شبكة سورية الحدث


بين الذاكرة الوطنية والواقع المقاوم وفن الانتماء تاريخ ووثائق من السويداء إلى روسيا

بين الذاكرة الوطنية والواقع المقاوم وفن الانتماء تاريخ ووثائق من السويداء إلى روسيا

 
سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري  


اطلقت أمس السبت في السادس والعشرين من حزيران فعالية مزدوجة حملت عناصر المفاجأة والدهشة، أولها أن هذه الفعالية لم تكن لتوقيع كتاب ثقافي تاريخي فحسب، بل ترافقت مع معرض فني يجسد مضامين الكتاب بألوانه الزاهية النابعة من البيئة المحلية، بحيث تزامن عرض المعرض بالسويداء عرض معرض آخر بنفس الطريقة والهدف في روسيا روستوف، وربما الحضور الاجتماعي المتلهف لذاكرة الثورة اتخذ من صمته مرين قراءة في الحضور الذي شكله أصحاب الكلمات المعبرة... إضافة إلى متابعة من حدائق فيينا بالنمسا وكأن العالم حضر أمس ما حفلت به السويداء.  
فقد عبر "اللواء فوزات شقير" أمين فرع حزب البعث الإشتراكي بالسويداء في الحفل وخلال كلمته تعبيراً ينم عن علاقة انتماء المكان والهوية بالثقافة لما للمثقفين من دور في تجسيد قيم الماضي التليد والحاضر الرشيد، خاصة وأنه جزء من ذاكرة وطنية عاشها في مواقف سابقة ويعيشها اليوم في فرض ثقافة الانتماء الوطنية بعقل سليم وراي حكيم، إذ أكد اللواء فوزات شقير" بكلمته قائلاً: 
بفكر المثقفين والأدباء النير الذين لهم فضل في تكريس قيم الآباء والأجداد والحفاظ على هذا الإرث القائم على النخوة والشرف والدفاع عن الوطن، استطعنا الانتصار على الفرنسيين وشكل لنا ذلك امتداد لانتصارنا على الإرهاب والتكفيريين، والكاتب المهندس "سميح متعب الجباعي" الذي قضى جل عمره بالإغتراب في النمسا طالباً يدرس هناك كان له دور الإرساء اللبنة الأولى لتمثيل طلبة سوريا في أوروبا بالكامل والتغني بالعروبة وحافظ على الإنتماء بمبادئ الاهل وعزة الوطن وعند تخرجه مهندساً، لم تنسه مظاهر الترف في النمسا قيم الوطن وتراثه وبقيت ذاكرة والده المجاهد أبو إسماعيل متعب الجباعي ترتل له قصص هذا الجبل الأشم المشبع بالبطولة وخاصة إبان الثورة السورية الكبرى، التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش مع رفاقه الميامين دفاعاً عن كرامة هذه الارض ضد الإستعمار العثماني والفرنسي وبعد صبر ودراسة كان هذا الإنجاز المهم الذي ألفه تحت عنوان ذاكرة الثورة 1920-1939 ويضيف هذا الكتاب إضافة جديدة للمكتبة العربية في بعده الوطني والقومي..

أما كلمة مشيخة العقل كانت لسماحة الشيخ "حمود الحناوي" شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين فبين فيها قائلاً: 
أعز مكان في الدنى سرج سابح          وخير جليس في الأنام كتاب
 هذا ماقام به المهندس سميح متعب الجباعي حيث أثرى المكتبة العربية بخير جليس وقدم لها كتاباً تاريخياً، أدى فيه المهجر طموح المغتربين فعاد عوداً حميداً، بكتابه وبكنزٍ ثمين لا يعادله مال، إن الثقافة هي نمط من الفكر السليم الذي ترصده العقول، وتحفظه الأذهان، وتجسد شخصية الأمة الموضوعة في ذاكرتنا المنطلقة إلى المستقبل في إرتباط وثيق بين ماضٍ مليء بالأحداث والعبر وحاضر يقام عليه جسور الحياة، هكذا تكون الرجولة على دروب السابقين واللاحقين. حسناً ما فعلت يا سميح يوم ترجمت حبك للوطن بالحنين وبركة للآباء والأجداد بإحياء ذكراهم وتخليد أيامهم وها أنت الآن تدعو للتوقيع على كتابك منه وثائق ندخل من خلالها لتاريخنا من أوسع أبوابه وأدق مراجعه، وأصدق وثائقه ندخل لتاريخنا من هذا الباب من خلال تخصصه هندسة موضوعية بالذاكرة وهذا لعمري إنجاز مميز أبدع فيه أبو إسماعيل متعب الجباعي هو ذاكرة الثورة. وصحبة قائدها سلطان باشا الأطرش وشيوخ ورجالها الميامين كنا نسمع منه رحمه الله حديث الثورة فكان معلماً بحق شاهداً على عصره رحمه الله هو وجميع شهداء ومجاهدينا الميامين ..
المدقق والمحقق للكتاب الأديب فرحان الخطيب أشار بعجالة إلى إضاءات ثقافية انتمائية تخص الكاتب وإصراره على إخراجه للنور بقوله:
يقول المثل رب صدفة خير من ألف ميعاد لقاء سميح الجباعي في إحدى حدائق فيينا مع رجل سبعيني اسمه فرنس وهو من سلالة ولي عهد النمسا، عندما ذكره بالثورة السورية الكبرى فاستذكر أهله واستذكر مناقبهم وبطولاتهم لقد عاصر والده ووالده من عاصر وسجل وحفظ حتى قال عنه شقيق سلطان باشا الأطرش إذا أردتم أن توثقوا للثورة فسألوا ذاكرتها متعب الجباعي وكان سميح يذهب ليل نهار لكي يأخذ ما أخذ من والده عبر تسجيل مدته سبع ساعات وفرغ هذا التسجيل في مذكرات مكتوبة شقيقه سمير الجباعي وعندما أصبحت هذه المذكرات لديه قارنها مع 500 جريدة ومجلة عالمية صدرت هذه الصحف إبان الثورة في مصر ودمشق وبغداد والوطن العربي والأمريكيتين وفي أوروبا وحتى وصلت الى الفلبين سحب هذه الوثائق سميح وأرشفها وقاطعها مع مذكرات والده وأخذ الصحيح منها، لم يتحدث سميح الجباعي إلا عن لسان والده، لم يذكر أي فعل قام به والده وهذه ميزة الكتاب لم تتحدث الأنا عند سميح بل تجاوز ذلك تجاوز الشبكي الى الجبل وتجاوز الجبل الى سوريا وتجاوز سوريا الى بلاد الشام فهو رجل شاميٌ في الكتابة بل تجاوز بلاد الشام إلى الوطن العربي في العالم كان كتاب مهماً حوى على أكثر من أربعمئة وثيقة مصورة وموجودة في آخر كل فصل وورد من أسماء شعراء كبار. وتحدث الكتاب بالتفصيل عن جُل المعارك وذكر فصلاً كبيراً عن صبر آباؤنا في وادي سرحان كيف عاشوا شظف العيش وكيف قاسوا وكيف لم تغرهم اموال الدول الاستعمارية، في هذا الكتاب نستذكر تاريخاً مجيداً لكي يمنح خلاصته الى الاحفاد لأنهم يعيشون ماعاشه الاهل لأن الانتماء للأرض هو الاساس والدفاع عنه هو الاساس فكيف لنا أن نُحيي معكم، هذا الرجل الذي داعبته وغنجته حدائق فيينا الخضراء لكنه لم ينسى رمال الصحراء..
الجدير بالذكر أن حفل توقيع الكتاب رافقه افتتاح معرض فني بسبع وعشرين لوحة فنية للفنان المحامي عامر الخطيب جسد بلوحاته قيم الثورة وذاكرتها والأحداث والوقائع والشخصيات الوطنية صانعوا الجلاء من الشيخ صالح العلي إلى إبراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود ورمضان شلاش وفوزي القاوقجي وعبد الرحمن الشهبندر وصولاً إلى القائد العام للثورة سلطان باشا الأطرش...والأهم وثق في المعرض المعارك وكيف صورها الكاتب من خلال الوثاق الرسمية الهامة وجعلها لوحات فنية بألوان زاهية تتماهى مع طبيعة الجبل وتاريخه الثقافي والإبداعي...
وحملت الميزة النسبية أو القيمة المضافة لحفل المعرض أنه تزامن بنفس الوقت مع افتتاح نفس المعرض بلوحاته في موسكو بمدينة روستوف شارحاً عن تفاصيل العمل الدكتور اياس الخطيب...
أخيرا التحية للباحث المهندس سميح متعب الجباعي الجامع بين التاريخ والفن والعالمية في لوحة واحدة اسمها ذاكرة الثورة السورية من 1920 -1939 متعب الجباعي...

التاريخ - 2021-06-27 11:30 AM المشاهدات 1413

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا