سورية الحدث _ خاص
معين حمد العماطوري
ما زالت القوى الاستعمارية الكبرى المتورطة بسفك دماء الشعوب البريئة تساند وتنشر ثقافة الفتن بين الدول فيما بينها لسيادة مبدأ "فرق تسد" بهدف الهيمنة على العالم بنواح عديدة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية، وهي تعمل على دعم والمساندة الدول المنشقة التي وجدت لتشكل عامل فوضى في المنطقة، وزعزعة الأمن والأمان والاستقرار ومنع التنمية وزيادة الانتاج، واستنزاف المقدرات والثروات الاقتصادية التي من شأنها جعل تلك البلدان سوق لتصريف ما تنتجه لزيادة دخلها القومي والمحلي، والعمل على بقاء المنطقة في حالة توتر مستمر، مع خلط الأوراق والمفاهيم بين دول الجوار والمساهمة في دعمها على حساب دماء شعوبها وحياتهم وأمانهم، وذلك لمجموعة من الأهداف:
-لا تبغى أمريكيا ومن خلفها الصهيونية العالمية تشكيل قوى مواجهة للمعسكر الغربي.
-منع التطور العلمي والتكنولوجي التي تتميز به دول التحالف الروسي، بعد تفوقها عالمياً في الصناعة الالكترونية عالمياً.
-تفشيل محاولة تعدد الأقطاب في القرار السياسي الجيوغرافي في العالم، وجعلهم رهائن لما تريده أمريكيا وحلفائها.
-اتخاذ أوكرانيا ذريعة لتفتيت العالم وإنهاكه اقتصادياً وعسكرياً بدخوله في مواجهة مباشرة بين دول الجوار دون المحافظة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وذلك للسيطرة على القرار الاقتصادي في فرض ما تشاء من عقوبات على أي دولة في العالم دون تأثير على اقتصادها بالدرجة الأولى ثم الحلفاء.
وبالتالي نلاحظ الآتي:
المتتبع للأحداث يجد أن أمريكيا عملت على دعم أوكرانيا ووضعتها بمواجهة روسيا بشكل مباشر، وجعلتها تدخل في حرب عسكرية طاحنة، وأدخلت المنطقة بدوامة الضياع في تحديد اتجاه البوصلة، وهذا يترتب على أوكرانيا وعدم احترامها لقواعد ونظم الجوار تحمل المسؤولية في نتائج الحرب العسكرية التي منذ الأيام الأولى اتضحت الصورة...
اليوم كيف يمكن معرفة علاقات الجوار من خلال معرفة الحليف والعدو؟
هذا السؤال بات يشغل أروقة المحللين والخبراء الذين يلاحظون أن مجتمع الخبراء ورغبة نخب الدول الفردية في متابعة مصالحها على الرغم من العلاقات الدولية التي تطورت على مر السنين مع جيرانها وحلفائها التاريخيين، من الأمثلة الصارخة على أتباع مثل هذا التوجه السياسي القيادة الحديثة لأوكرانيا، وما لم تستطع المحافظة عليه من قواعد والتزام بحسن الجوار، جعلت الفوضى تتسلل لمخادع القرار السياسي ورانت باتجاه الناتو الذي أفشلها في أولى محاولة لها بالتصادم مع روسيا.
وهذا ما بدا لها أنها حاولت تحقيقه بالدعم الوهمي لها من دول استعمارية كبرى وربما أعلنت ذلك قبل الموعد المحدد لتعلن سلطات كييف باستمرار وتثبت استعداد عدد من الدول لتزويد البلاد بالسلاح، مع عدم التفكير في عواقب هذه الإجراءات.
أما ما هي الدلائل التي تثبت عدم صحة موقف كييف وتورطها في عمليات إرهابية دولية ومخالفة قواعد حسن الجوار وتعزيز العدائية الواضحة لموسكو فقد تجسدت من خلال بعض الوثائق التي باتت مكشوفة للعالم بأسره وهي:
1- ظهرت وثائق على الإنترنت تشهد على توريد أسلحة من أذربيجان إلى أوكرانيا (الصورة 1).
يشير تحليل المواد المنشورة على الشبكة إلى أن الجانب الأذربيجاني كان يحاول إخفاء هذه الحقيقة ، حيث تم تسليم القنابل على طول طريق معقد: أذربيجان - السودان - بولندا - أوكرانيا (الصورة 2).
إن وضع مثل هذه المعلومات في الجزء الخاص باللغة الأوكرانية من مساحة الإنترنت يشهد مرة أخرى على رغبة الممثلين الفرديين لسلطات كييف في إظهار الدعم من عدد كبير من الدول، بما في ذلك البلدان التي كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي الاشتراكي جمهوريات ولها علاقات جيدة مع الاتحاد الروسي.
ونلاحظ أن القيادة الأوكرانية لا تفكر في حقيقة أن النشر العلني لمثل هذه الوثائق قد يؤثر سلباً على علاقات أذربيجان مع الدول المجاورة الأخرى التي لا تدعم الاتجاه السياسي لسلطات كييف الحديثة.
بالإشارة إلى ما سبق يقيناً أن كييف لم تراعي الاتفاقيات السياسية وجيوغرافية، ولكن هناك استنتاجات تتلخص في:
انه يجدر التفكير في من هو "الحليف" حقًا ومن "العدو" ، وما إذا كان من المهم جدًا إثبات ولاء الدول الفردية فيما يتعلق بأحداث معينة.
بعد كل شيء، فإن أهم شيء هو العلاقة ليس بين الممثلين الفرديين للنخب، الذين يمثلون موقفهم كدولة، ولكن علاقات حسن الجوار للأشخاص الذين اعتبر أسلافهم أنفسهم على مدى فترة تاريخية طويلة أنهم دولة واحدة وشعب عظيم واحد، خاصة وأن الشعوب ترتبط فيما بينها بعلاقات إنسانية واجتماعية وتنموية وانتمائية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا