شبكة سورية الحدث


رئيس نقابة كهرباء سورية عمال الكهرباء جنود مجهولون خلف الكواليس

    لقاء خاص ومفتوح مع الأستاذ علي مرهج رئيس نقابة كهرباء سورية    عمال الكهرباء جنود مجهولون خلف الكواليس شهداء وجرحى ومخطوفين وسط ظروف عمل صعبة   هم حديث الناس وشغلهم الشاغل، ماذا يفعلون؟ ما سبب انقطاع التيار الكهربائي لفتراتٍ طويلة؟ هل هناك فترات تقنين ضمن فترات التقنين؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي قد لا تنتهي في ظل ظروفٍ صعبة تعيشها البلاد منذ خمسة أعوام.. وإيماناً منا بمهنية العمل الصحفي والبحث عن الحقيقة كان لابد لنا من رجلٍ يجيب على العديد من تلك التساؤلات، لا بحثاً عن الأعذار وتقديم التبريرات لتقصيرٍ هنا أو هناك، بل لرسم صورةٍ واضحةٍ جليّة أمام أعين جميع المواطنين عن طبيعة عمل موظفي وعمال تلك الوزارة الأشهر بين جميع وزارات الدولة .. وزارة الكهرباء.. فكان لنا اللقاء التالي مع الأستاذ علي مرهج رئيس نقابة عمال الكهرباء، والذي تحدث إلينا بكل جرأة وشفافية وموضوعية عن عمل نقابته وعمالها، وما يعانيه أولئك العمال وخاصة الميدانيون منهم من صعوبات وظروف عمل قاسية لتأمين تلك الطاقة إلى جميع الموطنين بشكلٍ عادل...  أولاً: أستاذ علي هل لك أن تحدثنا عن نشاطات نقابتكم (نقابة عمال الكهرباء) وما الذي يميزها عن باقي نقابات العمال؟ بدايةً اسمحوا لي أن أترحم على شهداء الوطن من أبطال الجيش العربي السوري, وثانياً شهداء سورية بشكل عام وشهداء وأبطال عمال وزارة الكهرباء بشكلٍ خاص، هؤلاء الجنود المجهولين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن دون أن ينتظروا كلمة شكرٍ من أي انسان.. ينضوي تحت نقابتنا 10657 عامل، و تعمل نقابتنا على متابعة حقوق عمالها سواءً كانت عينية أو طبية أو مهنية, حيث تقدم خدمات طبية مجانية شاملة 100% للعامل على حساب وزارة الكهرباء ونقابتها، فيما تكون هذه الخدمات بنسبة 80%  لأفراد عائلته بما في ذلك الأدوية، حيث كثيراً ما تعرض عمالنا في ظل هذه الظروف لإصاباتٍ بالغة في بعض الأحيان أثناء قيامهم بواجبهم حيث تم معالجتهم بشكلٍ مجانيٍ كامل، بالإضافة إلى أن النقابة تقوم بمتابعة الإجازات المرضية للعمال، وصرف نفقات زواج وولادة وكوارث.. تلك الأمور  التي  تصادف العامل خلال مسيرة حياته، عدا عن تعويض الوفاة والبالغ150 ألف ليرة سورية تُدفع فور وفاة العامل لذويه، وهناك دورات تثقيفية للعمال بشكلٍ دوري، كما يوجد دور حضانة لاستقبال أطفال العاملات، ويجدر بي الإشارة إلى أن جميع العاملون في قطاع الكهرباء يحظون بخصم على أول 800 كيلو واط من فاتورة الكهرباء (من الشريحة الأولى).. ثانياً: يتهم عمال وموظفو الكهرباء بالتقصير الدائم وخاصةً في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد.. ما مدى صحة هذا الكلام؟ وما هي العوائق التي تعترض عمل موظفي نقابتكم؟ لم يعد يخفى عن أي شخص أن البلاد تعيش في حالة حرب، وقطاع الكهرباء هو أهم القطاعات المستهدفة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وهو هدف استراتيجي لتلك العصابات بكوادره البشرية والمادية على حدٍ سواء.. فقد تعرض عمالنا إلى عدد كبير من الهجمات ما أدى إلى نقص في الكوادر العاملة والعتاد، وعمال الكهرباء كانوا جنودٌ حقيقيون بعد الجيش العربي السوري،وكانوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، وقد قدمنا ثلاثون شهيداً ومائتي جريحاً، وهناك ثمانين مخطوفاً، فضغط العمل أصبح كبيراً جداً، عدا عن أن هناك العديد من المواطنين قد تهجروا ونزحوا من المناطق الساخنة  إلى المناطق الآمنة، مما ضاعف عدد السكان في تلك المناطق ليصل إلى عشرة أضعاف أحياناً، وهذا الأمر يحتاج إلى طاقة كبيرة وتخديم كبير، ناهيك عن صعوبة تأمين مادة المازوت، ما دفع بالمواطنين إلى اللجوء واستثمار الطاقة الكهربائية بشكلٍ كبير سواءً للإنارة أو التدفئة أو إلى ما غير هنالك،  وهذا من حق المواطن طبعاً، فأي أزمة بموردٍ من موارد الطاقة الأخرى ينعكس سلباً على قطاع الكهرباء، وهذا الأمر دفع ثمنه قطاع الكهرباء باهظاً، ناهيك عن سرقات الكهرباء من قِبل المواطنين ضعاف النفوس، ومع ذلك بقي عمال الكهرباء يعملون ضمن هذه الظروف الصعبة، وقد لا أبالغ إذ أقول أننا نعمل على مدار الـ24 ساعة بشكلٍ متواصل، حيث قمنا بإنشاء خلية أزمة مؤلفة من السيد وزير الكهرباء والمدراء العامين وعدد كبير من العمال والموظفين، وأحب أن أذكر هنا حادثة ضرب الخط المغذي للمنطقة الجنوبية (منطقة يبرود) من قبل العصابات الإرهابية حيث بقي عمالنا ثلاث عشرة ساعة يعملون في ظروفٍ صعبة إلى أن تم اكتشاف العطل وإصلاحه.. ثالثاً: كيف يتم تأمين مادة الفيول؟ وهل لدينا مخزون احتياطي كافي؟ كذلك المنشآت النفطية قد تعرضت إلى اعتداءات إرهابية انعكست على كميات الوقود، بالإضافة إلى صعوبة الطرقات لإيصال تلك المادة إلى محطات التوليد، إذ أن واردات الفيول التي تحتاجها المحطات تُقدر بحوالي 15 ألف طن للمحطات الجنوبية، يتم تأمين 2000 طن منها فقط، أما بالنسبة للغاز فنحن بحاجة إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز، انخفض الوارد إلينا إلى 12مليون متر مكعب، وأنا هنا أشيد بوزارة النفط حيث أنهم يعملون بشكل دءوب لتأمين الغاز والفيول، وهناك تنسيق دائم بيننا وبينهم، لكن حقيقةً لا علم لدي بكميات الفيول والغاز الاحتياطي فهذا السؤال من اختصاص وزارة النفط.. رابعاً: طرح مؤخراً مشروع منح تراخيص الطاقة البديلة للقطاع الخاص من أجل استثمار وتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق المشاريع الريحية والشمسية، فهل منحت تلك التراخيص فعلاً؟ هناك قيادة في البلد مسؤولة عن مثل هذه المشاريع، إذ أنها لا تتعلق بعمل النقابة، لكن وزارة الكهرباء منحت تراخيص تركيب سخانات الطاقة الشمسية (لتسخين المياه) من قبل الوزارة واستيفاء ثمنها من المواطن بالتقسيط المريح، وبإمكان أي مواطن مراجعة مركز بحوث الطاقة بمنطقة دوار كفرسوسة وتقديم طلب خطي هناك ليُصار إلى تنفيذ رغبته، ولا يوجد حالياً مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية بالطرق الأخرى.. خامساً: هل هناك محطات توليد كهربائية جديدة أنشأت مؤخراً؟ حالياً نعمل على إصلاح محطة دير علي وتوسيعها، حيث تم إحضار عنفات توليد جديدة، ولا يوجد محطات أخرى قيد الإنشاء حالياً، إنما نعمل جاهدين على إصلاح المحطات  المتوقفة عن العمل بغية تحسين الخدمات للمواطنين.. سادساً: المؤسسات العلمية تشكو أيضاً من عشوائية فترات التقنين مما يُعطل العملية التدريسية، لماذا لا يُراعى هذا الموضوع ويؤخذ بعين الاعتبار؟ العجز الذي تعانيه المنطقة الجنوبية كبير، فهي تحتاج إلى 8500 ميغا واط، وما يتم تأمينه هو 2000 ميغا واط فقط لهذه المنطقة، مما أدى إلى وجوب التقنين بشكلٍ عادل على جميع مناطق المنطقة الجنوبية، لكن يتم استثناء مناطق المطاحن ومضخات المياه الرئيسية كونها تتعلق بشكلٍ مباشر بحياة المواطن واحتياجاته اليومية ( الخبز والمياه), أما باقي مؤسسات الدولة فهي تقع في مناطق سكنية فيها  المنازل والمحلات التجارية، فلا بد من عدالة التوزيع، وحالياً برنامج التقنين (4 بـ 2) يسير على كامل المنطقة الجنوبية... وهنا قاطعناه وسألناه عن سبب انقطاع التيار الكهربائي خلال تلك الساعتين التي نرى فيها الكهرباء فقال: هناك دارات حماية ترددية تعمل عندما ينخفض التردد، وهذا الأمر يُحدث قطع عام في تلك المنطقة بسبب الطلب المتزايد على الكهرباء، وذلك لا يكون إلا في فترات الذروة، ولا بد من تركيب تلك الدارات لحماية محطات التوليد من العطب أو الاحتراق... سابعاً: بعض المناطق تشكو من عدم وجود خزانات للكهرباء، ويتم سحب الكهرباء من مناطق بعيدة نسبياً ما يشكل حمولات زائدة.. لماذا لا تتم معالجة مثل هذه المواضيع؟ حقيقةً وزارة الكهرباء تمتلك التجهيزات الكاملة لهذا الأمر من أبراج كهربائية وعتاد، لكن لا يوجد مواقع لوضع تلك الخزانات، وهذا الأمر يتعلق ببلديات تلك المناطق.. وعلى العكس تماماً هذا الأمر يريح الوزارة والعمال والمواطنين أيضاً، ونحن نضم صوتنا إلى صوتهم ونضع هذا الموضوع على طاولة البلديات ومحافظة دمشق وريفها لمساعدتنا في هذا الأمر.. كلمة أخيرة خدمة المواطن هي هدفنا وغايتنا، ونسعى دائماً إلى تقديم أفضل الخدمات في أصعب الظروف، ولن ندخر أي جهد في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، وشكراً لكم ولموقعكم سورية الحدث على إتاحة هذه الفرصة التي عسانا من خلالها قد وضعنا النقاط على الحروف أما تساؤلات المواطنين عن عمل وزارتنا ونقابتنا....   حوار محمد الحلبي – رولا نويساتي تصوير ندى النابلسي    
التاريخ - 2016-01-17 9:29 PM المشاهدات 3092

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا