شبكة سورية الحدث


نهاية العراق !!!...

سورية الحدث - نهاية العراق !!!...بقلم: غسان يوسف    تنشر مجلة التايم الأمريكية -التي تعبر غالباً عن وجهة نظر الإدارة الأمريكية – في الثلاثين من حزيران الجاري مقالاً عن تقسيم العراق إلى دول ثلاث سنية وكردية وشيعية .. المقال يتصدر غلاف المجلة تحت عنوان ” نهاية العراق ” ! وفي عام1973 قدم مهندس السياسة الأمريكية هنري كيسنجر مشروعا تجدد الحديث عنه عام1983 يتضمن تقسيم جميع دول المنطقة العربية على أسس طائفية, فيما تشرت مجلة كيفونيم الإسرائيلية في14شباط 1982خطط إسرائيل لتقسيم العراق وسوريا, وأكدت أن أفضل طريقة لتمزيقه هو إثارة الصراع الدموي بين مكوناته. ومن هنا فإن من يعتقد أن ما يجري في العراق هو أمر طارئ أو محض صدفة فهو واهم فالقصة قديمة جديدة حيث قامت مجلة التايم الأمريكية مؤخراً بنشر مشروع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتقسيم العراق الذي طرحه قبيل انتخابه نائبا للرئيس باراك اوباما خلال ولايته الأولى في العام 2008، وصُنف حينها على انه “غير ملزم”، وقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات رئيسة، وحاز المقترح على موافقة الكونغرس حينها. نعم إن الأحداث التي تجري في العراق تؤكد أن ما جرى ويجري هو مخطط أمريكي لتقسيم العراق بالتعاون مع كل من السعودية وتركيا وإقليم كردستان والأردن ومن هنا كان اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس بوزراء خارجية كل من السعودية والأردن والإمارات وليس غريباً أن نشاهد هدنة غير معلنة بين البشمركة وداعش حيث سمحت الأخيرة للبشمركة بالاستيلاء على المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وأربيل ومن تابع تصريحات رئيس حكومة كردستان نيجيرفان البارازاني عن ضرورة التقسيم في العراق يعرف أن هذا الشخص المُسيّر أميركيا لا يتكلم إلا بما تمليه عليه واشنطن وتكرس ذلك بزيارة رئيس الإقليم مسعود برزاني إلى كركوك . التصريحات الخليجية وعلى رأسها كل من السعودية والإمارات عن وجود تهميش وظلم طائفي في العراق يؤكد أن هذه الدول تقوم بتنفيذ مخطط بايدن بواسطة داعش ومن يتابع قناة العربية يعرف أن المخطط معد له مسبقا فكيف يمكن لقناة سعودية أن تطلق في أخبارها على مقاتلي داعش بالثوار والسعودية نفسها صنفت داعش بالمنظمة الإرهابية ؟! الأحداث الحالية تثبت أن ما يجري في العراق هو مخطط أميركي إسرائيلي تسانده بعض دول الخليج من أجل إضعاف العراق وتقسيمه وكسر ما تتبجح به بعض الدول في المنطقة من إنشاء محور طهران بغداد دمشق بيروت حيث سارعت الولايات المتحدة ومن يمشي خلفها لتنفيذ هذا المشروع وقطع ما تسميه ( الهلال الشيعي ), وإنشاء محور الخليج تركيا أوروبا تقوم من خلاله دول الخليج بتصدير النفط والغاز إلى تركيا ومنها إلى أوروبا في ضربة موجعة لموسكو وردا على ما تقوم به روسيا في كل من سورية وأوكرانيا . ومن لاحظ كيف سقطت مدينة البوكمال بدون قتال يعرف أن المحرك واحد وأن من حرك كردستان لضم كركوك هو نفسه من أمر النصرة بالانسحاب من البوكمال لصالح داعش في خطوة ثانية بعد الموصل لإقامة الدولة الداعشية , ومن ينظر لما يحدث إلى المنطقة الشرقية في سورية يعرف أن الدولة السورية مهددة كما العراق إن لم نقل أكثر ومن هنا يجب عدم التعويل على أي تعاون مع الولايات المتحدة لمحاربة داعش فداعش ليست إلا صناعة أميركية سعودية تركية  هل يعتقد أحد أن مخابرات الولايات لا تعرف عددهم ومن أي سجون خرجوا ؟ ومن أي بلدان جاؤوا ؟ واهم من يعتقد غير ذلك ! إذا صحت الأخبار أن المالكي طلب شراء طائرات سوخوي روسية وأن روسيا قد استجابت له فورا يصح القول إن المالكي ومعه الروس ومن يدور في فلكهم واعون لما حدث وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما حدث . وليس غريبا ولا مفاجئا أن يظهر الرئيس الأميركي مرتين في أوقات متقاربة ليقول في المرة الأولى ليس هناك معارضة مسلحة معتدلة وفي المرة الثانية ليطلب موافقة الكونجرس على تخصيص 500 مليون دولار؛ لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين إذا وافق الكونغرس على طلب اوباما. مشروع الشرق الأوسط الكبير:”هو الرؤية الأمريكية لمستقبل هذه المنطقة “.ومن يعتقد أن صناع القرار في الولايات غافلون عما يحصل في المنطقة فهو واهم , وبرأيي الشخصي أن الولايات وحلفها سددوا ضربة قوية في حلف موسكو طهران دمشق وعلى هذا الحلف أن يستعد للجولة القادمة ورد الصاع صاعين أما إذا رضي بالأمر الواقع يكون كمن ساهم في تنفيذ حلم الآخرين .
التاريخ - 2014-06-28 2:42 PM المشاهدات 1544

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا