ ولو كانت صادقة كما تدعي الولايات المتحدة لعرضت ذلك كما جرى مع صدام حسين ومعمر القذافي وهذا يؤكد زلة لسان ترامب المقصودة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا