شبكة سورية الحدث


فشل عدالة العولمة من الأعلى ..ومن الأسفل

فشل عدالة العولمة من الأعلى ..ومن الأسفل بقلم : الدكتور دريد درغام  تسعى الصين في إفريقيا عبر استثماراتها (الشكل المرفق) المباشرة وغير المباشرة للعمل على عدة محاور دفعة واحدة ومنها: 1. الحصول على الدعم الإفريقي في المحافل الدولية (الأمم المتحدة..) 2. التنوع بين المعونات والاستثمار المباشر وعقود الخدمة أو العمل والتجارة الخارجية. وتربط معوناتها بالبنى التحتية على أن تقوم شركاتها وعمالها بالتنفيذ. أما قروضها فتكون عادة بضمانة الثروات الطبيعية المرتبطة بعمليات الاستيراد والتصدير  3. البعد الأمني المرتبط بزيادة حجم الاستثمارات والمخاطر التي قد يتعرض لها الصينيون في الخارج وخاصة في المناطق المعروفة بعدم الاستقرار فيها. 4. البعد السياسي المرتبط بالترويج للنموذج الصيني كبديل أفضل عن نموذج الغرب في تنمية الدول الإفريقية. رغم سعيها لتكثيف وجودها في دول إفريقية غنية بمواردها الاقتصادية (زيمبابوي وساحل العاج وغيرها) لم تمنعها ضحالة الموارد في بعض البلدان ومنها بوركينا فاسو من تشجيع الصينيون على الاستثمار فيها تأصيلا لما يقال أنه العولمة من الأسفل. فالعولمة تتم عادة من الأعلى عبر رأس المال والتكنولوجيا ومن خلال العلاقات الدبلوماسية وغيرها من التشابكات الرسمية. أما الصين فقد استطاعت بدون سفارات تحقيق تواجد مهم في العديد من البلدان عبر هجرة رجال أعمال صينيين بمباركة حكومية. فهل تمكنت دول افريقية وخاصة تلك الموجودة جنوب الصحراء من تحقيق التنمية (باستثناء جنوب افريقيا)؟ بعد قرون من الاستعباد والاستعمار الغربي الذي جعل أيام تلك القارة سوداء ومنسية ورغم تجارب غريبة من تفرد وتسلط المجموعات المحلية ورغم العقود الأخيرة من المحاولات الصينية للتغلغل، ورغم نمو رساميل العديد من دول إفريقيا، وبالعودة لمسيرة العدالة وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة في كل منها يتساءل القارئ أن عن أسباب فشل جميع النماذج بتحقيق التنمية المنشودة انسانيا. فقد بقي اهتمام العولمة من الأعلى وكذلك من الأسفل بعيدا عن هموم الجموع التي وجدت في النموذج الديني ملاذها. فهو في البداية وسيلة جماعية مثلى للهروب من الواقع. لكنه فور توافر الظروف يصبح وسيلة لفرض رؤية كل فرد ومريديه لتعجيل تطبيق رؤيتهم السماوية على الأرض.  وبعد آلاف السنين من تجريبه في فترات متقطعة من الحكم أثبت النموذج الديني عجزه عن إزالة الفقر لكن نجاحه الأبدي سيبقى في قدرته على معارضة البرامج الدنيوية؛ فلديه قدرة هائلة على منح كل فرد آفاق جموح مجاني بالخيال للوصول إلى ما يشاء....وما أكثر الفقراء..! للحديث بقية..
التاريخ - 2015-07-13 7:33 AM المشاهدات 631

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا