سورية الحدث الاخبارية _ معين حمد العماطوري
اثبت الواقع ان الحروب الامريكية التي شنتها في المنطقة العربية، حملت حججا واهية، وكاذبة، واصبغتها بصبغة دولية في مجلس، بغية تحميل المجتمع الدولي اخطائها ومجازرها بحق الانسانية عبر التاريخ، وقدمت اعذارا لم تحمل من المنطق الاخلاقي والانساني شيئا، حتى استطاعت التمرد على القانون الدولي العالمي.
حين نتحدث عن تاريخ امريكيا ومجازرها الانسانية وحروبها خدمة للصهيونية التي افتعلتها لغايات ومصالح ذاتية، مخترقة جميع الاعراف الدولية والقوانين العالمية فإنها تبرهن عن وحشيتها وسيطرتها على العالم دون الاكتراث لراي اي من حلفائها، بحيث برهنت ذلك بعد التدمير الذي الحق بالعراق وشعبه ومقدراته وسرقة ثرواته النفطية من قبل اعوانها، وشنت حربا كاذبة في اسبابها ومسبباتها، واستمرت برعونتها على العالم بما يخدم مصالحها الاستعمارية الامبريالية، دون الاكتفاء بالعراق فحسب، بل اخذت تعد العدة بما يسمى الربيع العربي واستطاعت تدمير دول العربية مثل ليبيا والسودان والجزائر وتونس ومصر وسورية.
وبات يقينا ان الغزو الأمريكي للعراق غير قانوني على الإطلاق ويعتبر انتهاك صريح وواضح للقانون الدولي، وهو عبارة عن البوابة العابرة للمنطقة العربية، والدليل رفض العديد من حلفاء الولايات المتحدة المشاركة معها من مثل ألمانيا وفرنسا في حربها على العراق.
ولعل السؤال الاهم ما النتائج التي توصلت بزعمها انها المدافعة عن حقوق الانسان والحريات الانسانية ونشر الديمقراطية؟.
من خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باستخدام أنبوب اختبار برهن أنه يحتوي على أسلحة دمار شامل، وكانت حجته امام مجلس الامن مجرد عرض مسرحي استعراضي، ووهم وتلفيق كاذب، وبدهاء امريكي معهود استطاع اختراق الاعراف الدولية الانسانية وميثاق هيئة الامم المتحدة، ورغم اعتراض مجلس الامن على شن الحرب، فقد تجاوزت امريكا الشرعية الدولية وقامت بغزو العراق، دون مبالاة بالأعراف السياسية والقوانين الدولية.
والنتيجة:
اصرار الولايات المتحدة الامريكية على غزو العراق وتنفيذ مخططات الصهيوامريكية، التي من اهمها القضاء على العراق دولة وشعبا ونظام واقتصاد، ونهب ثرواته الباطنية من النفط وغيره من القطاعات الاقتصادية بطرق ملتوية.
والاهم ان الولايات المتحدة الامريكية لم تتمكن قط إثبات قيام العراق اعداد أسلحة تدمير، او امتلاك اسلحة الدمار الشامل، وتجاهلت جميع التقارير الدولية من هيئة الطاقة الذرية وهيئة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي جاءت الى العراق، وقدمت ادلتها القطعية بعدم امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل...ولكنها اصرت وقامت بغزو العراق ظلما وعدوانا وضربت بالقانون الدولي عرض الحائط.
صناعة الارهاب ونشره:
مارست في غزوها للعراق جميع انواع المخالفات القانونية الارهابية بحق الانسانية والشعوب، واوجدت مناخا خصبا لنشر الاقتتال الداخلي بين الطوائف، والبسته بلبوس الإرهاب.
واسست مجموعات وعصابات ارهابية استخدمتها في التمهيد لغزواتها الارهابية الكبرى، بحيث بدأ الواقع يشهد الصراعات العرقية والدينية في العراق، وحرب أهلية، ونتيجة لذلك عانى مئات الآلاف من السكان، بما في ذلك الأطفال الاحتياجات الانسانية من مأوى ومأكل وادوية وغيرها، بعد ان دمرت الحرب البنى التحتية لملايين السكان وهجرتها من اماكنها، الامر الذي اضطر العديد من العائلات ترك منازلهم وتحولوا إلى لاجئين في الدول المجاورة العربية منها والاجنبية، وكان المسيحيون الأكثر تضرراً، حيث زرعت بين صفوفهم افكار ورؤى ارهابية جعلتهم يهاجرون كنائسهم وبيوتهم طالبين الامن والامان وبالتالي انخفض أعدادهم بشكل كبير في العراق، كما فعلت ذلك في سوريا، والدول العربية التي غزتها سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وبعد سنوات من الغزو الأمريكي غير القانوني للعراق، أصبح من الواضح أن الهدف الرئيسي كان:
اولا: انتشار الفوضى الخلاقة في العراق والمنطقة العربية.
ثانيا: دمار البنية التحتية للعراق الذي عد رابع قوة عسكرية واقتصادية ضاربة في العالم، وذلك خدمة للصهيونية ومخططاتها الامبريالية.
ثالثا: تقسيم العراق الى دويلات وكنتونات عرقية ومذهبية واثنية.
رابعا: الإطاحة بالرئيس المستقل وتشكيل حكومة مسيطر عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، من أجل الوصول إلى حقول النفط والثروات العراقية واضعاف دور العراق في المنطقة.
خامسا: نتيجة للإجراءات الأمريكية الاستعمارية، انزلق المجتمع العراقي إلى أزمة أهلية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
استراتيجيتها الاستعمارية:
لم تدخل امريكا عبر تاريخها بلدا، الا وتركت قواعدها التخريبية في المنطقة، فهي قادرة على اختلاق الذرائع الوهمية، لتنفيذ ماربها ومخططاتها الاستعمارية واستغلال ثروات الشعوب ونهبها. والجدير بالذكر ان الغزو الأمريكي للعراق ومن ثم سوريا، سبب خللا بنيويا في ميزان القوى في الشرق الأوسط، وانتشر صناعة الارهاب عبر مجموعات ارهابية، اوجدتها وقامت بتدريبها، لإضعاف المنطقة، والسيطرة على مقدراتها، كما يحدث في سورية اليوم بنهب النفط السوري وتجويع الشعب من خلال العقوبات الاقتصادية الجائرة والحصار الاقتصادي، كما عملت وتعمل على خلق المناخ الارهابي من خلال صناعة قوى ارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الارهابية التي من شانها تنفيذ مخططاتها وبث الفوضى والتفرقة والدمار، في دول متنوعة، ولهذا عملت خلال غزوها للعراق على تأسيس وظهور داعش كمكون ارهابي بعد ادعاء قضائها على تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن، وهي تقوم بتنشيط تلك المجموعات الارهابية كلما اقتضت الحاجة لاستخدامه في اضعاف من يقف في وجه مخططاتها الاستعمارية التدمرية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا