شبكة سورية الحدث


خيوط الحقيقة اثارت جهل السعادين

خيوط الحقيقة اثارت جهل السعادين


سورية الحدث الاخبارية -السويداء-معين حمد العماطوري  


كنت قد كتبت مقالا بعنوان سعدان المسارح...الاستعراض الهش والنص الاجوف... فتحسست السعادين ظنا انهم ليسوا كذلك. وما ذكرته قد مس شعورهم السوداني فتحركت نوازع الجهل والتخلف لديهم...ولهذا بدؤوا يشنون غارات ليلية كالخفافيش والحقيقة، انني ما زالت مصرا على رأي أن الأدب والفن اليوم بات في حالة من التردي إذ ليس كل ما يلمع ذهبا...وهناك انتشار للسعادين في مختلف جوانب الابداع....
وهم يظنون انفسهم انهم الافضل والأجدر في الساحة الاجتماعية والثقافية والفنية نتيجة تكرار البهلوانية المفرطة والجعجعة الفارغة المكونة سخصيتهم اصلا عليها وقد عرفوا بها، ولديهم القدرة على التلون في اللحظة بالف لون ولون حتى تفوقوا على الحرباء بذلك...
اذ من المعلوم لدى العامة المثقفة والخاصة اصحاب القيم والمبادئ أن الرجل بلا موقف كالشجرة بلا أوراق وثمر، وبالتالي كما يقال قطعها حلال...
اليوم ربما طغت المصالح المادية على الأخلاق والقيم الإنسانية والوجدانية، بحيث لبس بعضهم لبوس ليس له وهو مغلف بالاستعراض والحامل للنفاق لايتضمن ولا يولد أدبا او ثقافة ومهما يكن الزمن رديئا فإن الذهب يبقى ذهبا والثابت يبقى ثابتا في جوهره ومكنونه....
رغم ان الحياة والنوازع والأنفعالات تجعل بعض الناس يستخدمون ألفاظا تدل على جوهر التفكير والثقافة والتربية والاخلاق...سلوكا وفعلا وقدرة على حبك الفتن والدسائس حتى باتت الجزء الأهم في شخصيتهم الملونة ...
وهنا مثال من أجل الحوار الفكري  ان مفهوم النقد في الاوساط الثقافية والادبية والعلمية هو حكم قيمة على منجز إبداعي ما فنيا ام ادبيا. ..وماركيز يقول: النص الذي لا ينقد ليس بنص ادبي، المشكلة الان إطلاق حكم قيمة يعني حينما تنقد قصيدة ما  وفق معيار أدبي من مثل الدلالة والصورة والإيقاع والوزن والجمال التعبيرية والوصفي واستخدام الانزياحات المتنوعة أو التناص بأنواعه....كذلك الموسيقا والمسرح والفن التشكيلي، تتولد العدائية الواضحة الحاملة للجهل، بمعنى حكم القيمة يدخل على الإبداع إبداعا...والناقد هو من يمتلك أدوات النقد والا فهو متسلق للاشجار مع السعادين الذين يتحسسوا من إظهار شخصياتهم بواقعيتها. ..
وللأسف اليوم كل شخص قدم رأيا معارضا لمنجز إبداعي يعتبر نفسه ناقدا  سواء قدم رؤية ساذجة أو بسيطة لا ترتقي إلى مستوى الإنشاء التعبيري...
وكروتشا الايطالي يقول وما الناقد إلا فنان آخر يحس ما احسه الفنان بصورة واعية....نستنتج أن الناقد مبدع آخر حينما يبدأ بتحليل النص وتفكيكه بنيويا...ويتقمص النص ويعيشه مع المبدع بصورة واعية ..
من جهة ثانية الناقد ليس عدوا لأحد ومن لا يقبل النقد ليس اديبا وفضاء الأدب يبتعد عن محيط تفكيره وخياله، اما ان يتلفظ الناس وبعض السعادين عن الفنون بمجملها معتبرين أنفسهم مبدعين وهم بين الفينة والأخرى تراهم بألوان مختلفة وفق مواقفهم المتذبذبة القائمة على مصلحة اللحظة، دون التفكير بالبعد القيمي والأخلاقي فهؤلاء شأنهم شأن من يحمل اسفارا. ...لا لوم عليهم ولا هم يحزنون..
ومن المعيب أن يدخل هؤلاء عالم الجدل والمماحكة الأدبية لأن الأدب له مقومات ومعايير والفاظ ومفردات....وفعل السعادين له غرائزه. ..والا ليس كل من اعد طعاما كريما ولا كل من حفظ الشعر بات شاعرا ...أو من كتب موضوعا تعبيرا إعلاميا أو قاصا 
ولذلك على السعادين أن يبقوا في أماكنهم ويعيشوا ضمن فضاءهم، لأن الجوهر لن يكون تنكا...والصقر لن يكون غربانا. ..
يقينا أن الشعر له أهله والفن له مبدعوه والإبداع له كنوزه. ...فهل نبقى رهائن للسعادين ونحن نملك نظرة الصقر وبأس الليث الهصور. ..ودمتم يا سعادين في نشاطكم البهلواني واتركوا الابداع لأهله...

التاريخ - 2022-05-30 9:57 PM المشاهدات 506

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا