سورية الحدث_ ولاء الزغبي
ممثلٌ قديرٌ تميّزَ بميسرةٍ فنيّةٍ حافلةٍ بالعطاء ، أضافَ بصمةً لا تنسَ في تاريخِ الدراما السوريّة، وارتكزَ على موهبةٍ أصيلةٍ حملَ فيها رسالة الفنِ وقدّمها بأبهى صورة ، برعَ في الكثيرِ من المجالاتِ الفنيّة وشاركَ بأهمِ الأعمالِ المسرحيّةِ والتلفزيونيّة والإذاعيّة منها (الجوارح ،نهاية رجل شجاع، قتل الربيع، أسياد المال ،حاجز الصمت، الخط الأحمر)والكثير من الأعمال ومن أشهرها (حمام القيشاني)بأجزاءه الخمس، يكفي أن نذكر "عمران المسكاوي" ليعودَ بنا شريطَ الذكريات إلى أيّامِ الزمنِ الجميل ، فنانٌ متنوع أتقنَ الكتابةَ الأدبيّة وكتبَ الكثيرَ من النصوصِ الشعريّةِ والنثريّة حيث أطلقَ ديوانه الخاص بعنوانِ (هدب الخواطر)
الفنان القدير"توفيق اسكندر"في حوار خاص لصحيفة "سورية الحدث"
١-توفيق اسكندر فنان لك باع طويل في عالم الفن كيف بدأت رحلتك الفنيّة؟
_كانت البدايات في البيت بتقليد بعض الشخصيات والتهريج وبالمدرسة ، فقد شاركت بالاحتفالات و المناسبات التي كانت تحييها المدرسة و بالمناسبات الوطنيّة وأعياد المعلم والأم، ومن ثم من خلال منظمة اتحاد شبيبة الثورة شاركت بأعمال مسرحيّة ومشاهد ترفيهيّة في النادي الصيفي، وبعد الثانويّة العامة درست في المعهد العالي للفنون المسرحيّة وتخرّجت منه عام 1982 وهكذا ابتدأ مشواري بعالم الفن.
٢-شاركت في أهم الأعمال التلفزيونيّة والمسرحيّة والإذاعيّة من أشهر هذه الأعمال مسلسل حمّام القيشاني بكافة أجزاءه حدّثنا عن هذه التجربة؟
_ سبق لي مشاركات عديدة قبل مسلسل حمام القيشاني، لكن والحق يقال كان نقلة نوعيّة فنيّة بالنسبة لي من خلال تجسيدي لدور عمران المسكاوي بالعمل ، فقد صنع لي حمام القيشاني اسماً فنيّاً ويعود الفضل فيه للفنان المخرج والممثل هاني الروماني
_رحمه الله _ يعني بمعنى آخر مابعد حمام القيشاني غير ماقبله فقد كان بداية الانطلاق في عالم الشهرة ومعرفة المشاهدين بي وأصبح لي محبين ومعجبين ومتابعين.
٣-ماسبب غيابك عن الساحة الفنيّة؟
_ ليس هناك سبب واحد معين ،قد يكون هناك أسباب كثيرة منها ماأعرفه ومنها ماأجهله، لكن ببساطة لم استطع أن أكون ضمن مجموعات وكنتونات فنيّة رغم تعددها، فقد حافظت على خط أحمر لم أتجاوزه خلال مسيرتي الفنيّة من هنا ابتدأت العوائق والحواجز في طريقي الفنّي.
ولاحقاً إبان هذه الحرب الملعونة ولموقفي الوطني منها كان ، السبب الأكبر والأهم في إبعادي عن الوسط الفني؛ نتيجة اختلاف المواقف فأصبحت من المنسيين.
٤-هل صحيح أنّك تركت الفن في مرحلة من المراحل الماضيّة وانضميت إلى الجيش العربي السوري للدفاع عن مدينتك؟
_ نعم صحيح اضطررت لمغادرة دمشق والعودة إلى حمص حيث بيت العائلة ووالدتي ،والحي الذي أسكنه كان خط تماس مباشر مع عدة أحياء انتهجت ماسمي بالثورة فكان لابد من الدفاع عن البيت والأسرة والحي ، فنحن لانملك مكاناً آخر نتوجّه إليه ولانريد أن نسكن الخيام أو أماكن توطين المهجّرين بالمدارس وما شابه فكان لابد لي من وضع نفسي كجندي مع الجيش العربي السوري الذي أحب وأحترم وأفخر به .
٥- بحياة كل فنان هناك محطة معيّنة أو عمل ما حفر في ذاكرته ماهو العمل الذي ترك بصمة في حياتك؟
_ للحق هناك أكثر من محطّة فنيّة أحبها وأحترمها، منها مشاركتي بأعمال الفنان المبدع نجدت أنزور مثل الجوارح ونهاية رجل شجاع ومؤخراً مسلسل لأنها بلدي إضافة لفيلم أنت جريح للمخرج الجميل ناجي طعمة وبعض أعمال المخرج الصديق يوسف رزق التي شاركت بها مثل حاجز الصمت والخط الأحمر وقتل الربيع وأعمال أخرى وأتى مسلسل روزنا الذي أخرجه أخي وصديقي عارف الطويل ليكون بصمة مضافة لما سبق من أعمال.
٦- مسيرتك الفنيّة كانت غنيّة وحافلة بالأعمال الفنيّة المتنوّعة هل تشعر بأنك أخذت حقك وأنصفت ؟
_ على الإطلاق لم أنصف ولم أصل إلى ما أستحق فنيّاً ، كانت الأدوار المسندة لي دائماً دور ثاني في أحسن الأحوال وأغلب الأحيان ثالث ورابع إلا فيما ندر كنت دور أول ،وللعلم هناك شركات إنتاجية كثيرة أنا لاأعرف أين تقع مقراتها ومكاتبها وهناك مخرجين ارتحموا ولم أشارك معهم في أي عمل، وما يزال الحال إلى الآن وزاد هذا الطلاق الغير شرعي نتيجة موقفي من الحرب وانضمامي لصفوف الجيش العربي السوري ،يبدو أنني أدفع ضريبة لموقفي هذا.
٧-البعض يرى أنّ الدراما السوريّة تراجعت وهبط مستواها والبعض الآخر يرى أنّ الدراما تحدّت الأزمة وعملت بالإمكانيّات المتاحة كيف أنت ترى الدراما السوريّة الآن ؟
_ للدراما أهلها ومبدعوها كانت وستبقى بألق نتيجة الحرفيّة العاليّة التي وصلت إليها،لكن عندما يطغى الجانب التجاري وهيمنة رأس المال بالتأكيد ستتأثر سلباً أو إيجاباً حسب فكر وتوجّه تلك الشركات وأصحابها،اليوم ببساطة غابت الأعمال الدرامية الكبيرة الملحميّة التي تحمل مضامين أخلاقيّة وإنسانيّة وأفكار سياسية تليق بمجتمع كالمجتمع السوري بشكل أو بآخر، فقد انقلبت الآية وأصبحنا نستسهل كل شيء الأفكار والقيم لنتفاخر بها وليس لتكريسها،اختلفت الموضوعات وتاهت مع الحرب المفروضة فأصبحت تلامس شكلانيّة الواقع فقط،ومع ذلك مازالت من الناحيّة الفنيّة تحافظ على شكل فني جيد معتمدة على إمكانيات إبداع الممثلين حاملي العمل الفني.
٨-تتطور الأدوات والتقنيّات في كل زمن وعمل بماذا يختلف العمل الفني في الزمن الماضي عن هذا الزمن؟
_ أهم تتطور حصل للدراما التلفزيونيّة نتيجة تتطور التقنيات؛ أنها خرجت من الاستوديو وشاركت الحياة بكل تفاصيلها بين الناس وازدادت إمكانيات كاميرا التصوير على سبيل المثال وليس الحصر وصغر حجمها وخف وزنها إلى جانب المعدات التي ساهمت في إغناء الكادر وتنوع أشكاله حسب الظرف الفني المفترض.
٩-برعت في كتابة الخواطر والنصوص الشعريّة والنثريّة وكان لك مشاركات في ندوات ومهرجانات عديدة هل يمكن أن تتخلى عن عالم التمثيل وتلجأ إلى عالم الأدب؟
_ عالم الفن والأدب لاينفصلان وليس بالضرورة أن يتوقّف أحدهما ليسير ويستمر الآخر على سبيل المثال ،أنا أكتب خواطري وقصصي من خلال تقمّصي للشخصيّات التي أكتب عنها، وبهذا أكون قد استفدت من التمثيل والدراما في صوغ حكاياتي والعكس صحيح فهو ينمّي إحساسي بمشاعر شخوص القصص التي أرسمها على الورق.
١٠-أُصدر لك كتاباً منذ سنة تقريباً بعنوان "هدب الخواطر" فأنت تتمتع بموهبة الكتابة أيضاً لماذا لم تفكّر أن تكتب عملاً تلفزيونيّاً ؟
_ الحقيقة كتابة السيناريو فن آخر وإلى الآن لم تختمر لدي فكرة لتكون عملاً دراميّاً، لكن ممكن جداً أن يظهر لي نص درامي تلفزيوني في المستقبل هذه الفكره قائمة لكن مايزال هناك تشويش وضبابية لما أريد كتابته.
١١- هل سيكون لك مشاركات في المسلسلات الرمضانيّة؟
_ علمها عند الله لاأستطيع الإجابة على هذا السؤال.
لكن أنهيت منذ أيام تصوير مشاهدي بمشاركة متواضعه جداً في عمل خفيف أرجو أن يكون مقبولاً لدى المشاهدين ، مشاركتي كانت ضيفاً على بعض الحلقات في سياق العمل.
في النهاية أشكرك صديقتي على هذا اللقاء الممتع والشيق وعلى طبيعة الأسئلة،والشكر موصول لصحيفة سورية الحدث.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا