شبكة سورية الحدث


مرآتي البعيدة

مرآتي البعيدة

سورية الحدث  

بقلم لارا أنور القطامي
كنتُ أنظرُ بمرآتي وأحاولُ تسريحَ شعري بفرشاتي المألوفة، تعمقتُ بعيني فلم أجد سوى لمعةَ عينيكَ القديمة، همستُ بنفسي من أنت؟
وصوتُ أمي في الغرفةِ المجاورة يعلو صوتَ تفكيري، تعمقتُ بتفاصيلكَ أكثر وإذ بي أعودُ للزمنِ الأوّلِ من لقائنا، لحظةَ وقوع عيني على عينك، والناسُ من حولنا منهمكونَ بأعمالهم، وجدتي العجوز تحاربُ الموتَ بأخرِ أنفاسها، أتطلعُ إلى شفائِها ولكن لابد أن نصحو يومًا على حقيقة الوداع التي هي من حقائق الدنيا التي نعيشها.
عدّتُ إلى غرفتي وتذّكرتُ أنّهُ ليسَ لديّ قلب، لقد أعرتُهُ لجارتي في يومِ خطبةِ حبيبها لإمرأةٍ أخرى ولصديقتي لحظةَ موتِ أمها، وتبرعتُ بهِ لأخرى فقدت طفلتها الوحيدة، وقسّمتهُ بالتساوي لصديقي الذي خسرتهُ بفعل الرصاص والتفجير، وإلى من يتابعونَ الأخبار السيئة على شاشات التلفاز ليتحملوا ما يشاهدوه، لم أجد لديّ قلب!
لم يعد لديّ سوى معدة، معدة أتناولُ بها كلّ فطائرِ الأسى والحزن التي تخبِزُها عجائِزُ الحيّ كلّ صباح، أتطلع بها إلى إشراقِ شمسٍ جديد ولا أجدُ سوى الظلامَ والغيوم الداكنة.

التاريخ - 2022-08-01 3:34 PM المشاهدات 744

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا