سورية الحدث :بقلم كوليت الخوري
كتبت مراراً في الماضي عن الانتخابات وأبديت رأيي وأعود اليوم إلى الموضوع نفسه ما دمنا نعيش، في هذه المرحلة القاسية موسماً على غاية من الأهمية...
موسماً تقف فيه سورية في تحدٍ، صامدةً شامخةً في وجه العالم...
موسم انتخاب رئيسٍ للجمهورية...
• • •
كتبت مراراً: الانتخاب يعني الانتقاء والاختيار، وهذا يفترض أن هناك عدداً من المرشحين للفوز بالمنصب، وعلى المواطن أن يختار، بملء إرادته من بين السادة المرشحين من يراه مناسباً...
أقول: «بملء إرادته» لأن الانتخابات هي من أكثر المجالات السياسية في العالم ومن أكثر المناسبات الوطنية التي تسمح للمواطن بأن يعبر عن رغبته وعن رأيه بحرية تامة... لا رقابة عليه سوى إحساسه بالمصلحة العامة وتطلعه نحو مستقبل بلاده الأفضل... وهذا كما نعلم لا يتوفر دائماً للمواطن!!!
• • •
من ناحية ثانية كلنا يعلم أن الانتخابات هي من أهم دعائم الديمقراطية...
لأنها تعبر عن آراء جميع المواطنين مهما تباينت هذه الآراء...
فالديمقراطية الحقة هي في أن تقول رأيك، وأن تسمح لغيرك بأن يقول رأيه... ويهمني هنا أن أذكر وأُذكًر بأن الانتخاب هو حقٌ من حقوق المواطن الهامة.
وعلى المواطن مهما كان رأيه أو تفكيره أو مبدؤه ألا يفرط في هذا الحق وألا يتخلى عنه.
لأن عدم ممارسة الحق يجعل المواطن مع الزمن يَجبُن عن المطالبة بحقه وبالتالي يفقد حقه...
ونحن في بلادنا في أشد الحاجة لأن نتمسك بحقوقنا بكل قوة، وأن ندافع عنها بضراوة...
لأننا نعيش مرحلة صعبة من لا يدافع فيها عن حقه... يُسرق حقه!
• • •
هذه آرائي منذ زمن بعيد وأنا مؤمنة بها اليوم مثلما كنت مؤمنة بها وأنا بعد في بيت أهلي صغيرة وصبية.
وإذا كنت ذات يوم في التسعينيات عندما رشحت نفسي لمجلس الشعب قد ناديت بهذه الآراء ومنها أن: « السلبية جمود والجمود موت ونحن مع الحياة»
فإنني اليوم أعود لأؤكد وأشرح أن الإيجابية هي الحياة.
وأنا لا أعني إطلاقاً بالإيجابية أن على المواطن أن يكون موافقاً على كل ما يجري في دولته، على العكس تماماً..
إنما الإيجابية هي في أن يسعى جهده ليتقدم نحو الأفضل أو نحو السعي إلى التصحيح والأفضل...
لا يوجد في العالم مواطن موافق على كل ما يجري في وطنه ولكن هذا لا يبرر السلبية ولا يجيز للمواطن أن يقبع في زاويته أو أن يقف وقفة المتفرج!
فالمواطن، أكان مع النظام أم ضد النظام أم غير متفق مع الاثنين...
المواطن هو نبض الوطن...
ويجب أن يبقى هذا النبض حياً خافقاً... وحذارِ من أن يتباطأ وأن يتجمد... لأن الجمود موت كما ناديت دائما... ونحن مع الحياة...
نحن نبض الوطن... وعلى الدوام مع الوطن...
ويبقى الوطن فوق الجميع...
التاريخ - 2014-05-19 3:14 AM المشاهدات 1420
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا