نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” مقالا عن دور العمليات الحربية، التي تنفذها القوات الجو – فضائية الروسية في سوريا، والتي، وفق مجلة ” Politico”، غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط. وجاء في مقال الصحيفة:ذكرت مجلة ” Politico” أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة في الشرق الأوسط، فإن زعماء دول المنطقة بدأوا يصغون إلى موسكو ويتقربون منها.ويقول المحلل السياسي للمجلة دينيس روس إن “عدد العسكريين الأميركيين في المنطقة يفوق بكثير عدد الروس؛ حيث لدى الولايات المتحدة في المنطقة 35 ألف عسكري ومئات الطائرات، في حين أن لدى روسيا فيها 2000 عسكري و50 طائرة لا أكثر. ومع ذلك، فإن زعماء دول المنطقة، واحدا تلو الآخر، يزورون موسكو للقاء فلاديمير بوتين، ولا يسارعون بالتوجه إلى واشنطن.لماذا يحصل هذا؟ ولماذا أسمع، خلال زياراتي إلى دول المنطقة، أكثر فأكثر من العرب والإسرائيليين بأنهم وضعوا علامة “X” على باراك أوباما؟ – لأن الانطباع أهم من القوة العسكرية. وأن الروس مستعدون لاستخدامه بهدف تغيير ميزان القوى في المنطقة، أما نحن – فلا”.وتضيف المجلة أن “قرار الرئيس بوتين بدء العمليات العسكرية في سوريا وطد موقع بشار الأسد، وغير مجرى العمليات الحربية. ذلك، إضافة إلى تعزيزه هيبة روسيا في العالم. أما باراك أوباما فبقي حتى اللحظة الأخيرة واثقا من أن العمليات الروسية ستكون كارثية لروسيا. وهو شخصيا لا يتخذ قرار القيام بعمليات حربية واسعة في سوريا، بسبب النتائج السلبية للعمليات في أفغانستان والعراق على الولايات المتحدة. وبحسب اعتقاده، فإن العمليات العسكرية الواسعة ممكنة فقط في حالة وجود خطر يهدد بلاده.وتشير مجلة “Politico” إلى أن “استخدام القوة في الشرق الأوسط لفرض الأهداف السياسية وبلوغها، هو قاعدة وليس استثناء، وأن شركاءنا يدركون هذا”. وتؤكد المجلة أن “التدخل العسكري الروسي في سوريا قلب الأوضاع خلافا لما فكر به أوباما؛ ما أدى إلى تعزز مواقف روسيا في العالم من دون تكاليف ملحوظة”.. “إن موسكو لم تعاقب على تدخلها، بل على العكس من ذلك، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصل هاتفيا بالرئيس بوتين طالبا منه الضغط على بشار الأسد، معترفا بذلك بتفوق الرئيس الروسي”.وهذا الأمر يعترف به زعماء دول المنطقة أيضا. لذلك، فهم يدركون ضرورة التباحث مع الروس لحماية مصالحهم. ومن دون شك، فقد كان من الأفضل أن يخسر بوتين في نظر المجتمع الدولي؛ ولكن الأمر ليس كذلك”.لقد بدأت دول المنطقة بانتهاج سياسة أكثر استقلالية بعد فقدانها الأمل بالحصول على مساندة أميركية. فمثلا ، بدأت المملكة السعودية تدخلها العسكري في اليمن من دون انتظار إشارة الانطلاق من شركائها. كما أن مصر وإسرائيل كثفتا اتصالاتهما مع روسيا.بيد أن المحلل السياسي دينيس روس يحاول تهدئة القراء بقوله إن زعماء دول الشرق الأوسط في جميع الأحوال يعدُّون الولايات المتحدة شريكهم الأساس، وهم في انتظار الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، التي ستعيد النظر في سياستها الشرق أوسطية.لذلك، فهو يدعو واشنطن إلى تشديد نهجها، وخاصة في تسليح القبائل السنية في العراق، والتهديد بفرض منطقة حظر جوي في سوريا، إذا لم ينفذ بشار الأسد شروط الهدنة.وفي الختام، قال دينيس روس إن “بوتين وزعماء دول المنطقة يفهمون منطق الإجبار، وحان الوقت لكي نتذكره نحن أيضا”.
التاريخ - 2016-05-12 8:58 PM المشاهدات 892
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا