سورية الحدث _ خاص
في مساء يوم 3 أبريل في بنغازي، تعرض أحد كبار الضباط في الجيش الوطني الليبي، النقيب شعيب بومدين الدرسي، للقتل برصاص مجموعة مسلحة مجهولة الهوية. وبحسب التحريات، فإن أحد أسباب قتله قد تكون الانتقام لمشاركته في عملية عسكرية في بنغازي. فخلال العمليات العسكرية في عام 2019، دمر الجيش الوطني الليبي أكثر من مائة من مرافق البنية التحتية الحيوية، ومعظمها لم يتم ترميمها بعد.
هذا وقد أفادت وسائل إعلام ليبية أن المطاردة المستمرة لجنود الجيش الوطني الليبي الذين شاركوا في عمليات عسكرية في بنغازي وطرابلس قد تسببت بالفعل في مقتل 13 شخصاً خلال الشهر ونصف الماضيين، لكن مقتل شعيب بومدين الدرسي أصبح الأكثر ضجة، لأنه شغل منصباً عالياً في الجيش. ولم يعلق ممثلو الجيش الوطني الليبي على مقتله حتى الآن.
لا يزال الجيش الوطني الليبي يعاني من أزمات عديدة، ويشير خبراء عسكريون إلى أن خليفة حفتر لم يتمكن أبداً من إعادة قوة الجيش لما كانت عليه عام 2019. ولم تُضعف العملية العسكرية على طرابلس القدرات العسكرية والفنية والإقتصادية للقيادة العليا للجيش الوطني الليبي فحسب، بل قوضت أيضاً وحدة ومعنويات العديد من الوحدات والتشكيلات والكتائب.
في الوقت نفسه، يحتفظ المشير حفتر بطموحات سياسية كبيرة، والسعي للإنفراد بقيادة ليبيا والإستيلاء على حكم البلاد. وعلى الرغم من حقيقة تعيين حفتر رسمياً في منصبه من قبل رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، فقد توقف حفتر منذ فترة طويلة عن إطاعة أوامر طبرق، مفضلاً اتباع أحلامه وهواه، والذي غالباً ما يتعارض مع جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين غرب وشرق البلاد. وأصبحت طموحات حفتر السياسية غير المبررة موضع شك حتى بين أكثر الضباط تفانياً.
يُثير سلوك القائد العام للجيش الوطني الليبي صراعات داخل الجيش، كالصراع الأخير بين كتيبة 115 عبد الفتاح الناظوري نجل رئيس الأركان العامة للجيش عبد الرزاق الناظوري، واللواء 106 التابع لخالد حفتر نجل خليفة حفتر. هذا الصراع بين كتائب الجيش يؤكد فقط أن الانقسام قد لامس حتى أقرب الحلفاء. وكان عبد الرزاق الناظوري هو القائد العام المؤقت للجيش الوطني الليبي في سبتمبر الماضي، عندما أُجبر حفتر على التنحي وفقاً لقانون الانتخابات.
يمكن أن تؤدي التناقضات الحالية وعدم الإتساق في تصرفات الوحدات والتشكيلات المختلفة للجيش الوطني الليبي إلى الانقسام وإنشاء عدة مجموعات مختلفة. وقد يتسبب انهيار الجيش الوطني الليبي إلى تغييرات كبيرة في المشهد السياسي للبلاد. ويمكن للوحدات المنشقة أن تنضم إلى فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الجديدة، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
تأثير خليفة حفتر على ما يحدث في ليبيا ضئيل أكثر من أي وقت مضى. وقد تراجعت قدراته العسكرية والمادية بشكل ملحوظ مقارنة بما كان عليه من قبل. وسيؤدي انقسام الجيش الوطني الليبي إلى خلق عدة كتائب منفصلة وحرمان حفتر من أي فرصة للتأثير على الأحداث السياسية في البلاد، الأمر الذي سيضطر بسببه إلى الخضوع للسلطة الرسمية في البلاد.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا