سورية الحدث- حمص - فكرات أصلان
أقام الملتقى الثقافي اليسوعيّ في كنيسة دير الآباء اليسوعيين بحمص يوم الثلاثاء 15/10/2024/ ندوة بعنوان "الموسيقا الكنسيّة" السريانية، البيزنطية، اللاتينية، للباحث الموسيقي رامي درويش.
استهلّ الباحث حديثه بتوضيح عن هدفِ المحاضرة في تعزيز الأداء المعرفيّ الواعي لطقوس القدامى الإلهي أو مايُعرف كنسيّاً "الليتورجيا" تتضمن الصلوات والتراتيل والموسيقا والتي تؤدى ليعرفَ المؤمنون مايؤدونه في صلواتهم بعيداً عن التكرار.
وذكر الأستاذ أن الدين يعتمد على العقيدة والطقوس والثانية هي محور المحاضرة وتعريف الطقوس المتبعة في كل كنيسة وأن المحاور الثلاثة شملت لمحة تار يخية عن دور الموسيقا الليتورجيا والتي تحقق السمو لروح المصلين في القداس وأثناء تناول الذبيحة الإلهية وأن هذه الطقوس تشكلت خلال الفترة مابين القرنين السابع والثامن الميلاديين وكانت المسيحية قد انتشرت انتشاراً واسعاً وظهرت الخلافات في الثقافات ببن الشعوب وهذا أثّرَ على اختلاف الطقوس المتبعة في القداس ولكن مسؤولية اختيار طقس القداس تابعة لكل كاهن رعية.
عن المحور الأول ذكر الباحت بأن الموسيقا السريانية ظهرت عام 313 عندما أصدر القيصر قسطنطين مرسومه العنصري وسمح للمسيحيين أن يمارسوا طقوسهم وبه بدأت الليتورجيا بالتشكّل لدى السريان الذين كانوا بالأساس آراميين ومع اعتناقهم المسيحيّة عُرفوا بالسريان وأخذوا منهم معظم طقوسهم واقتبسوا 8 مقامات موسيقية شكلت فيما بعد الموسيقا اليتورجية السريانية.
وعن الموسيقا البيزنطية ذكر الباحث أن بيزنطة عاصمتها القسطنطينية لذا فإن القداس في بلاد الشام مع بداية القرن العشرين اصبحت طقوسه تُقام باللغة العربية وهذه الموسيقا تقوم على ثنائية العنصر اللحنيّ القائم على صوت المرتل إلى جانب صوت "الإيسون" الذي يُؤَدى من قبل أشخاص محترفين وهذا الاختلاف بين الموسيقا الليتورجية السريانية تعتمد على صوت الكاهن بمرافقة أُحادي الطبقة الصوتية، والفرق الآخر بين المدرستين هو اعتماد الموسيقا السريانية على المقامات الشرقية بينما تعتمد البزنطية على مقاماتها من التراث البيزنطيّ
وعن الموسيقا اللاتينية أوضح أنها نشأت ايام "البابا غريغوري" بعد ملاحظته اختلاف الطقوس بين الأوربيين مما استدعى منه الإيعاز لإنشاء مدارس تختصّ بتدريسها، واختلف عن المدرستين السابقتين بمرافقة آلة "الأورغن" للكهنة والمرتلبن أثناء القداس والتي استخدمت بسبب اتساع الكنائس ولعدم وجود دعم صوتي.
وفي ختام الندوة قدّم الباحث شواهد سمعيّة وبصريّة من التراتيل والتي أوضحت الاختلاف بين تلك المدارس.
يذكر أن الباحث الموسيقي رامي درويش خريج المعهد العالي للموسيقا في دمشق وعضو الهيئة التدريسية في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث وعضو في نقابة الفنانين وله مشاركات عديدة في المؤتمرات والندوات والدورات التدربية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا