شبكة سورية الحدث


أغلقت للتو صفحات كتابي.. بقلم المبدعة غريس جبيلي

أغلقت للتو صفحات كتابي.. بقلم المبدعة غريس جبيلي

سورية الحدث

أغلقتُ للتو صفحاتِ كتابي.
تجرعتُ كبسولةَ مُضاد القلق. القطعةُ المُدورة التي تكادُ لا تفارق جسدي ولا أيامي. 
أيُزيل هذا المرض جُرعةُ دواءٍ. أم جُرعة من قُبلِ شفيتكِ؟ 
صوتكِ غريبُ الطبقةِ والنبرة يصدحُ كِلتا أُذنيّ. 
لا يفارقني. 
حتى بات يتخللُ عِظامي وأصابعي وشرايني. 
يعتليني من رأسي حتى أخمص قدميّ. 
كفارسٍ مِقدادٍ يعتلي صهوةَ جوادهِ. 
مثيراً كل ما يُدعى شوقاً مدفوناً في أضلُعي. 
وحتى باءت بيّ حالي شهيد الشوق لعينيكِ. 
وكفيكِ. 
ولأرميّ برأسي وقلبي وأفكاري المُثقلة بكُلِ أنواعِ الألم برويةٍ فوق نهديكِ. 
وأنت مُعذبتي. 
 تأكدي ستترأى حينها صورتنا أمامي كما في كُل مرة. 
على أطراف الغابة. 
نسيرُ متشابكي اليدين 
وناعمين بدفء القلبين. 
 مُهتدين من دون النظر أنا لعينيكِ وأنتِ لعينيّ. 
غائصة قدمينا بما يقارب ثلاثين سانتي متراً من الثلج.
 طقسٌ جليدي. 
سماءُ رمادية مُلبدة تماماً.
صفيرُ الرياح. 
لا نُباح كِلاب ولا عويل ذئاب. 
لا زهرة. 
لا هنا 
ولا هناك.
دُخان دفءِ المنازلِ الكوخية الصغيرة المعدودة فقط. 
لا محالْ تجارية. 
أشجارٌ بيضاء فقط. 
طقسٌ جيلدي تماماً. 
ومع ذلك ليس هذا وقت البردِ أو الألم.
أنتِ هنا.
وأنا معكِ أعيش طقوسي وجنوني بكل مافيهم من أبعاد. 
                           *** 
عقاربُ الساعة الآن تشير إلى الثانية إلا خمسة عشر دقيقة بعد منتصف الليل. 
                          ***
قالت الكاتبة التركية المفضلة لدي إليف شافاق ذات مرة: " لكي تكون إنساناً ينبغي لقلبك أن يكون من السعة مايجعلهُ قادراً على الإحساس بالناس في كل مكان"
وأنا لم يعد بِوسعي إلاكي.
بات وِسع نفسي. أنفاسكْ.
وبات وسِع قلبي غيرتي عليكْ.
وبات وُسع صدري رائحتكْ. 
                           ***
لمْ يُثنيني أي من الجُمل القابعةِ في الأوراق عن التفكير فيكِ.
لا دمُ الشخصياتِ ولا حتى العناءُ الذي تكبدتْ.
أو ماحصلتْ عليهِ من إطراءٍ من صديق. 
ولا حتى ما نالتْ من عزاء عند توقف حبر القلم. 
أرجوكِ الآن. 
استمعي لصوت عشقي يهمس لقلبكْ.
وبدل أن تستسلم عينيكِ للنوم. 
دعيها تستسلمُ لعناقي. 
وليس لعناقي فقط.
بل لعناقي وعناقي وعناقي.

 

غريس جبيلي

التاريخ - 2022-04-14 8:32 AM المشاهدات 565

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا