شبكة سورية الحدث


بذرة صغيرة يمكن أن تكوّن غابة

بذرة صغيرة يمكن أن تكوّن غابة

 


سورية الحدث - زينب ابراهيم  
لنتذكر معاً كم مرة قمنا برمي بذور الفاكهة في القمامة دون التفكير بأهمية هذه البذور؟!


 نلاحظ في الفترة الأخيرة لامبالاة حقيقية لأهمية الزراعة، وبتنا نزرع كتلاً بيتونية  على الأراضي الزراعية متجاهلين خطورة الأمر، ونسينا أن أجدادنا منذ قديم الزمان كانوا يرمون بذرة في الأرض لنجدها نحن بعد سنوات طويلة شجرة مليئة بالخيرات، فلابد أن نكرر العملية لأولادنا، نرمي بذرة لتصبح شجرة. ونعيد اللون الأخضر لبلدنا..
موقع سورية الحدث تواصل مع بعض المزارعين ورصد لكم التقرير التالي..


من أرض الحدث
لم نعد نرَ الأرض الخضراء التي كنا نشاهدها في التلفاز، ولا النهر الجاري بين الأشجار، ولا حتى عصفور واحد على غصن الزيتون، وإنما رأينا أرض جافة تستنجد بنا لنهدم بناء جديد يقام عليها، وأشجار قليلة جداً بحالة يرثى لها، وأما العصفور فقد أدماه وأعياه أن يجد غصناً يغرد عليه، والنهر ما هو إلا صرف صحي للأسف.


أمجد مزارع قال لسورية الحدث: " كيف سأعتني بأرضي التي أطعمتني 50 عاماً وأنا ليس لدي الحق في الاعتراض على بناء يقام هنا او هناك، للأسف الشديد قبلت بتعويض مالي مقابل الأرض". فهو أجدى من زراعتها


هناء مزارعة قالت سورية الحدث: " لا أعلم من سأطعم، أرضي أم أولادي؟!، أحتاج الكثير من المواد للاعتناء بها لأتمكن من العيش حياة بسيطة، وأما في فصل الصيف، يوجد تقنين قاس للمياه، وعندها نكاد نموت من الجوع بسبب خسارات فادحة بالمزروعات، وأحياناً الحرائق، انتهت حلول الأرض والأمر متروك لرب السماء والأرض".

في الأسواق
في إجابة من أحد البائعين في سوق الخضار لسوريا الحدث" المزارع يحصل على أقل مما يستحق ولكن هذه الحال للأسف، ونحن لا ذنب لنا برفع أسعار الخضار والفواكه، نعمل لنطعم أولادنا".. أمور عديدة تساهم برفع الاسعار بات الجميع يعرفها ولا داعي لذكرها هنا..


وقال الخبير التنموي الأستاذ أكرم العفيف في تصريح خاص لسورية الحدث قال أن: " مشاكل الفلاحين واحدة في كل سوريا نوعاً ما، التكلفة العالية ناجمة عن الشراء بسعر ممنوع وهو ليس السعر العالمي، فالسيارات والدراجات الناريه التي تنقل العمال وتلبي حاجات الإنتاج الزراعي في الأراضي يختلف تكلفة الوقود بين حدود اللبنان والغاب، فمثلاً على حدود اللبنان التكلفة 5700 ل.س، بينما نجد في الغاب تصل إلى 15 ألف ل.س، ومن لديه بئر ارتوازي يحتاج 15 ليتر في الساعة من المازوت، والربح يكون بشكل منطقي وبعيداً عن الاستغلال، لأن هذا سيؤدي لانهيار القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وخاصة بعد رفع تكلفة الأعلاف وانخفاض تكلفة الحليب، حيث لجأ الفلاح لبيع أبقاره وأغنامه، أو ذبحها".

وأضاف أن " لا يوجد قرار قادم أو حتى حلول للمشاكل، لأن نظرة صاحب القرار تختلف كلياً عن نظرة الفلاح والمواطن، فهو يقارن أي منتج بالسعر العالمي، وهذا للأسف يعتبر قصور وطني واقتصادي، فالقمح مثلاً عندما يستورد لا يأتي معه السماد أما بالانتاج يختلف الأمر، وبالتالي يحمي الثروة الحيوانية، والحل الطبيعي هو دعم المنتج الوطني وتوفير التكاليف اللازمة، وفي الحقيقة لا يوجد تمويل للقطاف، أجور اليد العاملة، السقاية، أو تصدير المحصول، والقرارات كلها تعتبر جائرة على الفلاحين وليست لصالحهم".

وأكد أن " ليس لوزارة الزراعة دور كبير في هذا الموضوع سوى بالإرشاد، والإرشاد اليوم يمكن أن نحصل عليه من مواقع الإنترنت بكل سهولة، ويمكن أن نجد حلول بسيطة مثل مقطورات الطاقة الشمسية، وهي أفضل من الألواح لأنها تتجه مع الشمس وتصل بشكل مباشر إلى محرك البئر الارتوازي، أو حل آخر وهو مايسمى بالزراعات التعاقدية، فهي تضبط جودة المنتج والفلاح هنا يعلم ما له وما عليه، وبالتالي تزداد قيمة الإنتاج الزراعي، وفي حال عدم وجود حلول، إذاً نحن أمام انهيار القطاع الزراعي".


واختتم أن " كل من يقول لا يوجد مشاكل، فهو حتماً جزء من هذه المشاكل".

وأخيراً، نعود لنقطة البداية، هل ستزرع بذرة صغيره لتكون يوماً ما غابة ؟

التاريخ - 2023-01-21 2:49 PM المشاهدات 1209

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا