سورية الحدث
" طفولة مشوّهة "
التاسع من يناير أحدّق في ساعة الحائط وسِطْ الجدار أنتظر ميعادي الخاص لدى طبيبي النفسيّ تتقدّم نحوي فتاة التسعة عشر عاماً بوجهٍ يحتضن جميع أنواع مسَاحيق التجميل بالكاد تُرى ملامِحها وتأذن بالدخول ، ما بالُ هَذا العالم هل باتَ بَصعُب مواجهةُ الأيام دونَ تنّكر لربما باتت الحقيقة أسيد تَحرق كِلا الجَسد والروح معاً فأضحينا نُخفي ندوبَ الحياة بمساحيق التجميل !!
على ما أعتقد أنّه طبيبي الرابع عشر أو الخامس عشر بعد المئة لا أذكر !
بنفس الإبتسامة والبرودة ذاتُها يُستقبل دخولي ،لم آمل بالشفاء علّه كالأطباء الآخرين يُنهي الجلسة بالعبارة ذاتُها " ارتادِ الأماكن العامّة تنفسي الهواء بجوار الطبيعة يختفي الإكتئاب"
ظنّاً منهم بأنّه إكتئابٌ موسمي !
لم يستغرق الأمر كثيراً لأسمع العبارة الأغرب ،أتت عبارته لتضرب عِرض الحائط تشخيص الأطباء قبله
"طفولة مشوّهة عليكِ بالإنجاب"
قوبِلَ دواءه بضحكٍ هستيري مني أليس غريباً نوعاً ما ؟
أُنجب ؟
أنتِ لا تُعاني الإكتئاب ليسَ مرضاً وليس الطّب ما تحتاجينه !
لن تُعوّض فَقْدُ العاطفة تِلكْ إلاّ بعاطفةٍ أقوى ،ستكونين أم حنونة أثق .
بَتول عبيدو
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
