كانت إحدى مرضاي ابنة لمسؤول غني جداً في الدولة
وكانت مصابة باللوكيميا الحادة و هي أشيع الأورام لدى الأطفال
كان وضعها مستقرّ و كلّ شيء متاح و متوفر من أغلى الجرعات حتى أندرها
قام والدها ببيع مزرعتين و بناء سكنيّ و سيارتين
و راح يجهزها لعملية زراعة نقي العظم في أوروبا
بعد تخريجها من المشفى بحالة ممتازة و جاهزة و قابلة للزرع بكل أمان..
دقّ زمور الخطر و الاستنفار!
و دخلت الطفلة في صدمة إنتانية مفاجئة مع خراجات معممة و قصور أعضاء متعدد
و توفيت خلال ست ساعات
في تلك اللحظة..لم تعد أموال الدنيا كلها تعني شيئاً لأبيها و أمّها
في تلك اللحظة.. تساوى الأعمى و البصير.. و تساوى الغني و الفقير.. و تساوى العالِم و الجاهل
لم يملك كلّ منهما سوى أن يلوم الآخر
و يضرب نفسه بوحشية صارخة
و يضرب رأسه في الحائط بحسرة قلب خسر نفسه
و يصرخ باسمها بصوتٍ عالٍ :
لقد كنتِ على موعدٍ مع الشفاء
مع السفر
مع زرع النقي
مع تجديد حياتك
كنت ستولدين مرة أخرى
كيف رحلتِ؟
كيف طعنتني في منتصف قلبي و رحلت؟
لن أسامحكِ على ما أشعر به
و لن أسامح نفسي على تقصيري
ولن أسامح رحم أمّك الدي أنجبك فعلّقني بكِ و أغرقني في عشقكِ حتى رحلتِ و تركتِ قلبي أسود ذابلاً!
د.نتالي دليلة
8/8/2023
10:24 pm
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا