شبكة سورية الحدث


رسائل إلى مجهول / بقلم زينة درويش

رسائل إلى مجهول / بقلم زينة درويش

"رسائِل إلى مَجهول"
"الرّساله الأولى"
هَامَتْ أشواقي على مَلامِحكَ الّلعينه ، لا أدري إذْ كانَتْ هذهِ لَعنةٌ مِنْ عَينيكَ السَّوداوين أو مِنْ ثَغرِكَ الجَميلِ الكاذِبِ الّذي يَضُخُ بكلماتِ الحُبِّ والهيامِ ، عجباً إنّني أصِفُكَ بالجميلِ الكاذبِ
جميلٌ بأن تجعلني طِفلتك المُدلله وبنفسِ الوَقتِ كاذبٌ بأن تجعلني طِفلتك الّتي اعتادت على تمريرِ يديكَ لُطفاً عليها، لكنّي لَمْ أَعُدْ تِلكَ الطّفله بَلْ أصبَحتُ فتاةً صنديديه قويه كلّفها ذلك قلباً بُتر بسيف الخيانه، فأيقنتُ حينها أنني لستُ أسيل ولنْ تُقام حروبَ العِشقِ لأجلِ عيناي وأيقنتُ أنَّ فؤادي الذي كان يضُخُ بالحَنينِ والشّوق ِ قد أمطرَ دمعاً سخياً لأجلكَ
جعسوسٌ أنت ، لا تتعجب مِن قسوة كلامي لكن على أيّة حال أعلمُ أنّهُ لن يُهمكَ سِقمُ كلامي  كجلمودِ صخرٍ أنتَ ، فأصبحتْ شِفاهُكَ تُفضلُ كأساً من النّبيذِ الممزوجِ بدموعي ودِماءِ قلبيَّ المَبتور سُحقاً ، لَمْ أكُن أعلمُ بأيّ عين حُبٍّ كُنتُ أراكَ..
فكُنتَ ذلك الأعمى الّذي أمسكَ بتلكَ الجوهرة فظنّها حجرٌ 
والآن وبعدَ كُلِّ هذا أن تعتذر لحفنةِ الوعودِ المُتراكمه أو عَنْ جريمتِكَ الّتي لن تُغفر ولو بِشَقِ الأنفُسِ فلَمْ يَعُدْ هُناك أي تعاطُف في قلبي يغفُرُ خيانَتِكَ وتِلك التّبريرات المُتكرره لَنْ تشفعَ لكَ حتى ولو كُنتَ في السّماءِ السّابعه وإن كان اعتذارُكَ سَيجعلُني أُلامِسُ السّماء فإنّي أُفضلُ الموتَ على أن أقبلَ اعتذاركَ
أُريدكَ أن تعلمْ أنّ اعتذاركَ مُثيرٌ للشفقه فلا جدوى أن أقبله لأنّهُ يُشبهُ. إطفاءَ النّار بعدَ بِرودِ الجَمرِ وتحولهِ لصلبْ..
وقلبي الّذي دُفن سأنتقِمُ لَهُ ببرود وسأجعلك تكتبُ بدلَ قصائِد العشقِ قصائِدَ رثاءِ قلبكَ..
"فلا بأس أن تَذوقَ مُرَّ الألمِ بعَينهِ"
[ زينه ماهر درويش ]

التاريخ - 2024-07-25 7:39 PM المشاهدات 684

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا