سورية الحدث
كنتُ أجاهدُ لرسمِ وجهكَ بصورةِ بورتريه معبرة، أحاولُ إحياءَ نبضي بها من جديد، ولكن ارتفاعاتُ وجهكَ وتقسيماتهُ كانت أصعبَ تقسيماتٍ أرسُمها في حياتي، وكلّما كنتُ أصلُ إلى عيناكَ أكسرُ قلمي الرصاص من شدةِ توتري، فزاويةُ عيناكَ تذكّرُني بآخرِ نظرةٍ لكَ، كانت محفوفةً بالمخاطرِ وكأنك تعلمُ أنها كانت النظرةُ الأخيرة، فأتركُ تجاويفَ عيناكَ خواءً من جديد، وأنتقلُ لثغركَ الرقيق، وأكسرُ قلمي الرصاصَ مرّةً آخرى، لأسترجعَ شكلهُ حين تنفرجُ شفتاكَ عن ثناياكَ ضاحكًا دون صوت، فأُبقي مكانَهُ مفتوحًا وأستسلمُ لحبّكَ ثانية، بعد عنائي المتكرر بغوصي بتفاصيلِ وجهكَ المحببَّ لنظري، وكلماتُكَ الطاغية في مسمعي، فأنا بنتُ قلبكَ المدللة هذا ما كنتَ تقولهُ لي!
لارا أنور القطامي.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا