نظرة على الواقع السياحي والفندقي بحوار مع الاستاذ محمد خضور مدير فنادق السفير في سورية
... تتجلى أهمية قطاع السياحة من كونه قطاعا واعدا يعول عليه مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل الفردي والقومي إضافة إلى دوره في تنمية حضارية شاملة للبلاد كافة. .. وعند الحديث عن المقومات الحضارية والثقافية والطبيعية لابد ان نذكر سوريا بلد الحضارات التي شهدت ارقاما مرتفعة من السياح طوال السنوات السابقة.. ولكن في ظل الأزمة الحالية تأثر القطاع السياحي بشكل ملحوظ أدى إلى عدم توافد السياح إلى البلاد وغياب الاقتصاديين وأصحاب رؤوس الأموال عن الفعاليات المحلية الذي أثر سلباً بدوره على قطاع الفنادق، فبعضها دمر كليا والبعض الآخر بقي على قيد التشغيل محاولين بشتى الوسائل النهوض بواقعها والاستمرار في التشغيل...
وللاطلاع على الواقع السياحي والفندقي في سوريا، كان لنا لقاء في شبكة سوريا الحدث الإخبارية مع الأستاذ محمد خضورعضو مجلس ادارة اتحاد غرف السياحة السورية، ورئيس مجلس إدارة غرفة سياحة المنطقة الوسطى (حمص و حماه)، ومدير المنطقة الوسطى لفنادق السفير في سوريا....
وكانت لنا معه هذه الحوار ....
أين نحن الآن سياحياً؟
في الواقع، قبل الأزمة الحالية كنا متفائلين أن تكون السياحة من اهم مصادر الدخل في سوريا، ومصدر أساسي في الاقتصاد السوري، فلقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة من التطور في العمل في المجال السياحي وشهدنا صعودا متميزاً... فكانت المنشآت السياحية تشهد ازدحاما لا مثيل له حتى أننا أصبحنا بحاجة إلى منشآت مبيت إضافية في الآونة الأخيرة قبل الأزمة... وإن تكلمنا عن السياحة في الوقت الراهن، نرى أن السياحة الثقافية تأثرت جداً وتضررت للأسف، بعد أن كانت سوريا بلدا رائدا في هذا المجال.. أما عن سياحة الاصطياف كانت تعتمد على السياح العرب وبشكل خاص السياح الوافدين من مناطق الخليج، أما الآن فتعتمد على المغتربين وعلى السكان المحليين القادمين من مناطق مختلفة من سوريا. ..
نود أن نسأل هل هنالك من مشاريع لتفعيل ورشات عمل سياحية كمحاولة لإعادة النسيج السياحي إلى محافظة حمص ككل، بما أنك عضو لإدارة اتحاد غرف السياحة السورية، وهل من خطط للتسويق السياحي لمواجهة التحديات الحالية؟
حاليا، نحن نعمل كغرفة سياحة مع مديرية السياحة و بتعاون مع محافظة حمص من أجل هذا الموضوع، ونصب حيزا من تركيزنا على منطقة وادي النضارة ، فنرى أنه قد أصبح هناك دائرة للسياحة في منطقة الوادي، ودعم كثير لأصحاب المنشآت السياحية من كافة النواحي، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، إضافة إلى تنظيم مهرجان الوادي الذي سيقام قريباً... أما بالنسبة لحمص المدينة، فنحن نحاول إعادة الحياة الاجتماعية و برز ذلك خاصة في فترة آخر أربعة أشهر الماضية، وبالتالي إعادة تأهيل المنشآت السياحية. فكان لنا تواصل مع أصحاب الفعاليات السياحية بهذا الشأن لإعادة فتح منشآتهم بدعم من محافظة حمص ومن السيد طلال البرازي محافظ حمص الذي نتوجه له بجزيل الشكر عن تقديمه التسهيلات المطلوبة لذلك من (خدمات أساسية، صرف صحي، مياه، كهرباء...( فلقد وفرنا بذلك كافة العمليات الأساسية المطلوبة والمتعلقة بالدولة، بقي التنفيذ من قبل أصحاب الفعاليات والمنشآت السياحية وافتتاحها
ماذا عن نظرتك للواقع السياحي المستقبلي بالمنظور القريب؟
إن قطاع السياحة أول من تضرر وآخر من يتعافى وانا شخصيا متفائل... فبمجرد انتهاء الأزمة سوف يعود النشاط السياحي في سوريا وأيضًا أفضل مما كنا عليه."
لو تحدثنا قليلاً عن واقع الفنادق السورية في ظل الأزمة الحالية نجدها أيضاً كانت من المتضررين بشكل واضح... ماهو واقع الفنادق السورية الحالي؟
في الحقيقة، يختلف واقع الفنادق في ظل الأزمة من مدينة لأخرى، فنرى أن الفنادق في دمشق لم تتأثر إلى حد كبير... حيث اعتمدت على الوفود الرسمية للدولة وعلى الفعاليات التي تتعلق بالأزمة، بينما نرى عند النظر إلى واقع الفنادق في مدينة حماه نجد أنها قد أغلقت جميعها كلياً، وفي الحديث عن الفنادق في حمص فإن هناك فقط ثلاثة فنادق بقيت على قيد التشغيل... ومنها فندق سفير حمص الدولي، الذي يعتبر من أقل الفنادق تضررا خلال الأزمة من بقية الفنادق الأخرى في المحافظات كافة.
فندق سفير حمص، كيف تصدى للأزمة وحافظ على مكانته المرموقة التي عرف بها سابقاً كفندق فئة خمس نجوم؟
إن أهم نقطة اتبعناها طوال فترة الأزمة هي "عدم إغلاق الفندق أبداً. " حتى خلال الظروف الصعبة التي تعرضت لها المدينة، وكان ذلك بعد التشاور والتنسيق مع الشركة المالكة. وذلك حفاظاً على الممتلكات المادية في الفندق وعلى الكوادر العاملة في الفندق وهذه هي النقطة الأهم. وخلال السنتين الماضيتين استطعنا إعادة الحياة إلى الفندق والمنطقة المحيطة به و إنعاشه. فاستقطب المنظمات الدولية ووفود من الجامعة العربية وجهات مختلفة تابعة للدولة وعدد من زوار المحافظات. ً
هل يجوز القول بأن إيرادات فندق السفير كافية لسد النفقات؟
بالطبع نعم... نستطيع القول نحن كفندق سفير حمص "قد تعافينا تماماً من الأزمة إذا صح التعبير". والوضع بدأ يتحسن من أفضل لأفضل عن كل سنة مضت. فالإيرادات كافية تماماً لسد النفقات، والتي اعتمدنا بشكل أساسي في الحصول عليها حالياً على منظمة الأمم المتحدة، التي افتتحت مكاتب لها لدينا في الفندق، ، إضافة إلى المدخول الذي يعود علينا من بعض نزلائهم المقيمين بغرفنا، علاوة على النشاطات والمؤتمرات والندوات التي يعقدونها في صالاتنا. وبالنسبة إلى المردود الناتج من النشاطات التي تقام بشكل عام في الصالات المتوفرة في فندقنا (حفلات، أعراس، حفلات أعياد الميلاد، ندوات...) تعتبر جيدة جداً، فنحن الفندق الوحيد الذي يدر عليه قسم الإطعام أكثر مما يدر عليه قسم الإيواء. وذلك يعتبر تميز لفندق السفير وللخدمات التي نحرص على تقديمها بأعلى مستوى.
بالنسبة للأسعار والخدمات... هل تغيرت بما يتناسب مع الوضع الراهن؟
إن أسعارنا في الفندق مدروسة جميعها منذ البداية، فنحن نهدف لجذب المجتمع المحلي وذلك الذي نجحنا به. فنحاول وضع أسعار تتناسب مع جودة ونوعية الخدمات التي نقوم بعرضها، فلا يؤثر على الجودة بالعكس تماماً فنحن على اطلاع دائم على كل ما هو جديد في مجال الخدمات الفندقية لتطوير خبرة الكوادر لدينا بما يناسب كل جديد من خلال قسم التأهيل في الفندق.
وأخيراً... هل هناك كلمة أخيرة تود أن توجهها عبر شبكة سوريا الحدث
بوجه عام... نحن دائماً متفائلين جداً على المستوى السياحي، فأتمنى من أصحاب رؤوس الأموال أن يبادروا و يتشجعوا لإنشاء مشاريع اقتصادية وسياحية في البلد الذي هو في أكثر الأوقات حاجة لهم. فأسعار العقارات مناسبة جداً و أرى أن هناك مستقبل واعد في هذا المجال بالرغم من شدة قساوة الأزمة.
مكتب حمص والمنطقة الوسطى
أندريه كليم ديب – خلود ميا
التاريخ - 2015-06-26 12:47 PM المشاهدات 3803
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا