شبكة سورية الحدث


أبو عاصي جعلت اللغة العربية في ولاية النمسا تنافس اللغات الأوروبية

أبو عاصي جعلت اللغة العربية في ولاية النمسا تنافس اللغات الأوروبية


سورية الحدث الإخبارية _ معين حمد العماطوري  


لعل الإصرار في العمل والمثابرة بإثبات مكنونات الذات العلمية والإنسانية تجعل المرء يعيش روابط متميزة في تحديد مسار حياته المستقبلي، خاصة إذا كانت عوامل الارتباط متعلقة بالمكان والانتماء، لجعل لغته تنافس لغات العالم وتنمي الشخصية الوطنية بلغة الام وفرضها على ثقافات العالم بجمال تعابيرها وصورها الإبداعية والأدبية.  
هذا ما قامت به المغتربة "شكرية أبو عاصي صلاح الدين" التي حملت ما أرادت من معطيات لتجسد ما رانت إليه من علوم معرفية لغوية، دارسة في جامعات أجنبية ما أحبت الانتماء إليه وهي تقول: بعد دراسة الادب العربي في جامعة ڤينيا وتلاها شهادة الترجمة باللغتين العربية والألمانية، ودبلوم في تاريخ النمسا الحديث (بشكل خاص الاقتصادي/ السياسي) ودبلوم في التربية والتعليم وطرق التدريس، وبدأت البحث عن عمل.
ولعل المفارقة والمقاربة في تكوين الحياة بعد التحصيل العلمي والتوجه نحو سوق العمل بإصرار إثبات الذات الجبلية العريقة في الأصل والمحتد، تمت أول مقابلة لي للعمل في جامعة الشعب الخاصة مع مديرة قسم اللغات (هذه جامعة خاصة فيها كل الفروع)، كان جوابها لي مع الأسف لا يوجد إقبال على تعلم العربية لان قبلك جرب أستاذ تونسي واستاذ مصري والان امامي على القائمة عشرة أسماء رجال عرب يريدون ان يدرسوا العربية.... على أية حال ومن باب شرف المحاولة قدمي طلب الى وزارة التربية والتعليم علّها تمنحك ساعات بالجامعة الحكومية، ثم صمتت قليلاً ونظرت في عيناي وقالت لي سوف أعطيك فرصة ونكتب في برنامجنا فقط ثلاث ساعات للغة العربية أسبوعياً. كانت هذه فرصة ذهبية بالنسبة لي ومن ذلك الوقت أخذت ساعات العربية تزداد وأصبح نصابي يتراوح بين ١٥ و١٦ ساعة في الأسبوع ثم تطور برنامجي الى إعطاء ساعات عن الادب العربي، عن الشعر الجاهلي والمقامات والشعر الحديث فأصبح الاقبال على العربية كبير جداً، ذلك المكون الرئيسي في تطور حياتي فرض عليّ العمل في نشر ثقافة اللغة فعملت على تأسيس نادي اللغة العربية للطلاب الدارسين وللمهتمين بالشؤون العربية، تضمن مواضيع عديدة عن السياحة بالدرجة الأولى والتاريخ والثقافة والعادات والتقاليد العربية وبشكل خاص سوريا.
هذا العمل الممنهج في التعليم جعلني انتشر في كثير من مناح الحياة جميعها فاشتهرت كثيراً واخذت جهات مختلفة والشركات تتصل بي ومن أشهر هذه المعاهد في الاتحاد الأوربي معهد الاقتصاد المهني الخاص الذي أدرس به منذ أكثر من عشرين سنة.  فيه كل الاختصاصات العلمية والأدبية (هذا المعهد، شهادته معترف بها في كل دول الاتحاد الأوربي). 
ولأن الوطن لم يفارقني وتراب الأهل ظل في مخيلتي كلما تقدمت يوماً أتذكر جمال طبيعة البلاد وهوائها النقي واتذكر عاداتنا الاصيلة، أتذكر اننا أصحاب العقل التنويري والفعل التثويري، الأمر الذي دفع بي البحث عن كتب تعليمية مختلفة لعدد من الكتاب العرب الذين يعيشون في أُوروبا. من هؤلاء الكتاب البروفسور الدكتور نبيل عثمان يعيش في مدينة ميونخ في ألمانيا، وكانت لي مفاجأة عندما اتصل بي شخصيا على التلفون الخاص بالبيت وشكرني على اجتهادي لكون كتبه تباع في ولاية النمسا العليا بنسبة أكثير بكثير من ميونخ. وبنفس الوقت قدم لي دعوة لزيارته في ألمانيا وفعلا سافرت مع عدد من طلابي (نمساويون) الذين يتكلمون العربية وبعد الجولة في كليته الخاصة وإهدائه لي كتابه التعليمي الجديد، سألني كيف أدرس وما ماذا أفعل لهذا العدد من الطلاب. (كان عندي طلاب أكثر منه)، فقلت له: يا حضرة الدكتور أنتَ عليك تأليف الكتب وأنا عليّ التدريس.
لقد جعلت من اللغة العربية في ولاية النمسا العليا، لغة تنافس اللغات الأوروبية الكبيرة كالفرنسية، الإنكليزية، الإيطالية والاسبانية في ولاية النمسا العليا.

التاريخ - 2021-06-20 2:16 PM المشاهدات 1719

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا